تقصير في كندا وغضب في الصين...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة: 2006.08.18
دعوة للحكومة الكندية لإبداء المزيد من الاهتمام بمشاكل البلدان الفقيرة، وانتقادات صينية لرئيس الوزراء الياباني، واقتراحات أسترالية للحد من أعمال العنف في أفغانستان... مواضيع نعرض لها ضمن قراء مقتضبة في بعض الصحف الدولية.
"تنصل أوتاوا"
كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "تورونتو ستار" لافتتاحية عددها ليوم الأربعاء، والتي أفردتها لانتقاد جهود كندا على مستوى مساعدة البلدان الفقيرة. أما مناسبة هذا الحديث فهي احتلال كندا للمرتبة العاشرة في ترتيب دول العالم الغنية الإحدى والعشرين وفق "مؤشر الالتزام بالتنمية 2006"، الذي صدر هذا الأسبوع عن مركز التنمية العالمية بواشنطن. الصحيفة اعتبرت أن كندا باعتبارها دولة غنية تتنصل من مسؤوليتها تجاه دول العالم الفقيرة، ومن مؤشرات ذلك -تقول الصحيفة- أن حجم الإنفاق الذي رصدته أوتاوا للمساعدات الخارجية لم يتعد 4 مليارات دولار، وهو ما اعتبرته الصحيفة أمراً محرجاً ولاسيما أن كندا تحتضن هذه الأيام المؤتمر الدولي السادس عشر حول الإيدز.
الصحيفة أشارت إلى عوامل أخرى ساهمت في تراجع مرتبة كندا في ترتيب الدول الغنية التي تقدم مساعدات للدول الفقيرة، ومنها المعونات الفلاحية العالية والحواجز التي تضعها أمام واردات النسيج والملابس والتي تعيق بيع البلدان الفقيرة لمنتوجاتها إلى كندا. وأوضحت الصحيفة أنه لو اقتسمت الدول الغنية بعضاً من ثرواتها وكثفت جهودها، فإن من شأن ذلك أن يُحدث فرقاً كبيراً على صعيد التنمية بالبلدان الفقيرة المجاورة لها، مختتمة افتتاحيتها بدعوة صناع القرار الكنديين إلى الزيادة في حجم المساعدات الخارجية "بشكل كبير"، وتقليص الحواجز التجارية إن هم كانوا جادين في مكافحة الفقر العالمي.
ما بين الصين واليابان
خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي إلى مزار ياسوكوني، والتي تعد الأخيرة له قبل تنحيه المرتقب عن رئاسة "الحزب الديمقراطي الليبرالي" في سبتمبر المقبل. الصحيفة نددت بالزيارة ووجهت انتقادات لاذعة لكويزومي الذي -تقول الصحيفة- أصر على زيارة الضريح -الذي يضم قتلى الحرب اليابانيين، من بينهم 14 مجرم حرب- بالرغم من الاحتجاجات التي أثارها خبر اعتزامه القيام بها في الخارج مثلما في الداخل، غير أن هذه "الاحتجاجات لقيت آذاناً صماء".
وبعد أن ذكّرت الصحيفة بموقف الحكومة الصينية والذي جاء فيه أن الزيارة إنما "تجرح مشاعر الشعب الصيني وتلطخ صورة اليابان ومصالحها القومية"، اعتبرت أن "عناد" كويزومي وإصراره على زيارة الضريح هو المسؤول عن توتر العلاقات بين اليابان من جهة، والصين وكوريا الجنوبية من جهة ثانية، وما إصرار كويزومي على القيام بهذه الزيارة -تقول الصحيفة- إلا دليل على أنه لا يقيم وزناً لهذه العلاقات. فكان من نتائج ذلك أن عُلقت وأُرجئت زيارات متبادلة بين اليابان والصين. كما رأت الصحيفة أن رفض كويزومي الاعتراف بماضي بلاده "العنيف"، إنما ينم عن لامبالاة وعدم اكتراث بمدى صعوبة الوضع الذي سيتركه لخلفه.
أستراليا والتدخل في أفغانستان
رحبت صحيفة "كانبيرا تايمز" الأسترالية ضمن افتتاحية عددها ليوم السبت بإعلان رئيس الوزراء جون هاورد عن إرسال تشكيلة من قوات المشاة إلى أفغانستان من أجل توفير الأمن لجهود الإعمار، معتبرة أن تحذيره من أن الإصابات في صفوف هذه القوات غير مستبعدة جاء في محله، في ظل تهديدات فلول "طالبان" لحكومة الرئيس حامد قرضاي والمخاوف من أن تتحول أعمال العنف هناك إلى تمرد مناوئ للغرب شبيه بما يشهده العراق.
الصحيفة لفتت إلى أن عودة أعمال العنف إلى أفغانستان لم تكن مستبعدة بالكامل، وعزت أسبابها إلى قرار الرئيس الأميركي جورج بوش تحويل تركيز الحرب على الإرهاب من أفغانستان إلى العراق عام 2003، وهو ما ترك المجال مفتوحاً -تقول الصحيفة- لطالبان لتعيد تنظيم نفسها ورص صفوفها. هذا إضافة إلى تلقي "طالبان" للعدة والمال من شبكات "إرهابية" أخرى، ومعظمها يتسرب إلى أفغانستان عبر المنطقة الحدودية الجنوبية التي "يبدو أن الحكومة الباكستانية غير راغبة أو غير قادرة على مراقبتها". ورأت الصحيفة أن الاستراتيجية المثلى للتغلب على المتمردين، أو على الأقل الحد من تهديداتهم "في بلد من شبه المستحيل القضاء فيه على المجموعات المقاتلة بالكامل"، هي نفسها الاستراتيجية التي انتُهجت لطرد "طالبان" من العاصمة كابول عام 2002، ألا وهي تحسين الأمن، والتنمية، والإدارة الجيدة.
كوريا و"العجز التجاري مع اليابان"
خصصت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عدد يوم الأربعاء لتقييم حالة الاقتصاد الكوري الجنوبي بمناسبة الذكرى الحادية والستين للاستقلال عن الاستعمار الياباني. وهي حالة ترى الصحيفة أنها تبعث على التفاؤل، غير أنها لفتت في الوقت نفسه إلى العجز المسجل في المبادلات التجارية مع اليابان، محذرة من إمكانية تفاقمه مستقبلاً. وهكذا أشارت الصحيفة إلى أن كوريا الجنوبية حققت تنمية اقتصادية لافتة منذ استقلالها، بمعدلات نمو سريع إلى أن أصبحت تحتل المرتبة الحادية عشرة في ترتيب القوى الاقتصادية في العالم. والشاهد أن حجم الصادرات الذي بلغ 22 مليون دولار عام 1948 قفز إلى أكثر من 284 مليار دولار عام 2005. غير أنها لفتت في الآن نفسه إلى أن العجز التجاري مع اليابان واصل تفاقمه، حيث من المتوقع مثلاً أن يسجل هذا العام أعلى معدل له على الإطلاق، كما أنه بلغ خلال النصف الأول من هذا العام 12.5 مليار دولار.
أما أسباب هذا العجز، فقد عزتها الصحيفة إلى حقيقة أن ارتفاع حجم الصادرات الكورية كان مرتبطاً بارتفاع الواردات اليابانية، مضيفة أن هذه "الحلقة المفرغة" متواصلة منذ 50 عاماً، لتشكل بذلك "مرضاً مزمناً" يعاني منه الاقتصاد الكوري الجنوبي يصعب التعافي منه، ومشيرة إلى أن مجموع العجز التجاري مع اليابان منذ 1946 يناهز 240 مليار دولار. ولتصحيح هذا الاختلال، ترى الصحيفة أنه لابد من تطوير الصناعة الكورية تطويراً نوعياً عبر تأهيل اليد العاملة في القطاعات التقنية مع ضرورة زيادة الاستثمار في مجال البحث والتطوير.
إعداد: محمد وقيف