نبيذ قديم في زجاجة جديدة .. يونيفيل لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة: 2006.08.18
برو دي يونغ - إذاعة هولندا العالمية
بعد وقف إطلاق النار في لبنان أصبح إرسال قوات دولية بتفويض واسع، لها أمرا ملحا للحفاظ على الأمن في المنطقة، ومنع تجدد القتال بين إسرائيل وحزب الله، ما أسهل الكلام عن ذلك، ودع تجربة قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل المرابطة هنالك الآن تتحدث.
بدأت قوة يونيفيل في لبنان منذ عام 1978 حيث صاحب مهمتها توقفات ومشكلات عديدة، لكنها ظلت تجدد على أية حال بدون تأثير يذكر على الأوضاع هناك.
لذا يتوجب اليوم حين الشروع بتأسيس قوة أممية جديدة في لبنان، أن تشكل يونيفيل الحالية حجر الأساس بالنسبة لها، أكثر من ذلك لا نعرف سوى موقف فرنسا التي تستعد للعب دور مهم في القوة الدولية، فيما تنتظر بقية الدول نوع التفويض الذي ستحصل عليه القوة الأممية، قبل أن تحدد مواقفها، فيما أعلنت عدد من الدول الإسلامية منها إندونيسيا وماليزيا وتركيا استعدادها للمشاركة في المهمة؛ بإرسال قوات عسكرية.
إذا سارت الأمور وفق نهج الأمم المتحدة المعروف، فسنحتاج لشهور عديدة لنشر القوة الأممية وفقا لتحذير المتحدث الأسبق ليونيفيل تيمور جوكسيل، "إحدى المشاكل تكمن في أن العديد من البلدان تعد بإرسال وحدات عسكرية للمشاركة في القوات الدولية، لكن كل من هذه الوحدات تحتاج لإنشاء قنوات للإمدادات اللوجستية ونظام للقيادة والسيطرة، منفصلة تماما عن الأخرى، وخاضعة لنظمها الوطنية وهذا ما يسبب عجز القوات الدولية في معظم مهامها".
توماس ميلو أحد منتسبي قوات اليونفيل (القبعات الزرق) يؤيد ذلك، ففي بداية الثمانينيات كانت هولندا من المساهمين البارزين في إرسال عسكريين لقوات يونيفيل، وقد ذهب ميلو مرتين إلى لبنان ويقول: "لا يجمع بين هذه القوات سوى ارتداء قبعة بذات اللون الأزرق، غير ذلك تبقى كل وحدة عسكرية منفصلة عن الأخريات كوحدة عسكرية وطنية عادية ".
ولو أعطيت يونيفيل مثلا أوامر: بالانطلاق للأمام، لاستعادة هضبة، مثلا، لن يحدث شيء !! حيث سيتصل قائد الكتيبة الهولندية أولا بهولندا ويقول علينا أن نتلقى أمرا من هناك".
لكن في لبنان يجري احتساب كل دقيقة، لذلك يقترح تيمور جوكسيل حلا " لندع بعض الدول القوية ترسل قواتها التي تستطيع أن تعتمد على نفسها في إمداداتها واتصالاتها وقادرة على العمل بكفاءة، دون الحاجة لكل قوات الأمم المتحدة الأخرى" فوجود جيش داخل جيش كانت عقبة أمام مهام قوات السلام الأممية في تجاربها السابقة.
لكن، وفقا لجوكسيل، الوضع في لبنان لن يكون مهمة كلاسيكية للأمم المتحدة". الأمم المتحدة تتحاشى خوض عمليات مشتركة مع جيش البلد المضيف، سيعملان جنبا إلي جنب، لكن ليس تحت نفس القيادة أبدا ".
ستعمل يونيفيل في لبنان بالتعاون مع الجيش الوطني اللبناني، بالرغم من الاعتراضات التي يمكن أن تثار على ذلك، هنالك مزايا أيضا للوضع حسب لجوكسيل: "الكثير من مهام القوات الدولية كانت صعبة؛ لأنها لم تكن تقابل بتعاون سلطات البلدان التي تعمل فيها. العمل هذه المرة بالتعاون مع الجيش اللبناني، سيسهل مهمة الاتصال بالسكان المحليين وبحزب الله".
وهذا ما يؤكده الجندي السابق في قوات يونيفيل توماس ميلو: "الجانب المضيء في الأمر هو وجود عدد من كبير من الجنود اللبنانيين، الذين يساوي عددهم عدد القوات الدولية تقريبا، وسيعملون على تسهيل العلاقات بالمواطنين، الجنود اللبنانيون في الواقع يستطيعون القيام بالعمل كله بمفردهم؛ لأنهم يلقون ترحيبا أفضل من مواطنيهم في الجنوب، على العكس من قوات يونيفيل التي ستبقى بعيدا إلي حد ما بجنسياتهم المتعددة، ولن تكون هنالك حاجة لهؤلاء "البرابرة الأجانب" ألا إذا نشب قتال حقيقي.
يبقى السؤال حول الدول التي ستشترك في المهمة الأممية قائما، " في هذه المنطقة من العالم لن تجد دولا كثيرة يمكن أن تؤدي هذه المهمة " حسب جوكسيل، الذي يضيف: في أوربا هنالك عدد من دول حلف الأطلسي التي يمكنها أن تفعل ذلك، وأنا اقترح مثلا إيطاليا واليونان وتركيا، لكن لست أدري إذا كانت تلك الدول لديها الإرادة السياسية للمساهمة في قوات يونيفيل".
لذلك يخشى جوكسيل أن يكون تأسيس قوة يونيفيل الجديدة أمرا تتكلم عنه والدول ولا تفعله، لكن بالرغم من ذلك، ثمة ما يدعو للتفاؤل ففرنسا وعدت بالمشاركة على وجه السرعة، دون أن تنتظر الخوض في تفاصيل قد تعطلها، لذلك لم يدهش جوكسيل أن يكون الفرنسيون قد بدءوا فعلا في الاستعداد للمشاركة في المهمة.