«فرق لمراقبة السلوك» في مطارات لندن وبريطانيون يرفضون السفر مع عرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وزير الداخلية الألماني يعتبر الوضع في بلاده "مقلقاً بصورة غير عادية"
برلين ، لندن - اسكندر الديك
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" الصادرة في لندن امس ، أن "فرق مراقبة السلوك" سترصد إيماءات ومحادثات المسافرين فضلاً عن التعابير التي ترتسم على وجوههم ، وذلك لتحديد الأشخاص الذين قد تظهر عليهم علامات الخوف أو القلق . ويأتي ذلك بعد الإعلان عن احباط محاولة لتفجير طائرات أميركية في رحلات عبر الأطلسي في العاشر من الشهر الجاري.
وذكرت الصحيفة أن الأشخاص الذين ستحوم حول تصرفاتهم الشكوك ويثيرون الريبة سيخضعون للتحقيق وسيمنعون من السفر إذا لم يبرروا تلك التصرفات. وتأتي هذه الخطوة التي تحذو فيها بريطانيا حذو الولايات المتحدة في إطار الفحص الدقيق للركاب بدلاً من الاعتماد فقط على البحث عن أسلحة مخبأة.
الى ذلك، نشرت صحيفة "ذي ميل اون صنداي" ان ركاباً بريطانيين كانوا يستقلون طائرة خاصة بالعطلات قاموا بعملية تمرد، ورفضوا ان تقلع الطائرة إلا بعد ابعاد راكبين من اصول آسيوية بالقوة بسبب المخاوف من انهما ينتميان الى "مجموعة ارهابية".
وقالت الصحيفة ان هذا الموقف "الغريب" حدث بعدما استمع حوالى 150 راكباً على الطائرة التي كانت في رحلة من ملقة في إسبانيا الى مدينة مانشستر شمال انكلترا الى راكبين "لهما ملامح آسيوية" يتحدثان على ما يبدو "باللغة العربية".
وأبلغ الركاب طاقم الطائرة أنهم يخشون على سلامتهم وطالبوا بأن تتحرك الشرطة الإسبانية لإبعاد هذين الراكبين. وهرع بعض الركاب للنزول من الطائرة التابعة لشركة "مونارك" الخاصة بالعطلات، قبل ان تقلع من منطقة "كوستا ديل سول" في جنوب اسبانيا.
وكذلك رفض بعض الركاب الآخرين الذين كانوا لا يزالون ينتظرون في قاعة الانتظار في المطار ان يستقلوا هذه الطائرة من طراز "ايرباص 320". وأثارت هذه الحادثة الضجة من جديد حول امن المطارات بعد اعتقال اكثر من 20 شخصاً في لندن، للاشتباه في تورطهم في مؤامرة لتفجير طائرات عدة في الجو وهي في طريقها من لندن الى الولايات المتحدة.
ورأت وسائل اعلام بريطانية ان هذا الحادث يثير ايضاً المخاوف من ان الركاب سيعملون بأنفسهم على تطبيق القانون ومحاولة تحديد هوية الركاب على نحو عرقي، وهو أمر أثار انتقادات بالغة لأنه سيكون بمثابة اجراء يتسم بالتمييز العنصري. وتبين ان المتاعب التي تعرضت لها رحلة طائرة شركة "مونارك" وقعت يوم الأربعاء الماضي، فيما كان "اثنان من المواطنين البريطانيين" في العشرينات من العمر ينتظران في قاعة السفر في مطار ملقة لكي ينضما الى بقية الركاب المقلعين في فترة ما قبل الفجر. وكان الاثنان يتحدثان على ما يبدو باللغة العربية. وأدى ذلك الى حال قلق عامة، بعدما قالت راكبة بأنها استمعت الى كلام اثار قلقها.
وكان الاثنان كما لاحظ بعض الركاب يرتديان ملابس ثقيلة على رغم ارتفاع درجة الحرارة في هذه المدينة الإسبانية الساحلية. وفي البداية رفض ستة من الركاب ان يستقلوا الطائرة واضطر بعض الركاب الى مغادرة الطائرة وقد تبعتهم بعد ذلك مجموعات اخرى من الركاب.
وقامت الشرطة الإسبانية في ما بعد بإنزال الراكبين الغامضين من الطائرة بعدما كان قائد الطائرة برفقة رجل شرطة وطاقم العاملين في الأمن في المطار أقنعوا الراكبين بتسليم جوازي سفرهما. وبعد ذلك أقلعت الطائرة من دون هذين الراكبين بعد تأخير استغرق ثلاث ساعات، وعقب التأكد من عدم وجود اشياء مشتبه فيها في قمرة الركاب.
المانيا
وبعد اعتقال السلطات الأمنية الألمانية اول من امس طالباً لبنانياً في مدينة كييل عمره 21 سنة بتهمة وضع حقيبتين معدتين للتفجير في محطتي القطارات في كوبلينس ودورتموند قبل ثلاثة اسابيع ومواصلة البحث عن معاونين له، وصف وزير الداخلية الاتحادي فولفغانغ شويبله الوضع الأمني في البلاد بـ "المقلق بصورة غير عادية".
وتمكنت السلطات الأمنية من اعتقال الشاب اللبناني بعد 12 ساعة على نشر صور في وسائل الإعلام عن مشتبه به يحمل الحقيبة على ظهره في محطة كوبلينس حيث صورته كاميرا خفية. وأكدت النائبة العامة الاتحادية مونيكا هارمس ان التحاليل المخبرية للبصمات التي وجدت على قنينة الغاز الموضوعة في الحقيبة المعدة للتفجير، عائدة للمعتقل بصورة لا شك فيها، وكذلك "بصمته البيولوجية".
وأضافت ان المذكور الذي يدرس "إلكترونيات الآلات" في كييل كان يستعد للفرار من ألمانيا وتم القبض عليه في محطة القطارات. وبعد التحقيقات الأولية التي جرت معه تقررت إحالته على قاضي التحقيق في كارلسروه لإصدار مذكرة توقيف رسمية في حقه.
وكانت السلطات الأمنية اكتشفت مطلع الشهر الجاري، حقيبتين تحويان قنينة غاز مع صاعق للتفجير، لكن الخبراء الذين كشفوا عليهما ذكروا ان "خطأ" تقنياً منع تفجيرهما كما كان مقرراً، الأمر الذي نجّى ألمانيا من اعتداءين ارهابيين كانا سيوقعان عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
وذكرت مصادر النيابة العامة ان المحققين الألمان يبحثون الآن عن شريك واحد على الأقل للمعتقل الذي ذكرت بعض وسائل الإعلام ان اسمه الأول هو يونس، والبعض الآخر انه محمد. وأضافت ان البحث مستمر عن الشخص الذي صورته الكاميرا الخفية على رغم ان هويته لم تتحدد بعد، وأن هوية الطالب اللبناني المعتقل الآن "كُشفت من جانب جهاز استخبارات اجنبي". وتابعت ان المذكور جاء الى ألمانيا للدراسة في ايلول (سبتمبر) 2004.
ورأى وزير الداخلية شويبله ان المانيا "كانت قريبة اكثر من أي وقت مضى من اعتداء ارهابي يقع فيها". وبعدما أثنى على السلطات الأمنية "التي أمسكت بجزء مهم من خيوط محاولتي الاعتداءين الإرهابيين" حذر من ان الواقفين وراءهما لا يزالون يعملون في الخفاء. وشدد على ضرورة تعزيز التدابير الأمنية في البلاد وتبادل المعلومات بين الشرطة وأجهزة الاستخبارات لمواجهة مخاطر الإرهاب بصورة استباقية.