الناتو: مهام تتجاوز العمل العسكري في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخميس: 2006.08.31
دان إيفيرتس
تقرير بيرو دي خونج ـ إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: عنان أحمد
تولى الدبلوماسي الهولندي دان إيفيرتس ـ مؤخرا ـ منصب الممثل السامي المدني لحلف شمال الأطلنطي ـ الناتو ـ في أفغانستان. تتمثل مهمته في أن يمثل حلقة وصل بين قيادة قوات حلف شمال الأطلنطي في جنوب أفغانستان (إيساف)، والأمم المتحدة وبين السلطات الأفغانية.
يؤمن إيفيرتس بأن من الضروري تحقيق قدر أكبر من التعاون، حتى يتيسر إنجاح تلك المهمة النبيلة في أفغانستان، حتى لو كان ذلك يعني نشر القوات الهولندية المندرجة ضمن إيساف خارج منطقة تفويضها المتمثلة في محافظة أوروزغان الجنوبية .
قد تبدو مهمة ضابط اتصال حلف شمال الأطلنطي، مهمة لا تستدعي الشكر بالنسبة لرجل أطلق عليه في وقت ما لقب "نائب الملك في ألبانيا، "لم يكن ذلك اسم التدليل الوحيد الذي اكتسبه دان إيفيرتس خلال خدمته في البلقان في التسعينيات من القرن الماضي. خلال تولي إيفيرتس منصب ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في كل من ألبانيا ثم كوسوفو بعدها، أسس لنفسه صورة الرجل ذي الخطوات الواثقة والقوية.
الدبلوماسية
تجعل تلك الصورة من إيفيرتس الرجل المناسب تماما، لتصحيح ذلك الصورة النمطية عن سوء التنسيق الذي يعوق جهود الإعمار في أفغانستان. في مقابلة مع إذاعة هولندا العالمية علق إيفيرتس قائلا: "أود أن أحاول استخدام الصلاحيات الدبلوماسية لضمان توفير أفضل تنسيق منهجي ممكن؛ لأن الافتقار إلى التنسيق هو أكبر مهدد ومبدد للجهود الجماعية التي تشارك أطراف متعددة".
المعاونة في مكان آخر
من الأمثلة الجيدة على الحاجة المحتملة لإجراء مزيد من التنسيق والتعاون، القضية الخاصة بما إذا كان على القوات الهولندية البدء أيضا في ممارسة نشاطها خارج المنطقة الحالية أي محافظة أوروزغان، لتمتد إلى محافظة هيلمند المجاورة، حيث ما زالت القوات البريطانية منتشرة هناك. تعتبر تلك المنطقة مكانا خطرا، حيث فقد 17 شخصا حياتهم نتيجة هجوم بالقنابل وقع في يوم الاثنين من الأسبوع الحالي هناك، وقد تحتاج القوات البريطانية لطلب المساعدة من الهولنديين في مرحلة معينة.على أنه لا يبدو ـ على أية حال ـ أن هناك حماس كبير في هولندا لقيام قواتها بمساعدة القوات المنتشرة في أماكن أخرى في أفغانستان.
يعلل بيرت خوندرز المتحدث باسم حزب العمل، الذي يعتبر حزب المعارضة الرئيسي في هولندا، ذلك بقوله: "لقد مدت هولندا عنقها إلى الخارج، ومن المؤكد أن تضطر لمواصلة القيام بذلك، لكني أعتقد أنه ليس من المنطقي أن نبدأ فجأة بالتدخل في محافظات أخرى على نطاق واسع".يرى السيد خوندرز أن القوات الأوروبية محملة بالفعل بما يكفي، ويشرح ذلك قائلا: "ثبت ذلك مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي، عندما حث رئيس وزرائنا الرئيس كرزاي على تخصيص مزيد من القوات الأفغانية لأوروزغان. إذا ما وضعنا ذلك في الاعتبار، فإنه لن يكون من المنطقي بالنسبة لنا أن نشرع في الحال في التحرك إلى أماكن أخرى".
الضروري
يري دان إيفيريتس الموقف من زاوية أخرى، حيث يعتقد أن التعاون مع الحلفاء يشكل جزءا حاسما في المهمة المطروحة، ويقول: "يعتبر الجهد الهولندي موجها ـ أساساـ بطبيعة الحال للتعمير، ويتطلب ذلك قدرا ما من العمل العسكري الذي سيحدث بالفعل. من هنا يكون من المنطقي تماما أن يحدث ذلك في التعاون مع قوات أخرى".
يري إفيريتس أن من المهم ـ بصفة خاصة ـ أن ينظر لحلف شمال الأطلنطي باعتباره: "أكثر من مجرد أداة عسكرية، حيث إن هناك جانبا سياسيا ومدنيا في المسألة ومن وعلى أن أبذل كل جهدي لضمان أداء تلك المهام بسلاسة ".
يعتقد دان إيفيرتس أن ثمة قضايا أساسية أصبحت في الميزان الآن ومن الضروري العمل على ترجيها، وعلى رأس تلك القضايا مستقبل الأمن والسلام للشعب الأفغاني: "اعتقد أن المهمة في أفغانستان مؤسسة على دوافع نبيلة وتتطلع لتحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان التي في أمس الحاجة إليها بعد ثلاثين عاما من الحروب".