آثاريون : حدباء الموصل في أيامها الأخيرة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الموصل - نوزت شمدين
أكد عدد من متخصصي الآثار في نينوى أن منارة الحدباء التاريخية تعيش أيامها الأخيرة وأن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد إنهيار أهم معلم اشتهرت به مدينة الموصل وعلى مدى قرون طويلة . وذهب عدد من الآثاريين الذين التقتهم (المدى) الى القول أن قاعدة المنارة تطفو الآن فوق بحيرة من المياه الجوفية وهي تتآكل يوما بعد آخر، وحذروا من أن الشقوق والتصدعات الخطرة التي بدأت تظهر وتتضخم في أجزاء كبيرة منها ستؤدي الى انهيارها حتماً إذا لم تتدخل أيد ماهرة ومتخصصة في إنقاذها.
موظف في مديرية الوقف السني في نينوى فضل عدم الكشف عن أسمه أخبرنا أن دائرته كانت قد أعدت في وقت سابق خطة لترميم الجامع الكبير حيث تنتصب بداخله منارة الحدباء ، غير أن مفتشية الآثار تدخلت ومنعتنا من ذلك بحجة إشرافها عليها . بناء على ذلك قصدنا المفتشية للبحث عن إجابة غير أننا فوجئنا بامتناع الموظفين هناك عن التصريح للصحافة ولا حتى بيان التدابير التي اتخذوها في سبيل طمأنة الناس على مصير احد أهم رموز العراق الإسلامية القائمة.
وبعد طول عناء وتأكيدنا على جسامة الأمر وخطورته ووعدونا بعدم الكشف عن الأسماء أخبرنا أحد الموظفين أن دراسات معمقة وضعت من أجل إنقاذ منارة الحدباء غير أن عدم وجود المبالغ المالية اللازمة لمشروع ضخم كهذا جعلنا عاجزين عن فعل أي شيء ، وكل ما يحدث الآن من محاولات هي مجرد حبر على ورق لا اكثر.
المهندس المدني (ك ، أ) قال : (حتى لو باشرت جهة حكومية ما بترميم منارة الحدباء فلن تتوصل الى المحافظة عليها من عوامل الزمن والطبيعة مستقبلاً بسبب نقص الكوادر المتخصصة والأدوات اللازمة، واضاف: لابد من الاستعانة بخبرات دولية وبتخصيصات مالية كبيرة، لأن كل ماسنفعله هو مجرد سد الشقوق والاهتمام بالمظهر الخارجي فقط في حين أن الأمر يتطلب حلا جذريا بتقوية الأساس باستخدام نوع خاص من الأسمنت وتمتين جوف المنارة بمواد أخرى تطيل عمرها ، بعد ذلك يأتي دور دائرة المجاري بإيجاد حل للتخلص من مشكلة المياه المتجمعة في المنطقة بسبب سوء وضع شبكات التصريف فيها، وتشكيل لجان خاصة من محافظة نينوى ومفتشية الآثار ومديرية الوقف وحتى وزارة الثقافة من أجل وضع التدابير اللازمة لحماية هذا الرمز الديني والحضاري) .
يرجع المؤرخون تاريخ إنشاء (الجامع النوري) أو ما يعرف اليوم بـ (الجامع الكبير) حيث تقع منارة الحدباء الى القرن السادس الهجري 1172م بأمر من السلطان (نور الدين محمود عماد الدين زنكي) وبتكلفة قدرتها كتب التاريخ بنحو ستين الف دينار من الذهب. وامتاز بناء الجامع بالطابع الأتابكي حيث الأعمدة الرخامية المنقوشة بالزخارف والتي قسمت الجامع على شكل مربعات حمل أحدها قبة الجامع ، وطوال ثمانية قرون مضت فأن الجامع الكبير تم توسيعه مرات عديدة كان آخرها عام 1939 وآخر ترميم جدي شامل كان في عام 1997، ومع ذلك فأن (المئذنة) ظلت منتصبة في الجزء الشمالي الغربي من الجامع بارتفاع شاهق يبلغ (45،49 متراً) مع قاعدتها المكعبة تغطيها زخارف هندسية إسلامية غاية في الدقة والإبداع ، ويسندها من الداخل سلمان كعمودين فقريين يلتقيان في الأعلى للمحافظة على تماسكها ، وقد اشتهرت المئذنة بانحنائها الذي اكتسبت شهرتها منه وسميت بالحدباء على أساسه .
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف