جريدة الجرائد

مستشفيات العراق تحولت لمقابر للسُنة على يد جيش المهدي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في تقرير خطير لـ "واشنطن بوست" أكد أن ولادات النساء تجري في العراء هربا من الموت



السياسة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها نشره "موقع شبكة اخبار العراق" الالكتروني ان مستشفيات بغداد تحولت حقولا للقتل تتسلل اليها فرق الموت الشيعية لتصفية المرضى من السنة العرب.وتحت عنوان مستشفيات العراق هي حقول القتل الجديدة, ذكرت الصحيفة في تحقيق موسع من بغداد.. في مدينة ليس فيها الكثير من الملاجئ الحقيقية من العنف الطائفي - -حتى المكاتب الحكومية والقواعد العسكرية و المساجد - هناك مكان واحد ظهر دائما كملجأ امن: وهو المستشفيات.
حالات كثيرة تصف مأساة ما يحدث بمشافي العراق ومنها جريمة المغدور منذر عباس سعود( بناء عمره 43 عاما) الذي تمزق ذراعه الايمن وفكه نتيجة انفجار سيارة مفخخة قبل ستة اشهر, اذ لا بد وانه فكر في الاسوا عندما وصل الى مستشفى ابن النفيس وهو مركز طبي كبير في بغداد, وبعد ان بدات صحته تتحسن قليلا في هذه المستشفى, هجم علية رجال المليشيات الشيعية وسحبوه على الارض, ولا تزال اجهزة المغذي وجهاز التنفس مربوطة بجسدهِ, ليمطروه بوابل من الرصاص ثقب جسده ليتوفى في الحال.
السلطات قالت بانها لم تكن هذه الحادثة منفردة, ففي بغداد هذه الايام, اصبحت المستشفيات ليست امنة, وفي حالات كثيرة مسجلة اختطف المرضى السنة من اسرتهم وقتلوا من قبل المليشيات الشيعية, فالمشافي العامة المدارة من قبل وزارة الصحة العراقية تحت الادارة الشيعية. طبقا لشهادات والاطباء والمسؤولين الحكوميين وعوائل الضحايا..
وكنتيجة لذلك فان اكثر العراقيون يتجنبون المستشفيات من اجل الحفاظ على حياتهم في مدينة اصبح الموت على ما يبدو فيها في كل مكان. فضحايا الاطلاقات النارية يعالجون الان من قبل الممرضات في اقسام طوارئ مؤقتة في البيوت. ومعظم ولادات النساء تجري خارج بغداد هربا الى المحافظات القريبة.
في اكثر الحالات, كما افاد العاملين في المستشفى وافراد عوائل الضحايا فان الدافع لعمليات الاختطاف والقتل بدا لا لشيء اكثر من الانتماء المذهبي, واثارت حالات القتل اسئلة محرجة كيف سمح موظفو المستشفى لفرق الموت الشيعية للدخول في مستشفياتهم لذبح العرب السنة...!
قال ابو نصر ابن عم الضحية من المدائن: "نفضل الان ان نموت في البيوت بدلا من ان نذهب الى المستشفيات, وسوف لن اراجع احدها ابدا لقد اصبحت المستشفيات اماكن قاتلة.".
وصرح ثلاثة مسؤولين من وزارة الصحة - رفضوا الافصاح عن اسمائهم خوفا من ان يقتلوا لمناقشة مثل هذه المواضيع علنا - بان الميليشيات الشيعية استهدفت السُنة داخل المستشفيات, اما عادل محسن عبد الله, المفتش العام للوزارة, فقال ان تحقيقاته في الشكاوى عن عمليات اختطاف من المستشفيات لم تظهر ادلة قاطعة..! "لكنه أردف انا لا انكرها فلربما حدثت".
وطبقا للمرضى وعوائل الضحايا, فان المجموعة الاساسية التي تختطف السُنة من المستشفيات هم جيش المهدي, ميليشيات مقتدى الصدر التي اخترقت قوات الامن العراقية والعديد من الوزارات الحكومية, وقد لفتت الصحيفة الى ان وزير الصحة العراقي, علي الشمري, هو شخصيا عضو في التنظيم السياسي لجيش المهدي, ويمثل الصدر في الحكومة العراقية..
فاليوم من المستحيل التاكد سواء كان الشخص مسؤول حكومي ما او عضو ميليشيا او كما هي العادة الاثنين معا. "عندما ينزعون ازيائهم الرسمية, فهم من جماعة الصدر, وعندما يرتدونها فهم اما من وزارة الصحة او وزارة الداخلية."حسبما وصف قريب احد الضحايا..
وقال المفتش العام ان هناك نسبة مئوية صغيرة من مستخدمي وزارة الصحة البالغ عددهم 30,000 منتسب هم اعضاء في جيش المهدي. لكنه اعترف بان الميليشيات بين الموظفين في المؤسسة هم من قوات الامن التي عدد اعضاؤها 15,000 وقد تكون اعلى بكثير. واضاف"ليس لدي وسيلة من التأكد فيما اذا هم مرتبطون بالصدر ام لا واذا كانوا غير متهمين كمجرمين فنحن سنعينهم."
ان شك السُنة المتزايد بالعاملين في المستشفيات ربما يوضح ارتيابهم الكبير من الحكومة ذات الهيمنة الشيعية. يقول العبيدي, مالك سوق مركزي في الاعظمية : بانه فقد اخر امل للثقة في الحكومة اثناء لقاء مع الموت في المستشفى قبل اسبوعين, عندما كان يفرغ البضاعة التي في مخزنه اندلع نزاع مسلح في الشارع واصيب بشظية من الرصاص اصابته في كتفه وفي ظهره وساقه حاول الزحف بعيدا, ثم حمله صديق في سيارة اجرة واخذه الى مستشفى النعمان القريب. لكن عندما وصلوا, حذرهم الطبيب بشكل سري بان جيش المهدي سياتي لالقاء القبض على المرضى السُنة, لذا هربوا الى مستشفى اخرى, الى مدينة الطب في منطقة باب المعظم للحصول على المعالجة.
وبعد وصولهم المدينة سأله الممرض من اي حي انت?! كما يتذكر العبيدي, حين جمع المرضى السنة في غرف منعزلة وبعد لحظات قليلة, راى جنود المهدي يقيدون خمسة رجال من السنة الذين كانوا يتبرعون بالدم - بضمنهم ذلك الصديق الذي جلبه الى المستشفى macr; ويسحبونهم خارج المستشفى, حينها طلب منه الطبيب السني وقال له بانه سيقتل مالم يهرب فورا...
وقد هرب ببعض الملابس الداخلية البالية وبعض الضمادات على جرحه في سيارة اجرة الى بيت اقرباء له في منطقة المنصور الراقية. واستلقى في السرير لساعات انتظارا للطبيب السني الذي تبعه من المستشفى. لقد تطلخ السرير بالدماء حيث تخلصت منه العائلة فيما بعد.
وقد قال له الطبيب الذي وصل الى البيت بعد ساعة. "انت كنت على مشارف الموت, وقد كان هذا الطبيب هو احد القلائل من السُنة في المدينة الطبية, وطلب بان لا يذكر اسمه لان حياته مهددة بالخطر.. فداخل غرفة في عمارة سكنية قذرة, امضى الطبيب سبع ساعات وهو يعالج العبيدي لكن بعد ذلك لم يكن قادر على الحصول على اي معالجة واقسم ان لا يدخل الى المستشفى ثانية, حتى اذا مرض مرضا شديدا او جرح جرحا مميتا. وقال "افضل ان اذهب الى الصيدلية واخذ دواء بسيطا".
علاء مكي, القيادي في الحزب العراقي الاسلامي قال ان الوضع سيئ للغاية, يصر الجرحى على الحصول على العلاج في منازلهم بعد اصابتهم بنيران الميليشيات الشيعية .. الحقيقة البائسة هي ان هذه الميليشيات (الشيعية) تسيطر على غالبية المستشفيات .
الا ان قاسم يحي, الناطق باسم وزير الصحة, ينفي ان يكون سمع عن اتهامات بخطف السنة من المستشفيات العامة...!!
ان تردد السُنة لدخول المستشفيات يجعل من الصعب جدا تقييم عدد الاصابات بسبب العنف الطائفي. واثناء الهجوم الاخير على الزوار الشيعة, اتهم قائد سياسي سني كبير الحكومة باهمال الاعداد الكبيرة من القتلى السُنة الذين قتلوا او جرحوا في الاشتباكات. وقال علاء مكي: " ان الوضع سيئ جدا بحيث ان الناس يعالجون داخل بيوتهم بعد ان هوجموا من قبل الميليشيا الشيعية, الحقيقة المرة هي ان اغلب المستشفيات تحت سيطرة هذه الميليشيات.
اما قاسم يحيى, الناطق باسم وزير الصحة, قال بانه لم يسمع عن اتهامات سابقة بان السنة اخذوا من المستشفيات من قبل الميليشيات الشيعية او قوات الامن العراقية. "نحن وزارة الصحة لكل العراقيين. ليس للسنة, و ليس للشيعة...! اذا يحدث انفجار سيارة مفخخة, هل نسال منهم سني او شيعي?. نعالج كل الضحايا,.. بغض النظر عن من هم او اي طائفة هم...!" اما صاحب العامري , قائد في حركة الصدر, قال: "هذه الاشياء التي تقال في شوارع بغداد غير صحيحة. ان دور جيش المهدي الوحيد هو ان يحارب المسلحين السُنة ويحمي الشيعة...!"
لكن اقرباء المرضى السُنة يحكون قصصا مختلفة. في حالة منذر عباس سعود, ورحلته الى المستشفى بدات بسلسلة من الاحداث التي استمرت ستة اشهر التي راح ضحيتها اثنان من ابناء عمه واثنان اخرين لازالا مفقودين.
لقد بدات قصته بشراء السجائر. عندما كان سعود في شارع في منطقة الكرادة في 27 فبراير لشراء علبة سجائر انفجرت سيارة مفخخة خلعت ذراعه الايمن من جسمه, ومزق معظم وجهه واصابت الشظايا معظم اسفل جسمه. وضعه كان مخيفا ولا يمكن ان يتنفس الا فقط عن طريق انبوب التنفس الذي يجب ان ينظف عدة مرات في الساعة. وعائلته توجهت لابن النفيس لمراقبته والسهر على حالته..
بعد اسبوعين, بينما عاد ابن عم سعود حازم عبود سعود الى المستشفى بعد شراء الدواء لقريبه الجريح, رأى المستشفى وقد احيطت من قبل افراد الميليشيا التي تحمل المدافع الرشاشة, راقبهما بينما سحل الرجال المسلحين ابن عمه الجريح خارج البناية - فقط يسحبون على الارض بدلا من ان يستعملوا نقالة, وحمل اعضاء الميليشيا سعود, واخذوا ايضا اخوه خضير وابن عمه عادل في سيارة اسعاف وغادروا المستشفى..وكان هؤلاء يصرخون لم نعمل اي شي لماذا تفعلوا بنا هذا, توسلوا الرجال وقالوا لهم نحن هنا للاعتناء بابن عمنا... لكن دون فائدة.
بعد ايام قليلة, وجدت جثة منذر الجريح ممزقة بالرصاص في مدينة الصدر - حي فقير شيعي تحت سيطرة جيش المهدي-. فمه محشو بالاوساخ والتراب..
وعندما اكتشف افراد الميليشيا بان احد ابناء عمه حازم سعود, - سائق سيارة اجرة-, شاهد عمليات الاختطاف, اختطفوه بسرعة., ووجدت جثته في 27مارس ويديه مكسرتين وعلامات زرقاء على جسمه وكيس بلاستيكي على راسه. شهادة الوفاة قالت بانه كان قد خنق.
لكن العائلة كان عندها امل بان الرجلين اللذين خطفا مع منذر - خضير وعادل سعود - ما زالوا احياء . وتلقى ابن عمهم الثالث هيثم علي عباس, قاضي في بغداد, مكالمة من وزارة الداخلية المدارة من قبل المغاوير الشيعية قالوا له انهم وجدوهم , وعجل الى مقر الوزارة لاخذهم ولكن قتل هو الاخر رميا بالرصاص من قبل الرجال المسلحين المجهولين بعد فترة قليلة من وصوله.
ان المعاناة تمتد حتى الى اولئك الذين يخافون الان دخول المستشفى.
اما ابو يوسف, ابن عم منذر سعود الذي يعاني من ورم بحجم البازلاء في قدمه اليمنى, يعرج الان ويعاني الما حاد لانه يخشى رؤية الطبيب, وقريب اخر للضحية يعاني من افراط في انتاج خلايا الدم ويخاف من ان يذهب للمستشفى لتلقي العلاج ايضا..!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف