جريدة الجرائد

خبير ألغام بالفطرة يجمع القنابل العنقودية في صناديق يملؤها بالرمل الناعم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 2006.09.09


ليس الفلسطيني أبو علي أحمد (46 عاما) خبير ألغام، لكنه تمكن من تعطيل آلاف القنابل العنقودية التي خلفتها ldquo;إسرائيلrdquo; في منطقة صور في جنوب لبنان لمساعدة الأهالي اللبنانيين. يقول وهو يخرج من بستان حمضيات في منطقة المعلية في جنوب صور حاملا صندوقا ملأه بالرمل الناعم، ويحوي خمسين قنبلة عنقودية: ldquo;طور ldquo;الإسرائيليونrdquo; القنابل، هذا النوع ينفجر بمجرد أن تتحرك القنبلةrdquo;.

ويضيف فيما يضع صندوقه إلى جانب أربعة أخرى تحوي أكثر من 120 قنبلة ldquo;كانت البوارجrdquo; ldquo;الإسرائيليةrdquo; تطلق خلال اجتياح 1982 صواريخ، بداخل كل منها أربعون قنبلة صغيرة، أما اليوم فالصاروخ يطلق 400 قنبلة تحتوي على مادة الزئبقrdquo;. وتطلق القنابل العنقودية عشرات القنابل الصغيرة التي لا تنفجر بالضرورة حين تلامس هدفها، ما يعني أنها تشكل تهديدا دائما للمدنيين.

ويؤكد أبو علي أحمد أنه عطل طوعا نحو تسعة آلاف قنبلة ldquo;إسرائيليةrdquo; و22 قذيفة أطلقتها دبابات وطائرات في منطقة صور منذ وقف الأعمال الحربية في 14 الشهر الماضي بين حزب الله وrdquo;إسرائيلrdquo;.

ويقول هذا الرجل الذي تلقى دورات تدريب مكثفة مع حركة فتح الفلسطينية في الجزائر وتونس: ldquo;أعمل اليوم خدمة للمواطنين من دون أي أجر، لكن بعضهم يدفع لي مقابل عملي بين عشرين وثلاثين دولارا يومياrdquo;.

ويروي خليل وهبي (42 عاما) من بلدة دير قانون النهر: ldquo;نظف لي خلال ثلاثة أيام بستاني الذي تبلغ مساحته 40 ألف متر مربع، كانت معظم القنابل معلقة على الأشجار وكنت أساعده في نقلها بعد تفكيكهاrdquo;، ويضيف ldquo;أصبحنا نشكل ثنائيا لنزع القنابل، ونظفنا ثمانية بساتين من القنابل العنقودية في بلدات القليلة جنوب صور والحوش وطيردبا وباتوليه شرق مدينة صور، ومعظمها من دون مقابلrdquo;.

ويوضح الدكتور فرحات فرحات الذي يملك بستانا في باتوليه شرق صور أن ldquo;أبا أحمد نظف بستاني من الموز والحمضيات في خمسة أيام وأصررت على أن أدفع له ثلاثين دولارا يومياrdquo;، وأضاف ldquo;أستطيع الآن أن أدخل الحقل بأمان بعدما انتشل أبو أحمد عشرات من القنابل خلّفها العدوrdquo;.

ويقول أبو أحمد إن معظم القنابل التي عطلها كانت معلقة في الأشجار، وهي تنفجر ما إن تتعرض لضغط وتشبه طابات الغولف، ويضيف ldquo;أنتشلها بهدوء وأعصاب باردة، وأسحب منها المسمار الذي يصل إلى الزئبق وأبطل مفعولها، وحين يصبح عندي 150 قنبلة أتصل بالجيش ليتسلمهاrdquo;.

ويتابع هذا الرجل السعيد بrdquo;إنجازاتهrdquo;: ldquo;الجميع يعرفونني جيدا، حتى عناصر الكتيبة الدولية الصينية الذين يهتمون بالألغام يطلبون مساعدتيrdquo;، لكنه يستدرك ldquo;لا أستطيع أن أتكلم لغتهم، وغالبا ما نتواصل بالإشارةrdquo;.

أبو احمد النحيل البنية أخضع ل66 عملية جراحية، ويروي أنه أصيب بثلاثين طلقة نارية خلال إنزال ldquo;للإسرائيليينrdquo; عند مدخل بيروت الجنوبي إبان اجتياح لبنان في 1982.

وتقول الأمم المتحدة إنه منذ توقف المعارك بين حزب الله وrdquo;إسرائيلrdquo; في 14 الشهر الماضي، قتل 13 شخصا وأصيب عشرات جراء انفجار قنابل عنقودية.

ويوضح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف ديفيد شيرر أن تعطيل هذه القنابل التي أطلقت ldquo;إسرائيلrdquo; مئات منها خلال هجومها على لبنان سيستغرق عاما على الأقل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف