جريدة الجرائد

خمس سنوات على 11 أيلول: سقوط أنظمة «الإرهاب» وفشل في مكافحته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحياة

مرت خمس سنوات على واقعة 11/9/2001 التاريخ الذي سيلازم معظم الوقائع الكبرى التي تلته والتي ستليه. خمس سنوات ظهر فيها العالم اشد تعقيداً مما اعتقده الرئيس الأميركي جورج بوش. اخفاقات "الحرب على الأرهاب" ربما كانت العلامة الأبرز في مسار السنوات الخمس هذه.

في افغانستان الوضع الى مزيد من التدهور، وفي العراق اخفاق آخر لمحور "الخير" وفي فلسطين تعثر كبير وخطير لعملية السلام، ومحنة لبنان التي لم تنقض بعد يلوح الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) بصفته محركاً فيها ولها.

واذا كان الرئيس الأميركي اعلن قبل ايام ان بلاده نجحت في نقل المعركة مع الأرهاب من ارضها الى ما وراء المحيط، فإن اوروبا لا يمكنها ان تدعي ذلك. فتفجيرات لندن ومدريد، والمحاولات المتكررة في المانيا ودول اوروبية اخرى، جميعها تؤكد ان خللاً كبيراً تعاني منه الحرب على الأرهاب.

خمس سنوات على 11/9 ولكن ذلك اليوم لشدة حضوره طوال هذه الفترة يلوح كأنه الأمس. فهو كان نقلة كبيرة على جميع الصعد. نقلة الى الوراء من دون شك. انتكاسة حضارية تسببت فيها حفنة من الإرهابيين ولم يتمكن العالم، للأسف، من عزلها وتجريدها من مضامين ثقافية وسياسية واجتماعية، فهي اليوم جوهر العلاقات والنزاعات، وهي المهيمنة على وعي الغرب بالشرق. وكم يبدوالعالم هشاً حيال هذه المعادلة. حفنة ارهابيين تحدث سوء فهم كبيراً سيعيـش الكوكب كله على وقع نتائجه عقوداً طويلة.

ربما كانت السنوات الخمس كافية لإجراء جردة حساب فعلية للحدث ونتائجه. فالوقوف امام مشهد تلك السنوات وتداعياتها او استعادة شريط الأحداث التي اعقبت الواقعة، أمر ضروري للخلوص الى نتائج. ففي مقابل سقوط "أنظمة الإرهاب" في كابول وبغداد، ثمة صعود ملحوظ شهدته هذه الحقبة للإرهاب. ثمة إذاً فشل ما، وفشل كبير علينا الاعتراف به قبل ان نتابع حربنا عليه. واذا كان الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة ، قليل الإدراك لهذه الحقيقة، فنحن ساعتئذ امام فشلين، الأول عملي، والثاني نظري وثقافي.

في المقابل، ثمة سؤال آخر يتمثل بما طرحته علينا الواقعة نحن العرب والمسلمين لجهة مراجعة المضامين الثقافية التي استحضرها من يقف وراء ذلك الحدث. اي اسئلة وأي اجوبة؟ ولكن يبدو ان الجواب ما زال صفراً مدوياً. وبما اننا حيال تنكرين للمسؤولية، يبدو ان اخفاقنا في الحرب على الأرهاب سيبقى علامة سنواتنا اللاحقة وستمر السنوات على 11/9 من دون ان نسجل نجاحاً يذكر لدفع العالم الى تجاوزه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف