جريدة الجرائد

هولندا: انتقادات حادة لتصريحات وزير العدل عن الإسلام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخميس: 2006.09.14




بيت هاين دونر

روتخر فان سانتن
معلق سياسي بإذاعة هولندا العالمية
ترجمة محمد عبد الحميد عبد الرحمن

أثار وزير العدل الهولندي "بيت هاين دونر" لغطا جديدا حول الإسلام في هولندا اليوم، بافتراض أورده في كتاب له سيصدر خلال أيام قال فيه: إن الشريعة الإسلامية يمكن أن تطبق في هولندا إذا ما اقتنع ثلاثة أرباع الهولنديين بضرورة ذلك في وقت ما في المستقبل؛ لأن الديموقراطية تقتضي الالتزام بخيار الأغلبية.

يعتبر الوزير "دونر" من صفوة الحقوقيين الهولنديين، وينتمي لمدرسة عريقة من أرستوقراطية البروتستانت الهولنديين، وهو من الساسة المقتدرين في الحزب المسيحي الديموقراطي الحاكم.

واجه بعض نواب البرلمان ملاحظة الوزير "دونر" بالغضب والاحتجاج، فيما أعرب حزبه المسيحي الديموقراطي عن دهشته لما قال به الوزير، خاصة بعدما شددت السيدة "ماكسيما فرهاخن"، زعيمة الكتلة البرلمانية للحزب، في حديث لها مؤخرا على ضرورة عدم السماح بتقنين أية أحكام إسلامية شرعية ديموقراطيا.

وطالبت السيدة "فرهاخن" بأن يسمح النظام الديموقراطي الهولندي بحظر أي حزب ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في هولندا.
ويصف "دونر" مثل هذه التوجهات في كتابه بـ "الفضيحة" ويرفضها تماما.

حزب العمال - أكبر الأحزاب المعارضة - يعتقد أيضا أن وزير العدل قد ذهب إلى الوجهة الخاطئة، ويقول الحزب: إن الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الهولندي في العديد من المواقف، فعلى سبيل المثال: لا يسمح الدستور الهولندي بالتمييز ضد النساء والمثليين



البرلمان الهولندي


أما البرلماني اليميني "خيرت فيلدز"، الذي تخلى عن الحزب الليبرالي المحافظ؛ بسبب مواقفه المتشددة ضد الإسلام، التي لم يقبل بها الحزب، فيصف موقف الوزير "دونر" بالخيانة الوطنية لإرضاء المسلمين، ويزعم أن "دونر" لم يعد مؤهلا للبقاء في كرسي الوزارة.

لا شك أن وجهة نظر "دونر" لا تتعدى كونها افتراضا أكاديميا بحتا؛ إذ إن أكثر خبراء الديموغرافيا تشاؤما لا يرى أية إمكانية حقيقية لتضمين الشريعة الإسلامية في القوانين الهولندية خلال العقود القليلة القادمة.

صحيح أن الجالية الإسلامية في هولندا - التي تشكل أقلية صغيرة- تنمو بنسب أكبر من العقائد البروتستانتية أو الكاثوليكية، لكن الخبراء يعتقدون أن الاحتمال الأرجح هو أن يتحول المزيد من المسلمين إلي العلمانية، وألا يتجاوز نسبة المسلمين الملتزمين بالإسلام في هولندا 10 % حتى عام 2050.

تعود خلفية هذه الضجة للطريقة الخرقاء التي تقارب بها السياسة الهولندية موضوع الإسلام، وبالرغم من أن الجدال العام حول الإسلام قد خف نسبيا خلال الأشهر القليلة الماضية في هولندا، إلا أن الساسة يظهرون ـ بطريقة غير مباشرة ـ الكثير من الامتعاض تجاه موضوع الإسلام وطريقة مناقشته.

وباقتراب الانتخابات البرلمانية" التي ستجرى خلال أقل من شهرين، يبدو أن بعض الساسة يحاولون الآن التكسب من ملاحظات السيد "بيت هانز دونر" ويتصرفون كما لو أن الشريعة الإسلامية قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التطبيق في هولندا.

ريتا فيردونك

غير أنه يمكن وصف ملاحظات الوزير بالساذجة، على أقل تقدير؛ لأنه لم يتصور أن استخدام مثل هذا المثال لتقديم استنتاج عن النهايات المنطقية للديموقراطية يمكن أن يثير عاصفة غبراء، في الوقت الذي يقول فيه في كتابه:

"إن الجدال الساخن حول الإسلام قد تجاوز الحد المعقول"، وقد حقق باستنتاجه المثير للجدل هذا العكس تماما مما حذر منه في كتابه.

لم يسهم السيد "دونر" في النقاش العام بطريقة إيجابية ووضع حزبه الديموقراطي المسيحي في مطب انتخابي صعب، ومع ذلك ليس هنالك سبب للاعتقاد بأن ملاحظة السيد "دونر" ستؤدي لأكثر من مغالطات انتخابية محمومة لكنها محدودة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف