جريدة الجرائد

بريطانيا تتأرجح بين براون وبلير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة: 2006.09.15



تقرير-محمد فؤاد، الأهرام

دخلت قضية المستقبل السياسي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير وخلافته في رئاسة الوزراء وزعامة حزب العمال الحاكم منعطفا خطيرا الأسبوع الماضيrlm;,rlm; بعد أن قدم عدد من أعضاء مجلس العموم البريطانيrlm;(rlm; البرلمانrlm;)rlm; عن حزب العمال مذكرة يطالبون فيها بلير بالتنحي عن السلطةrlm;.rlm; وبات واضحا من خلال موقف خليفة بلير المرتقب وزير الخزانة جوردن براون أن ثمة خلافات لايريد أحد أن يظهرها تدور في اروقة الحزب الحاكم حول الخليفة القادم لرئيس الوزراء الحاليrlm;,rlm; ولكن الأخطر من ذلك أن تلك الخلافات أصبحت تهدد بالفعل مستقبل بقاء الحزب في السلطة بعد تدهور شعبيتهrlm;,rlm; وتثير شكوكا حول امكانية فوزه في الانتخابات البريطانية العامة المقبلة في عامrlm;2009.rlm;

والحقيقة أن مسألة الحديث عن ضرورة ترك بلير للسلطة بما أنه فاز بثلاث فترات ليست بجديدة في بريطانياrlm;,rlm; فجميع الأوساط السياسية ووسائل الإعلام وحتي رجل الشارع العادي يتحدث عن ضرورة أن يقدم بلير علي قرار التنحي ويفسح الطريق لدماء جديدة في رئاسة الوزراءrlm;.rlm; فالرأي العام البريطاني يرفض دائما فكرة بقاء المسئولين السياسيين أو في أي مهن أخري لفترات طويلة في السلطةrlm;,rlm; لأن السلطة بحسب وجهة النظر البريطانية تفسد الساسة وبالتالي كلما طال بقاؤه ازداد فسادهrlm;.rlm;

الجديد في الأمر هو تعرض جوردن براون لحملة انتقادات شرسة الأسبوع الماضي وصلت لدرجة أنه ليس أهلا لتولي السلطة في البلادrlm;.rlm; والخطير أن الانتقادات كانت بسبب تصرفات براون نفسه مما يعضد من وجهة النظر القائلة بأنه ليس الرجل المناسب لخلافة بليرrlm;.rlm; وجاءت تلك الانتقادات علي لسان العديد من الساسة البريطانيين وعلي رأسهم وزير الداخلية السابق تشارلز كلاركrlm;,rlm; فقد أكد أن غضبا واسعا يجتاح مجلس الوزراء البريطاني لفشل براون في التحرك لإقناع نواب حزب العمال المطالبين برحيل بلير بالعدول عن تقديم مذكرتهم للبرلمانrlm;.rlm; وقال إنه بدا واضحا أن براون لديه مشاكل نفسية متهما اياه بأنه يعاني من مرض جنون السيطرةrlm;.rlm;

والغريب في تلك التصريحات أن كلارك كان حريصا من قبل علي بناء جسور الثقة مع براونrlm;,rlm; الذي أكد بدوره أنه يريد أن يعيد كلارك إلي السلطة في حال توليه رئاسة الوزراءrlm;.rlm;

والأمر لم يتوقف علي الساسةrlm;,rlm; فقد أدي سكوت براون حين قدم نواب الحزب الحاكم مذكرتهم المطالبة بتنحية بلير إلي نقل نوع من الشعور لدي الشارع البريطاني بأنه غير مخلص لرئيسه ولديه رغبة محمومة في الحصول علي كرسي رئاسة الوزراءrlm;,rlm; وهو أمر خطير في دولة اعتادت علي الديمقراطيةrlm;.rlm;

وزاد الطين بلة ماسربته صحيفة صنداي تايمز البريطانية حول أن براون اجتمع مع توم واتسون وزير الدولة لشئون الدفاع وهو أحد النواب المطالبين بتنحية بلير من منصبه قبل يوم واحد من تقديم طلب التنحية مما يشكك في وجود مؤامرة ماrlm;.rlm;

أما بالنسبة إلي موقف بلير فقد بدا واضحا أن الرجل بدأ في حزم امتعته للرحيل من مبني رئاسة الوزراء البريطانيةrlm;,rlm; حيث تعهد بعد المذكرة السابقة أن يترك رئاسة الوزراء في غضون عام رافضا ذكر تاريخ محددrlm;.rlm; وظهر من خلال تصريحاته الأخيرة ومبادراته في السياسة الخارجية والتي طرح فيها أفكارا جديدة عن الرؤي الأمريكية أنه يرغب في تحسين صورته قبيل الخروج من السلطة بل وتحسين صورة حزب العمال الحاكمrlm;,rlm; خاصة بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن شعبيته اهتزت بشدة بسبب عدم حسم قضية خلافة بلير داخل أروقة الحزبrlm;.rlm;

ولكن مازال موقف بلير من مسألة تولي براون للمسئولية من بعده أمرا مبهماrlm;,rlm; فالرجل لايتطرق لهذا الأمر في تصريحاته ويلتزم الصمت حول هذا الحديثrlm;.rlm; وبسبب ذلك الغموض الذي يكتنف الأمر ذكرت صحيفة صنداي تايمز ذات مرة نقلا عن مصدر عرف بأنه مساعد بارز لبلير أن رئيس الوزراء الحالي لايريد أن يصبح براون الزعيم القادمrlm;,rlm; وقال إن أي شخص غير براون سيكون ملائما لأن الطريقة التي ينتهجها للوصول إلي السلطة مشينةrlm;.rlm; ولم يعلق أحد من رئاسة الحكومة علي ذلك التصريحrlm;,rlm; الأمر الذي يضع شكوكا وعلامات استفهام حول تقبل بعض التيارات في الحزب الحاكم وبلير نفسه لتولي براون السلطة ومازال هذا الأمر غير واضح حتي الآنrlm;.rlm;

المهم أن الذي سيحسم تلك المسألة في الفترة المقبلة هو قدرة جوردن براون نفسه علي إدارة الأمور في المرحلة المقبلة ومدي مهاراته في التغلب علي الانتقادات الموجهة إليه ونجاحه في كسب التأييد اللازم لتولي المنصب سواء علي الصعيد الشعبي أو في اروقة السياسة البريطانيةrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف