جريدة الجرائد

سورية وأربعة.. «أبوعدس»!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


فؤاد الهاشم


على الرغم من تفوق "الدراما" السورية التلفزيونية على "الدراما" المصرية في المجال ذاته، الا ان دراما المخابرات السورية ساذجة ومضحكة و.. ضحلة، ولعل حكاية شريط "أبوعدس" الذي بثته قناة الجزيرة عقب اغتيال الحريري خير دليل على ذلك عندما جاءت اجهزة الاستخبارات بفلسطيني "درويش" ثم جعلته يعترف بـ "مسؤوليته عن وضع شاحنة بها ألف كيلو غرام من المتفجرات وبعد ان عطل ذبذبات الهواتف النقالة ليغتال رئيس وزراء لبنان السابق وخمسة عشر شخصا من.. مرافقيه"، ثم.. ليموت "أبوعدس" بعدها في.. "ظروف غامضة"!

حين سمعت بخبر محاولة.. "تفجير مبنى السفارة الأمريكية" في دمشق قادها.. "أربعة من الارهابيين" ضحكت من أعماقي لظهور "أربعة ـ أبوعدس".. مرة واحدة! السفير السوري في واشنطن "عماد مصطفى" كشف ـ من حيث يدري أو لا يدري ـ عن حكاية "فبركة" هذا الهجوم عندما قال.. "ان الهجوم الفاشل على السفارة يشكل مناسبة جيدة لتحسين العلاقات الأمريكية ـ السورية"!

اذن؟ هذا هو الهدف الرئيسي من العملية الاستخباراتية برمتها، فمن يعرف النظام الحاكم في دمشق والعقلية الأمنية التي يديرها البعثيون يعً تماما أن الذباب ـ ذاته ـ لا يطير في سورية فوق المزابل إلا بإذن.. "ذبابة" رئيسية تعمل وفق تعليمات المخابرات والأمن الخاص وأمن الرئاسة و"الضابطة الفلسطينية" ـ وهو جهاز أمني خاص بالفلسطينيين ـ حتى ينتهي التسلسل بمدير سجن.. "دمّر"!!

الغريب ان كل العمليات "الارهابية" التي ادعت سورية انها وقعت على أراضيها "الجهاد وجند الإسلام وغيرهما" لا تترك أحدا حيا يشم الهواء من عناصرها حتى يظهر في وسائل الإعلام ويتحدث أمام قاض او يجلس داخل قفص في محكمة، فكلهم "يقتلون ويتوفون فورا" أو.. "يموتون متأثرين بجراحهم في المستشفيات" بعيدا عن "فلاشات المصورين والرأي العام السوري".. الذي لا يعرف شيئا! المخابرات السورية "فبركت" ـ كما قلنا ـ العملية برمتها! لماذا؟! حتى تقول دمشق للولايات المتحدة الأمريكية.. "أنا لا أرعى الارهاب، أنا أتعرض للارهاب" وكأن قوافل المجرمين الذين يعبرون حدود "القامشلي" الى العراق هم "طلبة جامعات ذهبوا الى أرض الرافدين للحصول على الماجستير والدكتوراه"!

من هم ـ إذن ـ هؤلاء الأربعة "ابوعدس" الذين "قتلوا" في محاولة تفجير السفارة؟! هناك رأي يقول انهم اربعة من المحكوم عليهم بالاعدام في قضايا جنائية قيل لهم أن يفعلوا ما فعلوا مع وعد بالافراج عنهم بعد أداء هذه التمثيلية، ورأي آخر يقول انهم من "طلبة الماجستير والدكتوراه الذين يعبرون إلى العراق لتنفيذ مهامهم الاجرامية، وقد جرى ابلاغهم بأن هناك ضوءا أخضر رسمياً سورياً لتنفيذ عملية ضد السفارة الأمريكية فصدق مخابيل الزرقاوي الرواية وحصلوا على السيارة المفخخة والأسلحة لتصطادهم قوات الأمن السورية ولتظهر أمام واشنطن والعالم بأسره انها "مجني عليها" وليست.. "جانيا"!

---
.. لو كنت مستشارا لوزيرة الخارجية الأمريكية "كوندليزا رايس" لنصحتها بعدم الاستعجال واظهار "الامتنان والشكر والتقدير" لدمشق لـ "حمايتها للسفارة"، بل توجيه دعوة لمدير المخابرات السورية العامة لزيارة استديوهات "هوليوود".. السينمائية!

---
.. قال قيادي بارز في "حزب الله" اللبناني إن.. "سلاح الحزب مثل الانجيل والقرآن.. باق، باق، باق، وان من يدعون الى تسليم هذا السلاح ليس أمامهم إلا.. أحذية قانا للتفاوض"!! انه ـ بالفعل ـ "خوش حوار"، ولم يبق إلا أن يقول إن "السيد رسول قد خلت من قبله الرسل".. والعياذ بالله!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف