جريدة الجرائد

عبد الله الثاني : فلنترك العراق للعراقيين ... ولبنان للبنانيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد تجديد جواز خالد مشعل في الدوحة ونفى وجود معتقلين لمصلحة الولايات المتحدة في السجون الأردنية
عبدالله الثاني: سنوات عصيبة ما لم يُسارع الفلسطينيون والإسرائيليون إلى مفاوضات شاملة
جهات وقوى إقليمية تسعى إلى تأجيج الصراع وإحداث فتنة بين السنّة والشيعة


حاوره: غسان شربل


لا يخفي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قلقه من احتمال اتجاه المنطقة الى سنوات عصيبة ما لم يتم التحرك سريعاً لإطلاق عملية تفاوض شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتاً الى ان الفرصة الأخيرة تقاس بالشهور بل بالأسابيع.

وشدد العاهل الأردني، في حديث الى "الحياة"، على ضرورة بلورة رؤية عربية موحدة إزاء التحديات التي تواجهها المنطقة، لافتاً الى ان الدول العظمى ستبحث عن بديل تتفاوض معه نيابة عن العرب إذا لم تجد امامها موقفاً عربياً واضحاً وموحداً و "عندها سنندم جميعاً". وبدا واضحاً ان البحث عن هذه الرؤية الموحدة هو ما يفسر تحركات العاهل الأردني في الشهور الماضية في اتجاه الرياض والقاهرة وعواصم عربية اخرى، خصوصاً بعدما أظهر العدوان الإسرائيلي على لبنان فشل الحلول الأحادية الجانب والحاجة الملحّة الى سلام شامل قائم على العدل.





عبّر الملك عبدالله الثاني عن قلقه من الوضع في العراق "ونحن نرى استمرار العنف الذي يأخذ طابعاً طائفياً في بعض الأحيان"، لكنه اشاد برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي "يملك برنامجاً للخروج من دوامة العنف في هذا البلد ونحن مدعوون جميعاً لدعمه وإنجاح برنامجه". وأعرب عن أمله في ألا يؤدي التصعيد في الملف النووي الإيراني الى مواجهة عسكرية "فمنطقتنا لا تتحمل كارثة جديدة قد ندفع ثمنها جميعاً". وشرح ظروف تجديد جواز سفر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل من طريق السفارة الأردنية في الدوحة، لافتاً الى ان الخلاف ليس مع الرجل بل مع سياساته.

وتطرق الى أبرز المواضيع المطروحة على الساحة الأردنية نافياً وجود سجون أردنية تضم معتقلين لمصلحة الولايات المتحدة. وهنا نص الحوار:


gt; تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب أهلية مفتوحة في العراق، هل لديكم مخاوف من هذا النوع، وهل بدأ الأردن التحسب لمثل هذا الاحتمال؟

- ما يجرى في العراق يثير قلقنا، خصوصاً ونحن نرى استمرار العنف الذي يأخذ طابعاً طائفياً في بعض الأحيان. لكنني في الوقت ذاته أعول كثيراً على وعي الشعب العراقي الشقيق وإدراكه الأخطار التي تهدد هذا البلد، كما أقدر حرص رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على وحدة العراق ووحدة أراضيه. قابلت السيد المالكي أخيراً، ولمست لديه حرصاً على وحدة العراق، والرجل يملك برنامجاً حول كيفية الخروج من دوامة العنف في هذا البلد، ونحن مدعوون جميعاً لدعمه وإنجاح برنامجه من أجل مستقبل العراق ومستقبل المنطقة برمتها. كما أن العرب جميعاً مدعوون لمساندة العراق والوقوف إلى جانبه، وعدم السماح لأي كان بالتدخل في شأنه. فلنترك العراق للعراقيين ليقرروا مستقبل بلدهم. حذرتُ كثيراً من مغبة تداعيات تدهور الوضع الأمني في العراق والذي نراه يتزايد يوماً بعد يوم، ويقف حائلاً أمام أي جهود مخلصة لإنقاذ البلد مما هو فيه من اضطراب وعنف واقتتال أعمى، وانزلاق متسارع نحو حرب أهلية قد تمتد آثارها، لا سمح الله، لتزعزع الاستقرار في المنطقة برمتها. نحن في الأردن كدولة مجاورة للعراق، ونظراً الى ما يربطنا بشعبه من علاقات أخوية تاريخية، من الطبيعي أن نكون أول المتأثرين بما يجرى هناك ومن مصلحتنا أن ينجح العراقيون في مسعاهم نحو إيجاد عراق موحد وآمن، مصانة سيادته واستقلاله وإرادته.


gt; ستشاركون في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، هل تحملون معكم مشروعاً أردنياً أو عربياً لحل الصراع العربي - الإسرائيلي؟

- لا نحمل مشروعا أردنياً. لكن هناك بعض الأفكار التي تم التوافق عليها بالتنسيق مع السعودية ومصر وبعض الدول العربية والرئيس الفلسطيني أبو مازن، لإعادة تحريك العملية السلمية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق.


gt; العدوان على لبنان بدد أجواء الثقة بالمفاوضات والسلام. ما هي الخطوات للعودة إلى عملية السلام؟

- السلام الذي يضمن حقوق كل الأطراف، ويضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية، هو السلام الذي يدوم وتحميه وتصونه الأجيال المقبلة، أما السلام المنقوص الذي لا يعيد الحقوق إلى أصحابها فسيبقى هشاً وعرضة للانهيار. جرّبنا منذ أوسلو العديد من المبادرات، لكنها بقيت ناقصة وسرعان ما انهارت، لتعود الأمور إلى المربع الأول. يجب أن يقوم السلام على أسس الشرعية الدولية وقراراتها، وهو ما نصت عليه مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت، عودة الحقوق العربية في مقابل ضمانات أمنية لإسرائيل بالعيش في محيط الدول العربية بأمن وسلام.


gt; ولماذا تعتقدون بأن الحلول الأحادية والجزئية لا تفيد في إحلال السلام؟

- لأننا رأينا ما حصل في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي منها، ورأينا ما حصل في لبنان الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2000، لتعود إليه مجدداً. إن السلام الذي يدوم هو السلام الذي تؤمن به وتقتنع به كل الأطراف، ويأتي بعد مفاوضات واتفاقات دولية... أما ما يسمى السلام الأحادي الجانب فثبت فشله، بالواقع الملموس.


gt; قبل أكثر من عام، قلتم إن الوقت المتاح أمامكم للتسوية السلمية هو بحدود سنتين، هل قلّت أم زادت تلك المدة؟

- للأسف تقلصت وتقلصت معها مساحة التفاؤل. إنني أحذر من مستقبل مظلم للمنطقة، إذا لم نتحرك على أسس واضحة ومقبولة من كل الأطراف خلال الأسابيع المقبلة، من أجل التوصل إلى حل تقتنع به الشعوب من بعد.


gt; قلتم بعد العدوان على لبنان أن لا حل عسكرياً للصراع العربي - الإسرائيلي وان الاحتلال يولد المقاومة، لكن إسرائيل قتلت عملية السلام، ما الحل؟

- الحل هو بالعودة الى السلام، إلى طاولة المفاوضات. تأكد لإسرائيل الآن مثلما تأكد للولايات المتحدة وللعالم اجمع، بعد حرب لبنان، فشل الحلول الأحادية الجانب... فلا مستقبل لإسرائيل إلا بتحقيق سلام عادل يعيد الحقوق لأصحابها، فلا يمكن إسرائيل ولا المنطقة برمتها أن تنعم بالأمن إذا لم ينعم الفلسطينيون بالاستقرار... آن الأوان كي نعود إلى جذور الصراع، وإلى جوهر المشكلة، وهي القضية الفلسطينية التي من دون حل عادل لها يعيد حقوق الشعب الفلسطيني ويضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على الأرض الفلسطينية، لن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار. إنني أحذر من أنه إذا لم نبدأ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بعملية تفاوض شاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة جغرافياً خلال فترة زمنية محددة، سُيكتب على شعوب هذه المنطقة أن تعيش سنوات عصيبة مقبلة عنوانها العنف.


gt; هناك توجه نحو قيام وحدة وطنية فلسطينية، فهل يساعد ذلك الجهود لإعادة آفاق التفاوض والحلول؟

- نأمل بنجاح هذه الخطوة وأن تتوافر فيها العناصر الكافية لإعادة إحياء عملية التفاوض. كان الوضع الفلسطيني صعباً في الشهور الماضية، ويساورني قلق عميق على مستقبله ما لم يظهر خلال أسابيع أو شهور قليلة أمل بإعادة إطلاق الحلول العادلة. الوقت المتاح ليس طويلاً والمشكلة الفلسطينية هي الأساس ولا بد من التقدم على طريق الحل لتبديد مناخات اليأس والإحباط التي تساهم في انتشار الإرهاب وزعزعة الاستقرار. هذا الموضوع كان حاضراً بقوة في كل لقاءاتي مع القادة العرب في الفترة الأخيرة، والهدف توحيد الرؤية وتوظيف الثقل العربي لتشجيع القوى الدولية على الانخراط مجدداً في الجهود لقيام دولة فلسطينية. بقاء الأفق مقفلاً ينذر بأخطار على الفلسطينيين وعلى المنطقة أيضاً. التقدم في معالجة الموضوع الفلسطيني سيسهّل معالجة المشكلات الأخرى في المنطقة. التنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائم و مستمر.


gt; تعيش المنطقة على وقع الملف النووي الإيراني، هل تخشون أن يؤدي هذا الملف إلى مواجهة عسكرية؟

- نأمل بألا تحصل أي مواجهة عسكرية، فمنطقتنا لا تتحمل كارثة جديدة قد ندفع ثمنها جميعاً. سئمت شعوب هذه المنطقة الحرب، وما عادت تتحمل مزيداً من العنف والكوارث والدمار، والمطلوب اليوم أن يسعى المجتمع الدولي الى حل قضية الملف النووي الإيراني عبر الحوار والطرق الديبلوماسية. فهذا الخيار يجب أن يبقى مفتوحاً، فهو ليس لمصلحة إيران فقط، بل لمصلحة سلام المنطقة والعالم واستقرارهما. إن المطلوب اليوم هو استئناف المفاوضات للتوصل إلى نتائج ترضي الجميع وتحقق الأمن والسلام الإقليميين.


الدور الأول


gt; تتخوف جهات عربية مما تسميه محاولات إيران لانتزاع الدور الأول في المنطقة، عبر عمليات تمدد سياسية وعسكرية وأمنية ومالية. وهناك من يتحدث عن محاولات لتشييع بعض أهل السنة في المنطقة، فما هو رأي جلالتكم؟

- ما يدعو للأسف أن هناك بعض الجهات والقوى الإقليمية التي تسعى إلى تأجيج الصراع وإحداث الفتنة بين السنة والشيعة. إنني، ومن منطلق انتمائي لآل البيت، حريص كل الحرص على المسلمين أينما كانوا، شيعة وسنّة، وإن من يحاول المس بالعلاقة بين المسلمين هو خائن لدينه ولأمته. وبسبب قلقنا مما يحدث في العراق، بادرنا إلى جمع علماء الأمة الإسلامية من السنة والشيعة على اختلاف مذاهبهم، في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقدناه في عمان عام 2005، وشكل خطوة باتجاه تأكيد الجوامع والقواسم المشتركة بين جميع المسلمين، وأقر المجتمعون بشرعية المذاهب الإسلامية الثمانية المعروفة. وكنا أطلقنا سابقاً رسالة عمان التي أردنا من خلالها مواجهة الادعاءات الزائفة للمتطرفين، وإعطاء الاسلام المعتدل الصوت والأهمية اللذين يستحقهما على صعيد العالم. كما سنعقد خلال الشهرين المقبلين مؤتمراً للعلماء والقيادات الدينية العراقية في عمان، على اختلاف مذاهبهم، بهدف تعميق وحدة الصف العراقي، والوصول إلى توافق ديني يمهد لتوافق سياسي يساعد في وضع نهاية لحالة العنف والاقتتال الطائفي، وفي توجيه طاقات أبناء العراق لبناء بلدهم الآمن والمستقر. ودعني أؤكد لك أننا قلقون من أي تدخل خارجي في شؤون العراق وإبقاء الساحة العراقية مفتوحة على العنف. العراقيون هم وحدهم أصحاب الحق في تقرير مستقبلهم بعيداً من أي تدخل أو أطماع خارجية.


عمان - دمشق و "النيات الحسنة"


gt; كيف تصفون العلاقات السورية - الأردنية اليوم، ولماذا لم تقم بين القيادتين الشابتين في المنطقة العلاقات الوثيقة التي توقعها بعضهم قبل أعوام؟

- بصراحة لا أستطيع أن أقول إنها ممتازة. حرصت منذ أصبح الرئيس بشار الأسد رئيساً للشقيقة سورية، على فتح صفحة جديدة مع سورية، عنوانها الثقة والعمل لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، لأننا نؤمن بضرورة بناء علاقات إيجابية بين كل الدول العربية، ونؤمن كذلك بأن نجاح أي دولة عربية هو تماماً نجاح للأردن، ولكن للأسف، لم نجد ترجمة على أرض الواقع للنيات الحسنة التي كنا نسمعها. ما يهمنا هو أن تحافظ سورية على دورها المهم داخل الصف العربي في ترسيخ مفاهيم الأمن والاستقرار. نحن حريصون على سورية وعلى التعاون معها، والعلاقات بين المؤسسات في البلدين قائمة، وتسير في شكلها الطبيعي، وهناك زيارات متبادلة لوفود حكومية.


gt; تردد أنكم سعيتم في بعض المراحل إلى تخفيف الخلاف الأميركي - السوري. ماذا تريد أميركا من سورية حالياً، تغيير النظام أم تغييراً في سياسته، خصوصاً لجهة التحالف مع إيران؟

- حاولنا مراراً وتكراراً، وفي مراحل عدة أن نقلل وطأة الخلاف بين الولايات المتحدة وسورية، وكنا ننصح الأميركيين بالاستماع إلى وجهة النظر السورية، وأن يفتحوا حواراً ديبلوماسياً مع القيادة السورية، ولكن بعد التطورات التي حصلت في المنطقة، بخاصة بعد الخلاف السوري - اللبناني، واغتيال المرحوم رفيق الحريري، اتسعت شقة الخلاف أكثر فأكثر والمسألة ازدادت تعقيداً خلال الأشهر الماضية. نتمنى لسورية كل الخير والتقدم، وأي ضرر يلحق بها لا قدر الله يؤثر علينا.


gt; لماذا رفضتم المشاركة في القوات الدولية في لبنان؟

- إن المشاركة في قوات دولية من هذا النوع يجب أن تحظى، برأيي، بدعم وغطاء عربيين. لذلك، أرى أن جامعة الدول العربية هي المؤسسة الأقدر على حسم موضوع مشاركة قوات عربية ضمن القوات الدولية في لبنان.


gt; تسعون إلى بناء إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات في فلسطين والعراق ولبنان، ما أسس هذه الإستراتيجية؟

- استراتيجيتنا تعتمد على توحيد الموقف العربي، وعلى الخروج برؤية عربية موحدة إزاء التحديات التي تواجهها المنطقة، ولأننا نؤمن إيماناً قاطعاً بأنه من دون موقف عربي موحد، يجعل صوتنا مسموعاً، ستكون هذه المنطقة نهباً للطامعين. قلت بوضوح أخيراً أنني أخشى على الدور العربي من التهميش، فالدول العظمى إذا لم تجد أمامها موقفاً عربياً واضحاً وموحداً، ستبحث عن بديل تتفاوض معه نيابة عن العرب، وعندها سنندم جميعاً. ولهذا بذلت خلال الأشهر الماضية، جهوداً مخلصة والتقيت الإخوة القادة العرب، لصوغ موقف عربي يعزز إستراتيجيتنا لحماية مستقبل العرب جميعاً.


التنسيق الثلاثي


gt; هل يعني ذلك أن التنسيق الثلاثي الأردني - السعودي - المصري، يسير باتجاه تشكيل محور جديد في المنطقة؟

- الأردن أبعد ما يكون عن سياسة المحاور، فتنسيق الأردن لا يقتصر على السعودية ومصر بل يشمل دولاً أخرى عربية. عملنا مع الأشقاء في السعودية ومصر، وبعض الدول العربية، لبلورة موقف عربي موحد للتعامل مع أزمات المنطقة برؤية واحدة، بعيدة كل البعد عن سياسة المحاور، ولكن، للأسف هناك بعض القوى الإقليمية وبعض الأشقاء، لم يرق لهم أن هذه الدول تتشاور وتبحث في بلورة موقف عربي موحد، وشككت بأهداف هذا التنسيق ومساعيه. وهنا أسأل إذا كان التنسيق مع مصر والسعودية والإمارات والكويت واليمن والسودان غير مقبول، فهل المقبول أن ننسق ونتحالف مع قوى إقليمية قد لا تضمر الخير لهذه المنطقة. أهذا هو المقبول؟


gt; بتقديركم، ما هي الدروس المستقاة من العدوان على لبنان؟

- إن أكبر درس هو فشل سياسة إسرائيل في فرض الحلول الأحادية الجانب، وفشل الاعتماد على القوة كحل للصراع في المنطقة، وفشل لسياسات الدول الكبرى التي لم تسع جادة لمساعدة دول الشرق الأوسط في إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي - الإسرائيلي، وفشل لسياسات التدخل في شؤون لبنان. وإذا كانت إسرائيل دمرت قرى ومدناً، وضربت البنية التحتية لـ "حزب الله"، فإنني لا اعتقد بأنها تضمن عدم ظهور "حزب الله" آخر، ربما يكون في بلد آخر هذه المرة. إن أكبر درس يجب أن نتعلمه من العدوان على لبنان، هو أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلا بالعودة إلى جذور الصراع وهي القضية الفلسطينية، والعمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية.


gt; هل يثير الوضع في لبنان قلقكم؟

- جداً. تعرفون ما للبنان من حب وتقدير لدينا ولدى جميع الأردنيين. كنت متفائلاً جداً بالنسبة إلى لبنان في السنوات الست الماضية من حيث التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، اعتبرت أن لبنان يمكن أن يشكل نموذجاً لجميع العرب بانفتاحه ورغبته في التطور والبناء، وكنا في الأردن نأمل بأن نرسخ هذا التوجه لدينا. اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله صدمنا وأثر علينا كثيراً في الأردن، ثم جاءت الحرب الأخيرة التي أعادت لبنان ثلاثين سنة إلى الوراء. وعلى رغم ما قدمناه للأشقاء في لبنان نشعر دائماً بالتقصير فلبنان يعني الكثير للأردنيين وجميع العرب. نحن على اتصال يومي بأشقائنا في لبنان لنستطلع كيف يمكننا المساعدة. أرسلنا مستشفى ميدانياً وساهم سلاح الجو في إعادة فتح المطار، نفكر في كيفية مساعدة القطاع الخاص اللبناني مجدداً، وتشجيع الاستثمارات العربية على التوجه إلى لبنان. نحن على اتصال دائم برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ونعتبر مساعدة لبنان على تجاوز هذه المرحلة واجباً عربياً.


لبنان والمظلة الدولية


gt; هل هناك أخطار من انتكاس عملية تطبيق القرار 1701 وإصابة المظلة الدولية بثقوب؟

- هناك اليوم شعور جدي بضرورة حماية الاستقرار اللبناني، شعور لدى الأوروبيين والأميركيين وعدد كبير من الدول العربية. لم يكن الشعور بخطورة الوضع اللبناني على هذه الدرجة في الأسبوع الأول من الحرب، الوضع اليوم أفضل بكثير، ما يقلقني خصوصاً هو أن ينقسم اللبنانيون وأن تتخطى الخلافات السياسية حدود الحملات السياسية والإعلامية، خصوصاً أن هناك من يريد إبقاء لبنان غير مستقر، أو تخريب خطوات الاستقرار التي تحققت. طبعاً على هذه الجهات أن تدرك أننا لا نقبل بأن تلعب مثل هذا الدور الخطير على لبنان والمنطقة.


gt; هل تقصدون التدخلات في الشأن اللبناني؟

- أعتقد بأن الوقت حان لترك لبنان للبنانيين، ترك اللبنانيين يقررون شؤونهم ومستقبلهم من دون تدخلات أو ضغوط، وإذا حصل ذلك فإن الشعب اللبناني شعب يمتاز بحيوية تضمن عودة لبنان إلى مسيرة البناء والنهوض. المقصود بوقف التدخلات، كل الجهات التي يمكن أن تؤثر على الوضع اللبناني، وفي هذا السياق يجب أيضاً أن نضغط على إسرائيل في موضوع مزارع شبعا. حل هذه المسألة أمر مهم بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين لبنان وسورية. نحن نتحرك في هذا السياق، وهناك تحرك أوروبي أيضاً، موضوع الأسرى أيضاً يحتاج إلى متابعة. لا بد من بعض الوقت، لكن هذه المسائل مهمة، وإذا عولجت وتوقفت التدخلات سينهض لبنان بالتأكيد وسيتحرك اللبنانيون إلى أمام، أنا متفائل وواثق بقدرة الشعب اللبناني على تجاوز آثار الحرب.


gt; هل يمكن أن تشكل نتائج عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري عنصراً جديداً للتفجير؟

- أعتقد بأن من حق اللبنانيين أن يعرفوا حقيقة ما حصل، ومن حق العرب أيضاً أن يعرفوا. محاولات تفادي ظهور الحقيقة ليست مفيدة على الإطلاق، جريمة بهذا الحجم يجب أن تنكشف خيوطها وملابساتها خدمة للبنان وللاستقرار في المنطقة، ولجنة التحقيق تعمل بدعم من الشرعية الدولية وعليها أن تسلط الضوء على هذه الجريمة الإرهابية ليحاسب كل متورط أو ضالع. يجب ترك التحقيق يأخذ مجراه.


gt; هل تعتقدون بأن اغتيال الحريري كان جزءاً من برنامج كبير؟

- منذ جريمة الاغتيال، هناك سؤال لماذا استهدف رفيق الحريري؟ إنه لبناني معتدل وعربي معتدل ومسلم معتدل، وهو رجل حوار وتعاون وبناء، وضع علاقاته الدولية الواسعة في خدمة بلده والعرب وجهود الإعمار والاستقرار. هل استُهدف لأنه يجمع كل تلك الصفات، ولأن دوره كان يساهم في ترسيخ نهج الاعتدال والانفتاح والاستقرار؟ هذا هو السؤال.


"تحييد الاعتدال وخطف المنطقة"


gt; هل تعتقدون بأن بعض أخطاء السياسة الأميركية في المنطقة تعزز مواقع المجموعات الإرهابية والجهات التي تتعاطف معها؟

- للأسف هذا ما حصل. منذ الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ساهمت ردود الفعل الأميركية على الهجمات التي تعرض لها الأميركيون، بتعزيز مواقع الجماعات الإرهابية. وحذرنا بعد الحادي عشر من ايلول من وجود من يحاول إحداث انقسام بين الشرق والغرب، واستغلال الأخطاء الأميركية في المنطقة، لمصلحة تعزيز الكراهية والانقسام، بحيث أصبحت المساحة المتاحة أمام المعتدلين ضيقة، وهو الأمر الذي يثير قلقنا جميعاً. فقد تم تحييد الأصوات المعتدلة، واختطفت المنطقة لمصلحة أجندات لا يقدّر أصحابها مستقبل شعوب هذه المنطقة، ولا يريدون وحدة أمتنا العربية. ومن أجل ذلك، نطالب اليوم بأن يحقق الاعتدال إنجازاً ملموساً، حتى يلتف الناس حوله، لأنه بعكس ذلك، سيتبنى الناس وسائل أخرى للدفاع عن حقوقهم، وهي وسائل نعرفها جميعاً، بل جربنا خطورتها والكوارث التي رافقتها.


gt; كيف ترون مسار "الحرب على الإرهاب" في العالم؟ وما أبرز التحديات الإرهابية التي يواجهها الأردن؟ وهل هناك دول تسعى إلى زعزعة استقراره؟

- الأردن ودول المنطقة كلها أصبحت اليوم في حرب مستمرة على الإرهاب، خصوصاً أن معظم ضحايا الإرهاب هم من العرب والمسلمين، إذ لا بد من تجفيف منابع المشاكل التي يستغلها الإرهابيون كذريعة لأعمالهم الإجرامية. وتعزز مواقف الجهات والأشخاص الذين يقفون وراءها ويدعمونها، هناك تحديات كثيرة تواجهنا، فإذا بقيت القضية الفلسطينية من دون حل، وواصلت إسرائيل ممارسة سياسة الحصار على الشعب الفلسطيني، والقتل الذي يولد اليأس والإحباط، وتواصل القتل اليومي في العراق، فإن الشعور باليأس والإحباط سيتعزز ويجلب معه التطرف والإرهاب. وكما ترى اليوم، فالأردن بين حرب في فلسطين، وعنف يتزايد في العراق، وقوى إقليمية تعمل جاهدة لزعزعة أمن المنطقة برمتها، وهذا تحد كبير.


gt; ثمة ضجة في أوساط المعارضة الأردنية تنتقد مشروع قانون منع الإرهاب، بحجة أنه قانون بوليسي يكمم الأفواه ويتجاوز حقوق الناس، فما هو رأيكم؟

- بدأ التفكير بقانون منع الإرهاب بعد أن تعرض الأردن لحادثين إرهابيين مريرين ذهب ضحيتهما مواطنون أبرياء، حادث تفجير الفنادق في عمان الذي ذهب ضحيته 60 شخصاً، وحادث العقبة قبل ذلك، وجاء الطلب بإقرار هذا القانون من فئات كثيرة من المواطنين، وتم أيضاً التوافق عليه في ملتقى وطني مثّل كل التيارات الحزبية والسياسية والفاعليات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني. وجاء أيضاً لإدراك شريحة واسعة من الأردنيين، أن الأردن يواجه تحديات كبيرة من الإرهاب الذي يأتي نتيجة عوامل خارجية محيطة به، ونتيجة أيضاً لأن المشترعين الأردنيين وجدوا القوانين المعمول بها لا تفي بالغرض من حيث الوضوح والحزم في التعامل مع الإرهاب، ولا اعتقد بأن أي مواطن غيور على مصلحة الأردن وأمنه وأمن المواطنين يقف ضد هذه الخطوة التي تهدف إلى الحفاظ على أمن شعبنا وأمن ضيوفنا. الحكومة لم تفرض قانون الإرهاب، كقانون موقت، بل هو حظي بموافقة كبيرة من ممثلي الشعب في مجلس الأمة، وأقول للذين يخشون على الحريات، أن الدستور الأردني والقوانين الأردنية تحفظ حقوقهم، لكننا لا نريد أن نؤمّن الحرية للإرهابيين أو الذين يريدون المس بأمن الأردن وأمن شعبنا.


الاسلاميون والتكفيريون


gt; حادث إطلاق النار على السياح وسط عمان هل يمكن أن يؤدي إلى التشدد في القانون، أو يكون حجة للتضييق على الحريات العامة؟

- إطلاقاً لن يكون كذلك. إن هذا الحادث أكد مجدداً إيمان المواطنين والناس العاديين بنبذ الإرهاب، فهذه الحادثة جسدت توحد الشعب مرة أخرى في مواجهة الإرهاب، فقد كان للناس البسطاء الموجودين قرب المدرج الروماني حيث وقع الحادث، دور رئيسي في إلقاء القبض على المجرم الذي بيّنت التحقيقات الأولية أنه ارتكب هذه الجريمة من تلقاء نفسه، ولا توجد الى الآن أي مؤشرات أن هناك جهة تقف خلفه.


gt; علاقة الحكومة مع الحركة الإسلامية توترت في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد زيارة أربعة من نوابها لبيت عزاء الزرقاوي. هل تعتقدون بأن جماعة "الإخوان المسلمين" كسرت الخطوط الحمر في العلاقة التقليدية مع الحكومة؟

- وردت إشارات من الحركة الإسلامية، ترفض ما قام به نواب عزاء الزرقاوي، وتؤكد التزامها بثوابت الأردن في الحفاظ على الأمن ورفض الإرهاب. إنني أعلم تماماً أن غالبية المنتمين الى الحركة الإسلامية هم من الذين يحبون بلدهم ويرفضون الإخلال بالأمن الوطني، و "الإخوان المسلمون" لهم ممثلون في مجلس النواب وفي هيئات وطنية، ولهم منابر يعملون من خلالها بكل حرية. إن معركتنا هي ضد التكفيريين الذين يكفّرون المجتمع، ويكفّرون حتى قيادات الحركة الإسلامية المعتدلة. وسيظل الدستور الأردني مرجعية الحكومة والحركة الإسلامية ومرجعيتنا جميعاً، لكن الاستقواء بجهات غير أردنية على حساب الوطن، ومساندة الفكر التكفيري، أمران لا نقبل بهما إطلاقاً.


gt; هل يعني ذلك أنكم تدعون الى صيغة جديدة للعلاقة مع الحركة الإسلامية؟

- الحركة الإسلامية حركة سياسية شأنها شأن حركات سياسية أخرى في المملكة، والعلاقة كانت وستبقى دائماً مع الجميع، قائمة على مراعاة مصالح الوطن وثوابته، ويحكمها الدستور الذي هو الفيصل بيننا جميعاً.


مشعل وجوازه


gt; ماذا يعني تجديد جواز السفر الأردني الذي يحمله رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، بعد سبع سنوات على العلاقة المتوترة مع الحركة؟

- أرسل خالد مشعل جواز سفره إلى سفارتنا في الدوحة لتجديده، كما يفعل أي مواطن أردني، وتم له ذلك. وهذا يؤكد أن ليست لدينا مشكلة شخصية مع هذا الرجل، بمقدار ما هي مشكلة أمنية سياسية. وأود أن أضيف هنا أنه عندما اندلعت الحرب في لبنان، أرسل خالد مشعل أسرته إلى عمان، لضمان أمنها، وقدمت الحكومة التسهيلات لدخولها الى الأردن. مرة أخرى أقول إن الخلاف مع خالد مشعل كان في موضوع استهداف أمن الأردن، وهو اختلاف على السياسات التي يتبعها الرجل ليس إلا.


gt; تطالب المعارضة الأردنية بقانون جديد للانتخابات، ولكن لوحظ تراجع الحديث عن هذا القانون وإرجاؤه إلى أجل غير محدد. ما هي محاذير تعديل قانون الانتخاب الآن؟

- نريد ابتداءً تقوية عود الحياة الحزبية، وننتظر ذلك اليوم الذي تجرى فيه الانتخابات النيابية على أساس القوائم الحزبية. لكن الحقيقة الواضحة أن لدينا مشكلة في الحياة الحزبية هي عزوف الناس عن التوجه إلى الأحزاب، وهذا ربما عائد إلى سببين: الأول خوف الناس من الانضمام للأحزاب الذي قد يكون ناتجاً عن تجربة الخمسينات والستينات، والثاني عدم اقتناعهم بجدوى الانضمام لهذه الأحزاب، خصوصاً في ضوء تشرذمها وتعددها وتشابه برامجها السياسية. فاليوم لدينا ما يربو على ثلاثين حزباً، لكن عدد المنتسبين إليها يقل عن واحد في المئة من عدد المواطنين. على أي حال، هناك قانون للأحزاب معروض على البرلمان حالياً نأمل بأن يُقر لنتمكن من تنظيم العمل الحزبي، ولنضمن أيضاً نجاح إجراء الانتخابات على أسس حزبية، في المدى القريب إن شاء الله.


gt; رفعتم شعار الإصلاح الداخلي وأطلقتم العديد من المبادرات، فهل أنتم راضون عما أنجِز؟

- نحن نسير في الاتجاه الصحيح، فالإنجازات التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية، كبيرة أحدثت نقلة نوعية على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. إنني فخور بشعبي الأردني وبقدرته على الانجاز ومواجهة التحديات. الأردن، كما تعلم، بلا موارد طبيعية، لكن موردنا الطبيعي هو الإنسان، وهو الذي نعول عليه في بناء الأردن النموذج. لكنني وعلى رغم كل هذه الانجازات الكبيرة، لا أستطيع القول إنني راضٍ تماماً عما أنجز، فطموحاتنا للأردن ولشعبنا ليست لها حدود. ولن تثنينا التحديات التي نواجهها عن سعينا الى بناء الأردن الحديث، وتحقيق المستقبل الأفضل لشعبنا.


gt; تثير جهات دولية موضوع وجود سجون أردنية يجري فيها تعذيب معتقلين واستجوابهم لمصلحة الولايات المتحدة، بماذا تعلقون؟

- هذا كلام غير صحيح، ولا يوجد معتقلون لمصلحة الولايات المتحدة في الأردن أبداً. السجون الأردنية كانت دائماً مفتوحة أمام المؤسسات الدولية، ولم تتم الإشارة إلى تجاوز من هذا النوع في مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية.


gt; الفاتورة النفطية أصبحت تثقل كاهل الموازنة الأردنية، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار النفط عالمياً، ماذا أنتم فاعلون لحل المشكلة؟

- تأمين ظروف معيشية أفضل لأبناء شعبنا، بخاصة ذوي الدخل المحدود والشرائح الفقيرة، هو في سلم أولوياتنا. وهناك الكثير من المشاريع والبرامج التنموية الطموحة التي نأمل بأن تساهم في تخفيف حدة آثار الفاتورة النفطية علينا، وتحقق تطلعاتنا في تحسين أوضاع الشرائح الفقيرة التي كانت من أكثر الفئات تضرراً من ارتفاع الأسعار. كان للدعم والمساعدات التي قدمتها لنا المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولتا الإمارات والكويت الشقيقتان في ظل الارتفاع الكبير في أسعار النفط، دور مهم في تخفيف أعباء هذا الارتفاع على الموازنة العامة للدولة، وتجاوز الآثار الناجمة عنه. وكلنا أمل بأن تستمر هذه المساعدات كي نتمكن من المضي قدماً في برامجنا التنموية.


gt; هل يعيش الأردن دائماً وسط العواصف الإقليمية؟

- للأسف، نحن في منطقة صعبة. قصة التعايش مع العواصف جزء من حياتنا في الأردن. هناك القضية الفلسطينية وانعكاساتها، حدثت حروب عربية - إسرائيلية ودفعنا الثمن، وحدثت أزمات إقليمية ودفعنا الثمن. العواصف جزء من حياتنا. للأسف صرنا أصحاب خبرة ( يبتسم). المهم هو ألا يضيّع المرء البوصلة والاتجاه. ظل تماسك الشعب الأردني دائماً الضمانة في مواجهة العواصف.


gt; هل رهانكم الحقيقي هو على الجيش الذي جئتم من صفوفه، وكيف تقوّمون مستوى الجيش الأردني اليوم؟

- الرهان أو الضمانة الأولى هي الشعب، فالجيش جزء منه، صقلت تجارب العقود الماضية التضامن داخل الأسرة الأردنية الكبيرة في مواجهة الأخطار. الأردنيون أقوياء في مواجهة الأزمات ولا يسمحون لأحد بالنيل من وطنهم، هذا هو شعور المواطن الأردني وشعور العسكري الأردني. أما تقويمي للجيش الأردني فإنني أعتبره من الأفضل في المنطقة بسبب انضباطه واحترافه وجدية تدريباته والخبرة التي تراكمت لديه، وإضافة إلى كل ذلك رصيده لدى جميع أبناء الشعب.


gt; تعرّض الأردن في الأسابيع الماضية لحملات، آخرها اتهامات أيمن الظواهري "الرجل الثاني" في "القاعدة".

- دعني أكون صريحاً هنا. لو صمتنا وامتنعنا عن التعبير عن قناعاتنا وآرائنا بكل شفافية لما انتقدنا أحد. نحن نعتبر أن من واجبنا، سواء في الاجتماعات المغلقة أو اللقاءات العلنية، أن نعبر عن قراءتنا للأوضاع في المنطقة والأخطار التي نراها تحدق بالعرب ومصالحهم. حجم هذه الأخطار يدفعنا أحياناً إلى وضع الأصبع على الجرح أو تسمية الأشياء بأسمائها، لنلفت إلى ضرورة المعالجة العاجلة أو الملحة. بعض القوى التي تشن حملات علينا تفعل ذلك لشعورها بأن الأردن وبحكم الخبرة والتجربة يدرك تماماً ما تسعى إليه، وفي أي اتجاه تتحرك، ومن تخدم تحركاتها. إن نهج الاعتدال الذي يعتمده الأردن لا يمنعه من المصارحة أو المبادرة، وهذا أيضاً يثير ضدنا بعض القوى التي تحمل أجندات لا تخدم السلام والاستقرار والتنمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف