بابا روما والتعصب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سلامة أحمد سلامة
كما ينبغي ألا تترك السياسة للسياسيين وحدهم ولا الحرب للعسكريين وحدهمrlm;,rlm; فقد أصبح من الضروري ألا يترك الدين لرجال الدين وحدهمrlm;..rlm; هنا وهناكrlm;!rlm;
فما قاله أو فعله البابا بينديكت لايقل سوءا وجهالة عما فعله الصحفي الدانماركي الذي فجر أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريمrlm;,(rlm; صrlm;)rlm; والأسوأ من هذا أن يخون رجل دين علي هذا القدر من العلم ذكاؤه دون تقدير للعواقبrlm;.rlm;
لقد كان الهدف من المحاضرة التي ألقاها البابا اثناء زيارته لمسقط رأسه في جامعة ريجنسبرج في جنوب ألمانياrlm;,rlm; أن تكون دعوة للحوار بين الثقافات والحضاراتrlm;,rlm; فكانت كمن يشعل عود ثقاب في مخزن للمتفجراتrlm;..rlm;
قال البابا في محاضرتهrlm;:rlm; إن الدعوة الي الدين ينبغي ألا تكون عن طريق العنفrlm;,rlm; واستشهد في محاضرتهrlm;:rlm; بحديث دار بين القيصر البيزنطي مانويل الثاني عامrlm;1391rlm; في القسطنطينية ومثقف فارسي في معرض حديثه عن الاسلام والمسيحيةrlm;,rlm; إنه عندما كان الاسلام ضعيفا في بداياته نزلت الآية لا إكراه في الدينrlm;..rlm; ولكن أرني ماذا أتي به محمدrlm;,rlm; فسوف تجد أنه دعا الي نشر الدين بحد السيفrlm;,rlm; ونشر الدين بالقوة لامعني له لأن الله لايمكن ارضاؤه بالدمrlm;..rlm; ان عدم الاحتكام للعقل مناف لوجود اللهrlm;.rlm;
ومن يقرأ محاضرة البابا التي كان يخاطب بها مجموعة من رجال اللاهوت المتخصصينrlm;,rlm; لابد أن يدهش لسقوطه في مغالطات أقحم فيها الدين الإسلاميrlm;,rlm; فقادته الي اقتباس أحد القياصرة الذين كانوا يعيشون تحت الحصار في الحروب الصليبية متأثرا بأجوائهاrlm;,rlm; متناسيا أنه يعيش في القرن الحادي والعشرينrlm;,rlm; قرن الحوار بين الأديان والثقافاتrlm;.rlm;
والذي لاشك فيه أن البابا بينديكت السادس عشر ـ وقد عرف عنه انه من رجال الكنيسة المحافظين المتشددين ـ أراد ان يدين أحداث العنف التي تحدث في العالمrlm;,rlm; وتنسب الي جماعات جهادية إسلاميةrlm;,rlm; وهي نفس النظرية التي تضع الارهاب والاسلام في خانة واحدةrlm;,rlm; وتتجاهل الأوضاع السياسية والحروب الامبريالية والمظالم الاجتماعية التي تغذي جذور الإرهابrlm;.rlm;
ومن الواضح ان هذه النظرية التي روج لها بوش والمحافظون الجدد والتي وجدت لها أنصارا في الغربrlm;,rlm; وأصبحت تمهد لصدام الحضارات والثقافاتrlm;,rlm; تسير في عكس الاتجاه الذي دعا له البابا الراحل يوحنا بولسrlm;,rlm; وحاول من خلال زياراته واتصالاته المتعددة في دول إسلامية عديدة إن يقيم تحالفا بين الأديان والعقائد في مواجهة الالحادrlm;,rlm; عن طريق الحوار والبحث عن أرضية مشتركة بين الأديانrlm;.rlm;
لا أحد يريد أن يتهم هذا البابا بالتعصبrlm;,rlm; ولكن إذا افترضنا حسن النيةrlm;,rlm; فمن المؤكد أنه وهو ينبش في قبور الماضي ويستعيد أقوالا ترددت في القرن الرابع عشرrlm;,rlm; لم يقصد أن يشعل حربا دينيةrlm;..rlm; ومعني ذلك أن قداسة البابوية لاتعصم من الخطأrlm;.rlm; فاذا اعترف بذلك فلا حاجة للتصعيدrlm;,rlm; فليس من مصلحة العالم الإسلامي أن يستعدي الكنيسة الكاثوليكية في وقت يتكاثر فيه الأعداءrlm;,rlm; ويفقد فيه المسلمون بالعنف والتطرف كل يوم مساحة كبيرة من العقل والايمان