تساؤلات حول زيارة عون على طائرة لسلاح الجو البلجيكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"الرأي العام": إنها لتبادل الأسرى
المستقبل
عاد العماد ميشال عون من زيارة خاطفة قام بها إلى بلجيكا، إلا أن هذه الرحلة التي أحطيت بسرّية كبيرة أثارت كثيراً من الأسئلة، خصوصاً أنها تمّت على متن طائرة تابعة للقوات الجويّة البلجيكية.
فهل وضع عون الحكومة اللبنانيّة في أجواء تحرّكه؟ وهل قام هناك بنشاط سياسي عادي؟ وهل تمّ تكليفه بملف ما؟ ولماذا تعمّد إشاعة الغموض حول زيارة مماثلة إذا كانت زيارة سياسية؟
صحيفة "الرأي العام" الكويتية قدّمت أجوبة في عدد من الأسئلة المثارة، بإيرادها معلومات تفيد بأن عون الذي تربطه علاقة بشخصية لبنانيّة على صلة بإسرائيل دخل على خط المفاوضة بين إسرائيل و"حزب الله" لإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
إلا أنّ أيّ تعليق حول رواية "الرأي العام" لم يصدر عن عون أو عن حزب "التيار الوطني الحرّ".
وفيما يأتي نص المعلومات التي نشرتها "الرأي العام" بقلم سامح شكور من بروكسل، العاصمة البلجيكية:
ماذا فعل النائب اللبناني الجنرال ميشال عون في بلجيكا؟ كشفت تقارير ديبلوماسية غربية شديدة الإطلاع، عن صفقة يجري إعدادها لتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين، يتولاها عون عن طريق مفاوضات مباشرة، ويجريها بالواسطة عبر شخصية لبنانية أقامت في تل أبيب لأكثر من خمس سنوات.
وفي المعلومات المؤكدة ـ استناداً إلى التقارير ـ انتقل عون إلى بروكسيل لهذه الغاية وتولى منها التفاوض في شأن إنجاز الصفقة. وتفيد المعلومات بأن طائرة عسكرية بلجيكية، تابعة لسلاح الجو، تحمل الرقم "اي سي ـ 01" وهي من طراز "اي آر جي"، هبطت في مطار بيروت عند الساعة التاسعة وعشر دقائق من صباح الأربعاء 13 أيلول (سبتمبر)، قادمة من بافوس القبرصية، حيث كانت توقفت قبل ذلك عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً، آتية من برينديزي الايطالية التي كانت وصلتها ظهر اليوم السابق منطلقة من قاعدة ميلسبروك الجوية في بلجيكا.
وتضيف المعلومات أن عون صعد إلى الطائرة بعد 40 دقيقة على وصولها، يرافقه صهره جبران باسيل، محيطاً ظروف رحلته بتعليمات كتمان وسرية مشددة. وكان في انتظاره على متن الطائرة رجل دين يدعى المونسنيور جان ابراهيم عبود، الذي قدم على متن الطائرة العسكرية البلجيكية نفسها ولم يغادرها سوى لاجتماع دام نصف ساعة مع قريب له في صالون الشرف، وانطلق فيها مع عون وباسيل متجهين إلى مطار اثينا ومنه إلى قاعدة ميلسبروك الجوية في بروكسيل التي وصلها عند تمام الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي. ثم عاد إلى بيروت بعد ظهر اليوم نفسه على متن طائرة بلجيكية من طراز "اي آر جي" لكنها تحمل الرقم "اي سي 03" وبرفقته صهره، فيما بقي عبود على متن الطائرة ولم يغادرها وعاد بها إلى بروكسيل. وانطلقت طائرة العودة من قاعدة ميلسبروك وتوقفت في أثينا للتزود بالوقود.
وحسب المعلومات الديبلوماسية، فإن عبود هو من الشخصيات المقرّبة جداً إلى عون وأنه كلف تنفيذ هذه المهمة بعيد خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز (يوليو) الماضي. وقام من خلال ذلك بزيارات مكوكية أثناء الحرب، بين الرابية وبروكسيل وتل أبيب. وسجل في هذا الإطار دخوله بتاريخ 29 تموز (يوليو) الأراضي اللبنانية قادماً من سوريا عبر معبر العبودية وخروجه من المعبر نفسه في 4 آب (أغسطس).
وفي غمرة الحصار الإسرائيلي، وصل عبود في الأول من أيلول (سبتمبر) مع وفد عسكري بلجيكي وآخرين على متن طائرة "هركوليس سي 130" تحمل مساعدات بلجيكية إلى لبنان عن طريق عمان. ورافق الوفد خلال اجتماعات سرية، عقدت في الرابية وغيرها، ثم غادر مع الوفد العسكري على متن الطائرة العسكرية نفسها إلى عمان في الخامس من أيلول (سبتمبر). ولاحظت المعلومات أن شخصية لبنانية ثانية وصلت على متن الطائرة ذاتها مطلع أيلول (سبتمبر)، وهي من آل فران.
وتقاطعت هذه المعلومات مع إعلان عون في 14 تموز (يوليو)، عبر اذاعة "بي بي سي" استعداده للعب دور في صفقة التبادل، تبعه إعلان ثانٍ مماثل عبر محطة "الجزيرة" في 18 تموز (يوليو).
وبعد يومين من ذلك التاريخ، نقلت "وكالة الأنباء البلجيكية" (بيلغا) في خبر لها من بروكسيل، تصريحاً لعبود، قال فيه ما نصه الحرفي: "أعلن المونسنيور عبود نيّته التوجه مع وفد إلى إسرائيل للقاء السلطات السياسية هناك بهدف التوصل إلى إطلاق السجناء اللبنانيين، وهو أمر يرى أن لا بد منه لوقف الحرب". وتابع: "أنا واثق، أنتظر الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية للتمكن من التوجه إلى هناك، مضيفاً أن أساتذة جامعيين ومحامين من بلجيكا أعربوا عن إرادتهم للتوجه إلى إسرائيل لهذه الغاية أيضاً".
ولاحظت الوكالة في الخبر المنشور بتاريخ 20 تموز (يوليو) 2006 عند الساعة الثالثة و33 دقيقة من بعد الظهر أن "المونسنيور جان عبود عاش لمدة خمسة أعوام في إسرائيل بين 1976 و1980، يصفها هو نفسه بأنها خمسة أعوام لا تُنسى.. لم يتقبل الكل بالضرورة ما كنت أقوله، لكني لم أواجه أي مصاعب".
بمن التقى عون في بلجيكا؟ وبمن اتصل وبأي بلدان؟ تفاصيل مثيرة لا بد أن تكشفها الأيام المقبلة. لكن اللافت في هذا المجال أن أوساط التيار الوطني الحر، تضع بعض مناصريها في أجواء مفاجأة عاد بها العماد من بلجيكا، ترافقها حملة تعبئة لدى المناصرين لمواكبتها.