جريدة الجرائد

كبير مراسلي «رويترز» في السعودية: لرصد الحقيقة عليك ان تعايشها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اسكوتلندي مسلم يتحدث العربية بطلاقة وألف كتابا يتحدث عن جماليات الثقافة العربية

نجاح العصيمي


بدأ كبير مراسلي وكالة "رويترز" للأنباء في السعودية أندرو هاموند متمكنا من لغته العربية في حواره مع "الشرق الأوسط"، وكيف لا وقد أمضى هذا الصحافي الاسكوتلندي فترة طويلة في العالم العربي تنقل فيها بين بلدانه المختلفة وألف عن ثقافتها كتابا عام 2002 لخص فيه مشاهداته حول جماليات الثقافة العربية من موسيقى شرقية وسينما وفنون مختلفة، وفي هذا الحوار الذي تم في العاصمة السعودية الرياض يتحدث هاموند عن تجربته الصحافية في السعودية والمنطقة: gt; كيف كانت بداياتك في مجال الإعلام؟
ـ بعد أن تخرجت من قسم الآداب، لم يخطر في ذهني اقتحام مجال الإعلام، فقد كانت تشمل دراستي تعلم (اللغات والتاريخ وعلم النفس)، وخلال تلك الفترة كان المشرفون على القسم العربي في إذاعة "بي. بي. سي" البريطانية يبحثون عن قارئين نشرات يتحدثون العربية لتدريبهم فالتحقت بها خصوصا أنني كنت أتحدث العربية. وهناك تدربت على كيفية استخدام الاستديو وكتابة الخبر المقروء والمكتوب.

gt; عملت في مصر في جريدة "ميدل ايست تايمز" كمحرر، كما أسست مع زميلك هشام قاسم جريدة "كايرو تايمز". واليوم أنت تعمل كمحرر لوكالة أنباء ما هي الاختلافات بين عملية التحرير في الموقعين؟

ـ عملية التحرير الصحافي لا تختلف كثيرا في الصحيفة أو وكالة الأنباء فكلا الاثنتين يتطلب منك الحصول على سبق صحافي أو متابعة أحداث إخبارية أو رصد للوقائع. كثير من الأشخاص يسألونني "كيف يمكن لك أن تحصل عن سبق صحافي وأنا في السعودية فيما لم يستطع للصحافيين المحليين الوصول إليه؟" وأنا أقول هنا أن اسم رويترز كوكالة أنباء تتمتع بالمصداقية، يلعب الكثير في توارد الأخبار إلينا حتى وإن لم نسع اليها. عندما يسمع المسؤولين خبر ما فإنهم يبادرون بالاتصال بنا للتحقق منه ونقوم بدورنا بالبحث حتى نتوصل للحقيقة.

gt; كنت أحد المراسلين الذين استطاعوا تجربة الحياة في العراق قبل الحرب وبعدها، حدثنا عن مشاهداتك خلال الحقبتين وتأثيرهما على عملك الصحافي؟

ـ لقد كانت الفترتان مختلفتان كليا، بالنسبة لعام 2002 قبل الهجوم الأميركي على العراق كنت أستطيع التنقل في الشوارع بأمان وحرية وأستقل التاكسي وأتحدث مع المواطنين ولكن لم تكن هناك حرية في التعبير فلم يكن المواطنون يستطيعون التحدث إلي بصدق! وكانوا يفضلون أن يعبروا عن الرضا عن كل ما حولهم. بعد الحرب وبالتحديد عام 2004 كان لدينا أكثر من مراسل خصوصا أن الإحداث كانت متلاحقة ومتغيرة وكنا نجد أنفسنا عالقين ونتواجد كثيرا في المكاتب طوال الوقت ونقتصر في كتابة التقارير على الهاتف واستقبال الفاكسات ومطالعة الانترنت ولم أكن أخرج إلى الميدان ألا نادرا حيث أن الصحافيين مستهدفون. ولكن لمست أن الجميع يتحدث إليك بحرية فهم يصفون شعورهم بلا خوف ويحكون لك القصص. gt; بالنظر إلى محتويات تقاريرك فإنها تتغير حسب البلد الذي تعمل به، فهل تنقلك بين عدة أقطار عربية كمراسل يفرض عليك التركيز على تناول جوانب معينة دون أخرى؟

ـ أعتقد أنه أمر طبيعي أن تتغير محتويات التقارير حسب المكان الذي أعيش فيه والظروف المحيطة به. لقد كنت أميل إلى تناول الجوانب السياسية في مصر وكذلك الثقافية كالسينما والموسيقى التي يتأثر بها المجتمع المصري بشكل كبير. ولكن المسألة اختلفت كليا عندما انتقلت للعمل كمراسل في دبي عام 2003 حيث وجدت ثورة اقتصادية لافته كانت كفيلة بتناولها كما هي في السعودية إلى جانب تغيرات اجتماعية وسياسية، في النهاية القضايا البارزة كفيلة بأن تفرض نفسها في المشهد الإعلامي.

gt; أخذ أحد تقاريرك حول ما جاء في رواية الكاتبة السعودية رجاء الصانع "بنات الرياض" بشكل سلبي، ما الذي أردت بالضبط إيصاله وتم فهمك بشكل خطأ؟

ـ لقد كنت أرصد في تقريري حول رواية "بنات الرياض" للكاتبة رجاء الصانع الجدل الذي أثاره محتوى القصة بناء على ما تم ذكره في الرواية وليس بناء على مشاهداتي. فقد أوردت الكاتبة الكثير من المظاهر الخفية التي تتعلق بعلاقة الجنسين في المجتمع وما يحدث في حفلات الزفاف وغيرها، وقد أوردت في تقريري أن ذلك جاء وفقا لما جاء في رواية الكاتبة ولكن البعض يغض الطرف عن ذلك واعتبر بأن ذلك انطباعي. في الحقيقة لم يعبر ذلك عن رؤيتي فأنا أؤمن بأن النماذج المذكورة في الرواية تمثل أفرادا وليس المجتمع.

gt; هل فضلت الاستقرار كمراسل في السعودية لعدم وجود منافسين لك هنا؟

ـ لقد قدمت للسعودية مرارا كمراسل مؤقت. وخلال حرب العراق استقريت هنا ثم عدت بعد ذلك. السعودية بيئة جيد للأخبار وهناك العديد من التغيرات آخذه بالتزايد، إلى جانب كونها تمثل قوة اقتصادية وتلعب دورا سياسيا في المنطقة. gt; يوجد الكثير من المراسلين التابعين لرويترز وغيرها من وكالات وقنوات التلفزة العالمية، الذين يفضلون الإقامة المؤقتة كالمراسلة، أو الإقامة خارج السعودية والمتابعة من هناك. إلى ماذا تعزي الأسباب؟

ـ لا أعتقد أني المراسل الوحيد هنا، فقد كان من قبلي دومينيك ومريم عيسى ومنى مقلي، إلى جانب العديد من المراسلين الآخرين. أعتقد أن مسألة استصدار تصاريح لافتتاح مكاتب لوكالات أنباء أجنبية كان يتطلب الكثير من الإجراءات في السابق، ولهذا فضلت الكثير من القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء الاستقرار في الدول المجاورة. أما في الوقت الحاضر فهناك الكثير من وسائل الإعلام ماضية في افتتاح مكاتب لها هنا، وهذه الخطوة نحن بدأناها.

gt; وهل يمكن رصد الحقيقة من الخارج؟

ـ لا أعتقد بأن العمل ومتابعة الأحداث من الخارج تتمتع بالمصداقية الكاملة، وأقول هنا "الكاملة" لأنك يجب أن ترصد الحقيقة وما ورائها، عندما ترغب بتصوير الحقيقة يجب أن تعايشها وتدرك جوانبها المحيطة وتبعاتها وخلفياتها حتى تكون الكتابة موضوعية وتتمتع بالمصداقية.

gt; تتناول تقاريرك الكثير من النواحي الاجتماعية في المجتمع السعودي ونلاحظ أنك تصل لجميع الشرائح، الى المسؤولين والمواطنين والمشايخ.. ألا تواجه صعوبات في ذلك؟

ـ كما ذكرت سابقا لقد كان لدينا مراسلين كثيرين وقد بنوا مصادرهم منذ زمن طويل مع شخصيات بارزة ومسؤولين سعوديين. وبالنسبة لي فأنا اتابع كثيرا صحفا عربية وأطالع وكالات الأنباء وأشاهد التلفزيون السعودي. فلدي الكثير من المصادر الذين يمكنهم مساعدتي وإيصالي بمن أريد. أنا مسلم وأتحدث العربية الفصحى بطلاقه وأشعر أنني قريب من المجتمع السعودي ولدي أصدقاء من السعوديين الذين أجدهم ودودين ويحبون التحدث إلى الصحافة.

gt; وماذا عن المشايخ هل تصل فعلا إليهم أم أنك تتناول ما يكتب عنهم؟

ـ عندما أورد تصريحا لأحد المشايخ من خلال صحيفة فإنني أدرج اسم الصحيفة في مقالي، أما إذا تم اتصال مباشر بيني وبينه فبالتأكيد لا حاجة إلى ذلك. لدي علاقات تربطني بعدد من المشايخ والمفكرين الإسلاميين.

gt; هل تكثر الحروب الشخصية بين المراسلين في وكالة الأنباء، كما نجد في المجال الأعلامي؟ ـ بالتأكيد هناك حزازيات في الوسط الإعلامي ولكن يتم السيطرة عليها والتحكم بها. أحيانا تكون هذه الحزازات ايجابية كونها نابعة من المنافسة والغيرة المهنية وهي دافع للعمل والتميز. إلا أنها في حالة خرجت عن السيطرة فأن المؤسسة أو الوكالة الصحافية ستعاني.

gt; تواجدك في معظم أقطار العالم العربي دفع بك إلى كتابة كتاب بعنوانCulture of Arab world ما لذي أردت إيصاله من هذا الكتاب؟

ـ اردت أن أركز على أن الجوانب المضيئة والمميزة في الثقافة العربية بناء على خبرتي وقرائتي وعملي في الصحافة في السودان والعراق ومصر والشام والخليج جمعت مشاهداتي ورصدتها في كتاب واحد. حيث ركزت على التشابهات التي تشملها الهوية العربية (الموسيقى الشرقية والسينما والفنون المختلفة..) العالم العربي يزخر بالجماليات التي لا يدركها الكثيرون في العالم الغربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف