الأسد يسعى لإعادة العلاقات مع أميركا مقابل تنازلات بينها التخلي عن حزب الله
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الجار الله - السياسة
يسعى النظام السوري هذه الايام, وبكل ما أوتي من وسائل, الى الاتصال والتفاهم مع الادارة الاميركية, وبقصده اعادة اوضاع وعلاقات البلدين الى ما كانت عليه ايام حكم حافظ أسد, وقبل وراثة ابنه بشار لمقاليد الرئاسة بعد وفاة أبيه.
وأكدت المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, ان النظام السوري يتوسل لهذه المهمة اسبانيا وايطاليا وعبر وزيري خارجية البلدين ميغيل انخيل موراتينوس وماسيمو داليما. وقد عرض النظام السوري على الوزيرين سلسلة طويلة من التنازلات تهدف الى ازالة كل المنغصات التي تحول حتى الآن دون اقامة علاقات أميركية سورية بشكل طبيعي.
وفي سياق التنازلات هذه حاول النظام السوري ابداء حسن نواياه عن طريق احباط الهجوم المفبرك الاخير على السفارة الاميركية بدمشق, وكان أبدى موافقته الكاملة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمبعوث رئيس السلطة احمد قريع, والذي ابلغ ايضا موافقة النظام على دخول ألوان الطيف الوطني الى الحكومة الجديدة. الى جانب ذلك ابلغ النظام الوسيطين الاسباني والايطالي استعداده لتسيير دوريات فاعلة من الجيش السوري لمراقبة الحدود مع لبنان, ومنع عمليات تهريب الاسلحة من المعابر غير الشرعية القائمة بين البلدين, الى جانب استعداده لتنفيذ كل المطالب الاميركية التي سبق وتسلمتها دمشق ايام كان كولن باول وزيرا للخارجية, وفي عهد الولاية الاولى للرئيس الاميركي بوش.
وتقول المصادر ان النظام السوري اضاف الى لائحة التنازلات استعداده لاعادة الامن والاستقرار الى العراق, واعادة النظر في علاقته مع "حزب الله" والسعي للافراج عن الجندي الاسير لدى "حماس" جلعاد شاليط, مؤكدا ان هذا الافراج عن الجندي الاسير سيتم عن طريق رئيس المكتب السياسي لmacr; "حماس" المقيم في دمشق خالد مشعل, والذي من ضمن مسؤولياته توفير الاموال للحركة الاصولية الفلسطينية من بعض الدول كايران وغيرها, الى جانب ذلك عرض النظام السوري ترميم علاقاته, وبأي طريقة, مع الدول العربية التي توترت علاقاتها معه, وكذلك مع سائر الدول الاوروبية.
واكدت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية لmacr; "السياسة" ان عروض النظام السوري مازالت معلقة في الهواء, فالاميركيون غير مقتنعين بها, وقالوا ان تجاربهم مع هذا النظام (السوري) علمتهم عدم الثقة به, ويتوقعون ان هذا النظام المتهالك سيواجه مشكلات كبيرة في الاشهر القليلة المقبلة قد تؤدي الى انهياره وزواله.
وكان رئيس النظام بشار أسد نقل اول من امس على عجل الى المستشفى, دون ان يذكر السبب, او المرض الذي ألم به. لكن المصادر تقول ان أسد مصاب منذ أمد طويل بالارق وقلة النوم وتوتر الاعصاب, ويعاني من عدم التركيز الذهني والرغبة في تناول الطعام, ومن ضغوط كثيرة تمارس عليه من قبل وسطه العائلي الذي يبدو انه غير مقتنع برئاسته التي يتولاها عنه فعليا زوج أخته آصف شوكت. وتوقعت المصادر ان تضافر هذه الظروف السيئة عليه ادى الى اصابته بانهيار عصبي ادى الى ضرورة ادخاله الى المستشفى لتلقي الاسعافات السريرية الفورية اللازمة.
وفي جانب آخر ذي صلة, ذكرت المصادر ان وزير الخارجية الاسباني موراتينوس وجه لوما الى النظام السوري الذي كذب تصريحاته التي قال فيها ان اسد وعده باستخدام نفوذه على "حزب الله" من اجل وقف التصعيد والعمليات العدائية ضد اسرائيل, وقد تلقى موراتينوس ايضاحا من هذا النظام بأنه كان مضطرا للتكذيب لان مصلحته في تلك الايام العصيبة كانت تقتضي إبقاء العرض طي الكتمان.
وتشير المصادر المقربة ان النظام السوري يتهافت الان من اجل الفوز بتعويم علاقاته مع الولايات المتحدة, ومستعد, لهذه الغاية, ان يتنازل عن كل اوراقه ومبادئه, والسبب في ذلك عائد الى قناعته بأن ترميم العلاقات مع واشنطن هو سبيله الوحيد الباقي من اجل ان يستمر, ولا يسقط, ويصبح جزءا من التاريخ الاسود للوطن السوري وللمواطنين السوريين.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف