غلطة البابا بألف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
هناك فارق كبير بين ما يكتبه صحفي او يرسمه رسام من عشرات الآلاف من الكتب والمقالات والرسوم، وبين ما يقوله عميد الكاثوليك، الأكبر عددا بين المسيحيين في العالم، والأكثر نفوذا.
أيضا، هناك فارق بين البابا الكاثوليكي ورجالات الكنائس الأخرى من يونانية ويعقوبية بروتستانية حيث تماثل المسيحية الاسلام في تنوع منابره المذهبية، واختلاف مواقفها السياسية. ومشائخ المسيحية مثل نظرائهم في الاسلام فيهم المخلص والبسيط والملتزم والأصولي والمسيس والمتطرف.
فبابا الفاتيكان لا يمكن ان يقارن باصوليين اميركيين مثل روبرت جرانت وجيري فالويل لا يخجلان من التحريض على الاسلام في كل مناسبة مستعينين بأقوال الارهابيين وأفعالهم.
العتب على الفاتيكان أكبر ربما لأنه عود العرب والمسلمين على محاورتهم ومساندتهم في ايام محن كثيرة. وقف معهم بشكل صريح في المواجهات الكبيرة ضد اسرائيل وكذلك الحكومة الاميركية، وتحاشى مساندة جماعات مسيحية عربية في خلافاتها العربية الأخرى.
نعم البابا أراد انتقاد الطرح الجهادي في اسلام اليوم وفي الساحة الاسلامية حشد من علماء مسلمين ينتقدون العنف الذي ترفع فيه المصاحف. يرى كثير من قادة المنابر الاسلامية ان المتطرفين اختطفوا الجهاد القرآني عن معناه الدفاعي وحولوه الى عنوان للقتل. وربما لا يعلم البابا ان الجهاد المزور قتل من المسلمين اكثر مما قتل من المسيحيين وغيرهم، في العراق ومصر والسعودية والجزائر واليمن وباكستان وغيرها. وهي حقيقة ماثلة لمن يتابع الاخبار، ويفترض ألا تفوت رجلا يقود اكثر الديانات احتكاكا بالاسلام.
وتعليقا على كلام البابا، قيل إن بن لادن مستعد لان يدفع كل ما بقي عنده من مال من اجل ان يطلق البابا مثل هذه القنبلة الكلامية فيؤلب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لصالح القاعدة وامثالها ممن يريدون المزيد من المعارك والحروب الدينية والمذهبية والعرقية. ما لا يعرفه البابا ان عشرات من رجال الدين المسلمين انخرطوا دعويا في مواجهة الجماعات المتطرفة منذ سنين، واستنكروا استخدام الاسلام في خلافات وحروب وعمليات ارهابية. لهذا ما يسمعه البابا عن جرائم ارهابية يرتكبها مسلمون، ويسمع الاشرطة التي تفاخر بجرائم اصحابها على انها من افعال الاسلام ليس مبررا لنسبتها له. وشريط رجل القاعدة ايمن الظواهري الاخير ينسجم كثيرا مع عظة البابا، فالأول يعلن عن صيغة متطرفة للاسلام تطيرها وسائل الاعلام، والبابا يذهب للتأكيد عليها متبنيا تفسير الظواهري للجهاد على انه الاسلام.
وربما كان الأجدر توجيه اللوم للذين يشوهون معاني الاسلام من المسلمين والمحسوبين عليه اكثر من غيرهم من اتباع الاديان الأخرى، و قيادات العمل الديني مطالبة اليوم اكثر من زمن مضى تجنب المناطحة لاننا في عالم مليء بالكثير من البارود.