جريدة الجرائد

العودة لمكان الجريمة‏!‏

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء: 2006.09.19

سلامة أحمد سلامة



لا أحد يستطيع أن يدرك علي وجه الدقة مشاعر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حين فاجأته صحفية أيرلندية في المؤتمر الصحفي الذي عقده في بيروت وهتفت في وجهه عار عليكrlm;..rlm; توني بليرrlm;!rlm; فمن الواضح أن هذا السياسي المراوغ الذي استطاع أن يموه علي الشعب البريطاني عشر سنواتrlm;,rlm; قد أساء التقدير حين قام بجولته في الشرق الأوسط وزار لبنان التي شارك في تدميرها وقتل أطفالها وتشريد أهلهاrlm;,rlm; عندما عارض وقف اطلاق النار حتي تنتهي اسرائيل من عملياتهاrlm;..rlm;

ولايبدو أن بلير قد شعر بشيء من الخجلrlm;,rlm; فقد وصفته نيوزويك الأمريكية بأنه رجل مات سياسياrlm;,rlm; وأن حزب العمال البريطاني بصدد دفنه والبحث عن خليفة لهrlm;..rlm; وقد حاول بزيارته للشرق الأوسط أن يحتوي الهجوم الذي شنه عليه أعضاء حزبهrlm;,rlm; الذين انتقدوا سياساته تجاه الحرب علي لبنان وعبوديته الذليلة للرئيس الأمريكي في الحرب علي العراق التي أودت بحياة العشرات من الجنود البريطانيينrlm;,rlm; وأفقدت بريطانيا مكانتها في الشرق الأوسطrlm;,rlm; واثارت حفيظة المسلمين البريطانيينrlm;.rlm;

هذه الدراما البريطانية التي جعلت الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يتهم بلير في انتقادات لاذعة بأنه أخفق في لعب الدور الذي لعبته السياسة البريطانية دائماrlm;,rlm; وهي تصحيح السياسات الأمريكية الخاطئةrlm;,rlm; هي التي دفعت عددا من كبار المسئولين في حكومته وأركان حزبه لمطالبته بالاستقالة للتخلص من ربقة الخضوع الذليل لحماقات السياسة الأمريكية قبل ثلاث سنوات من نهاية ولايتهrlm;.rlm;

لقد كانت زيارة توني بلير للبنان وغزة وتفقده لمواقع الدمار أشبه بزيارة القاتل لمكان جريمته بعد ارتكابهاrlm;,rlm; في محاولة لازالة بصماتهrlm;.rlm; ولكن الشعب اللبناني الذي قاطعه وتظاهر ضدهrlm;,rlm; أثبت أنه علي وعي كامل بأساليب المراوغة والكذب التي برعت فيها بعض الشخصيات السياسية الأوروبية الذين كثر عددهم في السنوات الأخيرةrlm;,rlm; واحترفوا تطبيق المعايير المزدوجة وهم يقومون بجولاتهم المكوكية في الشرق الأوسط بين اسرائيل والعواصم العربيةrlm;.rlm; وهي ظاهرة تتكرر بعد كل عدوان اسرائيليrlm;,rlm; مما يجعل مثل هذه الوساطات والزيارات بدون معني وبدون جدويrlm;.rlm; ولاتسفر في النهاية إلا عن تخدير الحكومات العربية وتمكين اسرائيل من تحقيق أهدافهاrlm;.rlm; وهذا ما حاول أن يفعله بلير مع المسئولين في الحكومة اللبنانيةrlm;,rlm; مستغلا الظروف المأساوية والأوضاع الصعبة التي تمر بها لبنانrlm;,rlm; وتلهف حكومة السنيورة علي أي مساندة او دعم مادي ومعنويrlm;.rlm;

غير أن مثل هذه الزيارات التي تتحدي المشاعر المشتعلة في المنطقةrlm;,rlm; وتضاعف من مرارة الاحساس بالغضب والظلم نتيجة الانحياز الصارخ لاسرائيلrlm;,rlm; هي التي تؤدي الي ردود فعل معاكسةrlm;,rlm; لاسيما أن اسرائيل مازالت تواصل خرقها للسيادة اللبنانية بتحليق طائراتها في الأجواء اللبنانيةrlm;,rlm; واقامة منطقة عازلة داخل أراضيهاrlm;,rlm; الأمر الذي كان يتم تحت سمع وبصر بلير دون أن يثير استنكارهrlm;.rlm;

وليس غريبا بعد ذلك أن تؤدي مثل هذه المواقف الي تغذية قوي الارهاب والتطرفrlm;,rlm; وزيادة مشاعر الكراهية لامريكا وبريطانيا والغرب بصفة عامةrlm;.rlm; فيكسب تنظيم القاعدة أنصارا جددا كل يومrlm;,rlm; يوجهون نشاطهم الارهابي في كل اتجاه كما حدث في الهجوم الارهابي الأخير علي السفارة الامريكية في دمشقrlm;!!rlm;


salama@ahram.org.eg

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف