جريدة الجرائد

بوش يحذر عباس من تشكيل حكومة وحدة من دون موافقة حماس على مطالب الرباعية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



واشنطن ، الناصرة ، القاهرة ، جدة - جويس كرم


في تطور يشكل نكسة لمساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، قالت واشنطن ان تشكيل هذه الحكومة "من دون تأمين موافقة حركة حماس على مطالب اللجنة الرباعية" يعتبر "خطوة الى الوراء"، موضحة ان الرئيس جورج بوش سينقل هذه الرسالة الى الرئيس محمود عباس الذي يلتقيه غدا في نيويورك.

جاء هذا التطور في وقت أكد مجلس الوزراء السعودي "أهمية تماسك الصف الفلسطيني ووحدته، وضرورة أن تبصر القوى الفلسطينية السياسية أن مصلحتها العليا في اتفاقها وتساميها على خلافاتها". ودعا المجلس الذي عقد جلسته الأسبوعية في جدة أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دول العالم كافة إلى "أن تكون دافعاً للوحدة الفلسطينية لا عقبة أمامها". وأطلع الملك عبدالله المجلس على الاتصالات واللقاءات والمشاورات التي أجراها الأسبوع الماضي، مشيرا إلى زيارة الرئيس حسني مبارك أول من أمس، وهي الزيارة التي ربطتها مصادر ديبلوماسية بالتحركات الجارية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

في هذا الصدد، قالت مصادر في وزارة الخارجية الاميركية لـ "الحياة" ان "استجابة حماس لشروط الرباعية" من خلال "الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ الارهاب"، هي "شرط مسبق يجب تحقيقه قبل رؤية أي تغيير في موقف واشنطن من الحركة أو أي حكومة تشارك بها". واضافت ان تشكيل حكومة كهذه "من دون حدوث هذا التغيير هو خطوة الى الوراء" و "لن يبدل في سياسة واشنطن" لجهة المقاطعة الديبلوماسية والمادية التي تتبعها منذ وصول "حماس" الى السلطة في آذار (مارس) الماضي.

ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الخطوات التي قد تتخذها واشنطن في خصوص علاقتها مع الرئيس الفلسطيني في حال تشكيل حكومة وحدة. وتحدثت أوساط قريبة من الادارة الأميركية لـ "الحياة" عن خلاف بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حيال طريقة التعامل مع عباس في حال تشكيل حكومة وحدة، مشيرة الى أن الأول يحبذ "عدم التعاطي مع الرئيس الفلسطيني حينها"، فيما "تبدي الخارجية مرونة أكبر في هذا الأمر". لكن هذه الأوساط اكدت أن موقف الادارة "موحّد" من موضوع تشكيل حكومة الوحدة وضرورة استجابتها لمطالب الرباعية.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية نقلت عن مصادر فلسطينية رفيعة في رام الله ان بوش سيحذر عباس في لقائهما من "عواقب مغامرة تشكيل حكومة وحدة"، وانه في حال تشكيلها فإنه "سيلقى من واشنطن المعاملة ذاتها التي يلقاها منها رئيس الحكومة اسماعيل هنية". واوضحت الصحيفة ان الموقف الاميركي الحازم والغاضب كان وراء اعلان الرئيس الفلسطيني تعليق مشاورات تشكيل حكومة وحدة وفتور علاقته بـ "حماس" اخيرا.

وانعكس هذا الفتور على الوضع الداخلي الفلسطيني، اذ اعترض عشرات الموظفين الغاضبين من عدم تسلم رواتبهم امس موكب رئيس الوزراء ومنعوه من الدخول الى قاعة المجلس التشريعي في غزة، قبل ان يتدخل عدد من رجال الشرطة ومرافقي كتلة "حماس" البرلمانية لتفريقهم، وسط تدافع واطلاق نار في الهواء. وعلّق المجلس التشريعي الجلسة التي كان مقررا ان يلقي خلالها رئيس الوزراء خطاباً وان تتضمن اسئلة الى الحكومة عن عدم تمكنها من دفع رواتب نحو 165 الف موظف حكومي، في حين وصفت كتلة "حماس" البرلمانية ما حصل بأنه "خطوة خطيرة"، متهمة "جهات سياسية معروفة" بالوقوف وراءها.

في غضون ذلك، كشف الرئيس مبارك ان اسرائيل ابدت استعدادها للافراج عن عدد اكبر من المتوقع من الاسرى الفلسطينيين في مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت. وتحدث عن ملامح اتفاق لم ينته يؤكد الافراج عن الجندي في مقابل الافراج عن دفعة أولى كبيرة من السيدات والاطفال، ثم الافراج عن أسرى فلسطينيين على ثلاث دفعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف