مصادرة مخازن السلاح محور الخلاف مع حزب الله وفرنسا لا تستبعد هجمات للقاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسرائيل تسحب مياهاً من نهر الوزاني ومعلومات عن استكمال وشيك للانسحاب
بيروت ، دمشق - وليد شقير ، ابراهيم حميدي
أعلن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع اللبناني الياس المر أمس "اننا لا نعتبر ان الجيش اللبناني يذهب الى الجنوب ليكون ضد احد لكن الواضح ان هذه المنطقة ستكون خالية من السلاح، لأن تطبيق القرار الدولي يوفر على لبنان قراراً دولياً آخر، يمكن ان يشكل تنفيذه اشكالية على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وعلى المقاومة، ولهذا على الجميع الالتزام بهذا الموضوع".
وعلمت "الحياة" ان تنبيه المر من صدور قرار ثانٍ يتعلق بمسألة السلاح، يعود الى ان السبب الرئيسي للخلاف بين "حزب الله" والحكومة، والذي تسبب في حملة عنيفة من الحزب على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والدعوة الى حكومة اتحاد وطني، يعود الى الخلاف بين الحزب والحكومة على ما اذا كان يحق للجيش ان يصادر مخازن اسلحة اذا عرف بوجودها، سواء عبر قوات "يونيفيل" او مصدر آخر. وقالت مصادر متصلة بالحكومة والحزب انه فيما تعتبر الحكومة ان مصادرة الجيش لأي سلاح يعرف بوجوده هي من ضمن القواعد التي اتفِق عليها حين تقرر ارسال الجيش الى الجنوب، يرى "حزب الله" ان ما اتفِق عليه هو ان يصادر الجيش السلاح الظاهر فقط.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان كلام المر، عن المنطقة الخالية من السلاح، سواء كان مقصوداً أم لا، يعبر عن هذه الاشكالية التي يدور حولها النقاش في الغرف المغلقة منذ أسبوعين، وان التفسير المتناقض بين الحكومة والحزب هو الذي رفع حدة السجال السياسي العلني منذ ما قبل زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاثنين الماضي في 11 ايلول (سبتمبر) طوال الاسبوع الماضي.
وجاء كلام المر بعد اجتماعه مع وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو - ماري في اليوم الثاني لزيارتها لبنان والذي اختتمته بتفقدها ثانية القوات الفرنسية في الجنوب لملاقاة عناصر دبابات "لوكلير" الفرنسية الذين وصلوا امس وسينتشرون على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.
وأوضحت أليو - ماري التي التقت السنيورة والبطريرك الماروني نصرالله صفير، ما قصدته امس بقولها ان فرنسا اشترطت ان تكون القوات الفرنسية للردع، بالاشارة الى ان "ما قلته انه اذا تمت مهاجمة القوات الفرنسية ستقوم بحماية نفسها وستكون لها الوسائل كي تدافع عن نفسها". وأشارت الى الأخطار التي يمكن ان تواجهها القوات الفرنسية، بالقول ان الوضع الميداني "هش وقد يشهد حوادث ونحن هنا لمنعها ويجب ان نكون حذرين، وان هذه القوات يمكن ان تستهدف بأعمال ارهابية لأنها ترمز الى دور لفرنسا... ويتعلق الأمر بـ "القاعدة" وبعض المنظمات العسكرية والشبكات الاخرى وهذا يجبرنا على أخذ الاحتياط".
في موازاة ذلك، واصلت القوات الاسرائيلية أمس خروقها الجوية والبرية ومدت قساطل الى نهر الوزاني من اجل جر مياهه الى بلدة الغجر التي يقع جزء منها تحت السيطرة الاسرائيلية. ودخلت دبابات الى المناطق الجنوبية الحدودية.
وفي وقت نقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس قوله ان القوات الاسرائيلية ستنسحب في شكل كامل من لبنان بحلول رأس السنة اليهودية (السبت)، قال المر ان المعلومات الواردة الى السلطات اللبنانية تفيد ان الاسرائيليين قد ينسحبون من الجنوب في شكل كامل في غضون 10 أيام.
وفي دمشق قال رئيس المجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري لـ "الحياة" بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان زيارة السنيورة الى العاصمة السورية "تتطلب توفير اجواء ايجابية" بين الطرفين وان لا بد من تبديد الاجواء السلبية.
وأوضح خوري لـ "الحياة"، بعد اللقاء، ان الحديث تناول مجمل العلاقات السورية - اللبنانية وكيفية التعاطي مع الاجواء السائدة. وكرر ان زيارة السنيورة لدمشق "في حاجة الى توفير اجواء ايجابية ولا بد من العمل تفصيلاً في هذا الاطار". ومن المقرر ان يجري خوري لقاءات مع مسؤولين آخرين لتحسين الاجواء بين دمشق وبيروت.
وكانت مصادر رسمية في بيروت ابلغت "الحياة" ان السنيورة طرح على خوري قبل 10 أيام مجموعة نقاط هي بنود جدول اعمال اقترحها من جانبه لزيارته دمشق، منها معالجة المناخات السلبية القائمة بين البلدين اضافة الى تنفيذ بنود من مقررات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، لكن السنيورة لم يتلقَ جواباً بعد.