الجماعة السلفية بالجزائر تستعد لإعلان قاعدة الجهاد في بلاد المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخميس: 2006.09.21
... بعد مفاجأة التحالف مع بن لادن
رسالة الجزائرـ أشرف العشري، الأهرام
كان لإعلان تنظيم الجامعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر في الأيام الماضية وهو الأنشط والأبرز علي الساحة الجزائرية بالانضمام والاندماج ضمن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وقع الزلزال في الجزائر ومنطقة المغرب العربي كليا خشية توسيع عملياته ضد المصالح المغاربية والفرنسية والأمريكيةrlm;,rlm; كما جاء علي لسان قائده أبو مصعب عبدالودود في رسالة المبايعة والولاء الشهيرة لبن لادنrlm;,rlm; والتي نشرت علي الانترنت ونقلتها جميع الصحف الجزائرية والمغاربية وأفردت لها الصحف الفرنسية اهتماما بالغا باعتبارها جرس الانذار القادم للفت الانتباه بالاعلان والتحضير عن إنشاء تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربيrlm;.rlm;
ودلل علي ذلك مفردات رسالة قائد تنظيم السلفية في الجزائر أبو مصعب عبدالودود عندما أبلغ بن لادن صراحة أن امارة وجنود السلفية سيكونون اليد الطولي التي يبطش بها في كل مكان في المغرب العربي والعواصم الأوروبية القريبة من الجزائر من الآن فصاعداrlm;.rlm;
وفي تبريره لانضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنظيم القاعدة في هذا الوقت لم ينس أبومصعب عبدالودود أن يبلغ الجميع بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لا يكسر شوكتها إلا بتوسيع مساحة العمليات ضدهم في كل ماتطال أيدينا في كل مكان بالمغرب العربي أيضا ومواجهة التكتلات بالتكتلاتrlm;,rlm; والتصدي للاحلاف بالاحلافrlm;.rlm;
وكانت المفاجأة التي كشف عنها زعيم السلفية المحاصر في الجبال حاليا من قبل قوات الأمن الجزائرية التي قررت دك معاقله هذه المرةrlm;,rlm; مهما كلفها الأمر من مواجهات وتضحياتrlm;,rlm; أن اتصالات السلفية بالقاعدة لم تكن وليدة الأيام الماضية بل سبقها اتصالات وتحضيرات تجري منذ عامrlm;2003rlm; وكانت تتم عن طريق أبومصعب الزرقاوي في العراق طيلة السنوات الماضيةrlm;.rlm;
وكشفت السلطات الجزائرية مؤخرا صحة هذه الاتصالات حيث توصلت التحريات الأمنية حينها الي اتصالات عديدة بين السلفية وتنظيم الزرقاوي لما كان علي رأس جماعة التوحيد والجهاد وقبل أن يجهر بولائه لجماعة بن لادنrlm;,rlm; وطالب فيها عبدالودود بضرورة استهداف الفرنسيين بأعمال الخطف بدعوي أن فرنسا متورطة في مساعدة السلطات الجزائرية ضد التنظيمات الإرهابيةrlm;.rlm;
تحالف قوى الإرهاب
وحسب التسريبات العديدة التي تتناقلها الأوساط الأمنية والاعلامية في الجزائر فإن هناك محاولات مارثوانية لتنظيم السلفية لترجمة تحالفه مع قوي الإرهاب الأكبر المتمثل في القاعدة يعكفون حاليا علي بلورة إنشاء وتكوين تنظيم موسع بعد أن اختاروا التسمية الجديدة له والذي سيعرف بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب بعد إعلان قبول السلفية ضمن القاعدةrlm;,rlm; كما جاء بشكل عملي علي لسان أيمن الظواهري الرجل الثاني للقاعدة في شريطه الأخيرrlm;,rlm; حيث ستكون هذه التسمية بديلا عن التسمية الحالية للتنظيم المسلح الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي سيتخلي عن صفته المحلية بشكل نهائيrlm;.rlm;
وربما تزداد المخاوف في الجزائر ومنطقة المغرب العربي من توسيع عمليات السلفية بعد الانضمام الجديد نظرا لخبرته وعملياته المتعددة في السنوات الماضية خارج الجزائر أيضاrlm;,rlm; والتي كان أبرزها اختطافrlm;40rlm; سائحا أوروبيا في الصحراء الكبري ونقلهم الي جمهورية مالي وأيضا تنفيذ اعتداءات مسلحة ضد قوات الجيش الموريتاني كان أبرزها الاعتداء علي معسكر لمفيطي شمال موريتانيا العام الماضيrlm;,rlm; وخلفت مقتل عدد كبير من الجنود وأيضا تنفيذ عمليات مروعة في مناطق متفرقة من موريتانيا والنيجر ومالي أغلبها في اشتباكات دورية أمنية مكلفة بتأمين الحدودrlm;,rlm; ناهيك عن الاتهامات المغربية الأخيرة لتنظيم السلفية باعداد وتدريب كوادر تنظيم المهدي الذي القي القبض عليه في الأسابيع الأخيرة في المغرب قبل قيامه بسلسلة أعمال إرهابية في المغرب بساعاتrlm;.rlm;
ولا يفوت البعض هنا في الجزائر مخاوفه العديدة من توسيع قدرة الجماعة السلفية في المرحلة المقبلة علي المستوي الاقليمي في المغرب العربي أيضا حيث انه بانضمامها الأخير الي تنظيم القاعدة سيعزز موقعها بين جميع التنظيمات التي تنشط في تونس والمغرب وموريتانياrlm;,rlm; حيث كانت مصالح الأمن في هذه الدول قد سجلت حضورا لتنظيم السلفية داخل هذه الجماعات وامكانية إحداث ترابط متوقع لهذه التنظيمات مع الجماعة السلفية بعد تغيير اسمه بقاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربيrlm;,rlm; حيث تسجل الوثائق الرسمية لدي سلطات الأمن المغاربية اعتقال السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة نحوrlm;19rlm; عنصرا مسلحا تونسيا في معاقل الجماعة السلفيةrlm;,rlm; وقد جري ترحيلهم لاحقا بعد تحقيقات أفضت الي وجود خطة لتحويل معاقل السلفية الي معسكرات تدريبrlm;,rlm; وفي نفس الفترة أيضا تم توقيف أكثر منrlm;30rlm; من المسلحين المغاربة في عدد من ولايات الجزائر ومنها بومرداس عند محاولتهم الالتحاق بمعاقل الجماعة السلفيةrlm;,rlm; وكذلك سجلت مصالح الأمن الجزائري مؤخرا مشاركة عدد من المسلحين من جمهورية مالي والنيجر وموريتانيا في أنشطة الجماعة السلفية في منطقة الصحراء الكبريrlm;.rlm;
ضربات أمنية
لكن الكثير من المراجع ذات الصلة بالملف الأمني في الجزائر تري أن قبول وانضمام الجماعة السلفية لتنظيم القاعدة جاء في وقت قياسي وبالغ الصعوبة للجماعة السلفية التي تواجه فيه حاليا في الجزائر ضربات وانكسارات متتاليةrlm;,rlm; حيث يعاني التنظيم حاليا من نزيف بشري حاد بسبب مقتل الكثير من قياداته علي أيدي قوات الجيشrlm;,rlm; وتخلي آخرين عن النشاط المسلح بسبب مبادرة السلم والمصالحة التي طرحها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وسمحت للإرهابيين بالعودة والتوبة والنزول من الجبال مقابل العفو الرئاسي وضمانات كافية بعدم الملاحقات الأمنية والقضائية فضلا عن نجاح السلطات الجزائرية في تفكيك شبكات الدعم والاسناد وبالتالي أصبحت الجماعة السلفية تشهد تراجعا كبيرا لقدراتها التخريبيةrlm;,rlm; وبالتالي بات من الممكن أنه لن يكون بمقدورها تصعيد الاعتداءات الارهابية مستقبلاrlm;,rlm; فضلا عن حملة قوات الأمن حاليا التي تستهدف ضرب البني التحتية للسلفية بشكل كامل في ولايات شرق الجزائر وشل شبكاتها في عمليات ناجحة بالفعلrlm;.rlm;
وبالتالي وحسب المراقبين لأنشطة السلفية في الجزائر فإنها سعت للتحالف الجهادي مع القاعدة لاعطاء دفع معنوي لنشطائها وجذب جماعات ارهابية جديدة في المنطقةrlm;,rlm; ولكن علي الأرض ستبقي غير قادرة علي تهديد الأمن والمصالح الكبري في المنطقة المغاربية ونشاطها محصور في بعض الجيوب التقليديةrlm;.rlm;
قلق أمريكي ـ أوروبي
وبات لافتا أن حالة القلق التي انتابت كلا من الجزائر ودول المغرب العربي من دراما انضمام وتحالف الجماعة السلفية مع القاعدة قد ترافقت مع تزايد مخاوف وقلق أمريكي ـ أوروبي بالغ في الأيام الماضية من جراء هذا التحالف وانعكاساته الضبابية المرتقبة علي الأمن والاستقرار والمصالح البالغة الأهمية لتلك الدول في المنطقة المغاربية وبطول شريط حدود دول الساحل الافريقي التي تشهد وجودا عسكريا وأمنيا أمريكيا وأوروبيا منتظما في تلك المناطقrlm;,rlm; وكان أبرز دليل علي صدقية تلك المخاوف الوثيقة السرية لوحدة تنسيق مكافحة الإرهاب الفرنسية والتي سربت ونشرت مؤخرا في الجزائر وتفيد بوجود معلومات موثقة للسلطات الأمنية الفرنسية بوجود نشطاء وخلايا نائمة للجماعة السلفية ممن استطاعوا الهرب من مطاردات قوات الأمن الجزائرية أو ممن حصلوا علي عفو رئاسي منذ قانون الوئام المدني وحتي المصالحة الوطنية مؤخرا في الجزائر واستطاعوا دخول فرنسا بجانب قيادات سابقة منذ أزمة تسعينات الارهاب في الجزائر بباريسrlm;,rlm; وبالتالي ربما تصبح قادرة في أي وقت علي ضرب المصالح الفرنسية داخل وخارج فرنساrlm;,rlm; كما اعترفت الوثيقة الفرنسية ان تنظيم السلفية استطاع خلال السنوات الثلاث ترتيب قواعده وهياكله في أوروباrlm;,rlm; أضافة الي وجود شبكة أخري من المتعاطفين مع السلفية تشكلت في فرنسا في الفترة الماضيةrlm;,rlm; وتستفيد اليوم من تمويلات من خلال جمع الأموالrlm;,rlm; وبالتالي طالبت وحدة مكافحة الارهاب الفرنسية السلطات باعادة النظر كليا في اجراءات الأمن والاستنفار لمواجهة خطر التحالف الضارب بين السلفية والقاعدةrlm;.rlm;
كما أن اسبانيا هي الأخري سارعت في اليومين الماضيين لطلب التنسيق مع الجانب الجزائري وتفعيل اتفاقيات مكافحة الإرهاب لمواجهة خطر هذا التحالف القادم من مدريد بعد أن أطلعت أسبانيا أطراف المغرب العربي علي تقرير المركز الوطني الأمني الاسباني والذي يفيد بوجود ألف شخص مشتبه انتماؤهم للقاعدة والجماعة السلفية الجزائرية في مدريد ومدن أسبانيا وبالتالي ضرورة رفع حالة التأهب القومي خوفا من هجمات ارهابية بعد ادرجها الجماعة السلفية بانها الخطر الأكبر علي أمنهاrlm;.rlm;
إلا أن المخاوف الأمريكية تبقي الاكثرrlm;,rlm; والقلق من دراما هذا التحالف الشيطاني هو الأبرزrlm;,rlm; ودللت واشنطن علي تلك المخاوف صراحة لحلفائها في المغرب العربي عقب اعلان هذا التحالف مباشرة من أن تصبح الصحراء الكبري ومخابئها الجبلية النائية في المغرب العربي مكانا مثاليا لتجنيد وتدريب المتشددين من السلفية وبقية التنظيمات الجامحة في منطقة المغرب والمرتبطين بافكار القاعدةrlm;,rlm; حيث إن الجماعة السلفية بلا شك ستتولي هذا الأمر في المرحلة المقبلةrlm;.rlm;
وبرهنت الولايات المتحدة علي صدقية مخاوفها بابلاغ الحلفاء في المغرب العربي بأن الجماعة السلفية وأنصارها يريدون حاليا مخيمات متنقلة في الصحراء الكبري ويعلمون المسلحين أساليب حرب العصابات لارسالهم في مهمات في بعض مناطق التوتر في الشرق الأوسط أو ارسالهم الي أوطانهم كخلايا نائمة في انتظار تلقي ساعة الصفر ايذانا بعمليات مروعةrlm;.rlm;