وليد المعلم: السنيورة لديه دعوة من دمشق وترسيم الحدود مسألة ثنائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وزير خارجية سورية: نتوقع ضياع فرصة السلام الحالية.. وخطاب بوش إصرار على الأخطاء
صلاح عواد
حذر وزير خارجية سورية، وليد المعلم، العرب من رفع سقف التوقعات من مجلس الأمن لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. ووصف وزير الخارجية السوري في حديث خاص مع "الشرق الأوسط" جرى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، اجتماع مجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية بالأمر الجيد، غير أنه قال "لا نتوقع رفع توقعاتنا في ظل هذا الجو الدولي الذي تهيمن عليه قوة وحيدة في العالم". وأعرب المعلم عن قناعته بوجود فرصة لمعالجة مشاكل المنطقة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان ولكن المسؤول السوري أعرب عن قناعته بأن هذه الفرصة ضئيلة "بسبب الضغط الإسرائيلي وبفعل الهيمنة الأميركية على الوضع"، وأضاف "أعتقد أن هذه الفرصة ستضيع وستموت وستصبح المنطقة عرضة للمخاطر"، وانتقد السياسة الأميركية في المنطقة واعتبر هذه السياسة خاطئة وقال "لقد ثبتت أخطاء السياسة الأميركية في منطقتنا وقد أدت إلى هذا الدمار الذي نشهده في العراق وأفغانستان وفي لبنان".
وجدد رفض سورية لنشر أية قوات دولية تابعة للأمم المتحدة (اليونفيل) على حدودها مع لبنان وأكد أن سورية ستقوم بضبط هذه الحدود. وهنا نص الحوار: gt; مجلس الأمن عقد اجتماعا لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وللتأكيد على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاع العربي ـ الإسرائيلي. فهل تتطلع سورية إلى تحريك المسار السوري ـ اللبناني للمفاوضات مع إسرائيل؟
ـ من المفيد أن يطلع مجلس الأمن على الموقف العربي في ما يتعلق بعملية السلام، وهذا الموقف يستند أولا إلى مبادرة السلام التي أقرتها القمة العربية عام 2002. وثانيا أن يجتمع المجلس على المستوى الوزاري فهذا شيء جيد، ولكن يجب ألا نرفع سقف توقعاتنا من مجلس الأمن الذي تأخر 33 يوما لاتخاذ قرار لوقف إطلاق النار في الحرب على لبنان. ولا نتوقع رفع سقف توقعاتنا في ظل هذا الجو الدولي الذي تهيمين عليه قوة وحيدة في العالم، وأمر جيد أن ينعقد المجلس بل يجب التأكيد على وجوب حل قضايانا من منطقتنا.
gt; بالتأكيد اطلعتم على تقرير الأمين العام كوفي أنان في ما يخص تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 واعتبر أنان أن ما حدث في لبنان يعتبر ناقوس خطر ودعا إلى تحريك كل مسارات المفاوضات مع إسرائيل. هل هناك أية جهود لتحريك هذه المسارات؟
ـ الأمين العام للأمم المتحدة قام بجهد مشكور وقام بجولة شملت كل المنطقة وقد اطلع بنفسه على ما جرى واستمع إلى وجهات نظر قادة المنطقة، وبالتالي كان على احتكاك مباشر مع الوضع القائم على الأرض، ووجد أن حل مشاكل المنطقة من جذورها يتطلب حلا عادلا وشاملا للصراع العربي ـالإسرائيلي على كل المسارات. وهذا الأمر ينسجم مع قرار مجلس الأمن 1701 الذي عبر عن ذلك في الفقرة 18، ومن الطبيعي أن يلتزم مجلس الأمن في تنفيذ قراراته وبجميع بنودها وألا يكون انتقائيا في تنفيذ بعض البنود وتجاهل بنود أخرى. ولذلك انطلق الأمين العام في تقييمه من هذا الواقع، ومن هنا نعتقد أنه بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان توجد فرصة. والسؤال هل هذه الفرصة كبيرة؟ والجواب في اعتقادنا أنها ليست بالكبيرة ويستطيع المجتمع الدولي إذا كان لديه العزم والإرادة ليوسعها ويجعلها فرصة حقيقية للسلام ولمعالجة مشاكل المنطقة من كل جوانبها. ولكن إذا لم يرغب بفعل الضغط الإسرائيلي وبفعل الهيمنة الأميركية على الوضع فأعتقد أن هذه الفرصة ستضيع وستموت وستصبح المنطقة عرضة لكل المخاطر. gt; تحدث الرئيس الأميركي في خطابه عن عزلة تعاني منها سورية، ويبدو أن هناك مساعي أميركية لتعميق هذه العزلة؟
ـ أولا أن الرئيس الأميركي لم يأت بأي شيء جديد على الإطلاق، لذلك أنا أصف هذا الخطاب بـ"خطاب الإصرار على الأخطاء". ولقد ثبت أن أخطاء السياسة الأميركية في منطقتنا قد أدت إلى هذا الدمار الذي نشهده في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان. وإن هذه السياسة الخاطئة وما سمعناه من خطاب الرئيس بوش هو الإصرار عليها وهذا يعني أن الإدارة الأميركية لم تدرك أن سياستها في ورطة ووضعها في ورطة ولا تريد الإصغاء إلى الأصوات التي تطالبها بتغيير سياستها ونهجها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأما موضوع عزل سورية فلقد ثبت بالدليل القاطع أنه من أراد عزل سورية قد عزل نفسه وعزل دوره، وهذا العزل وهذا الدور محكومان بالفشل. ولا يستطيع أحد أن يعزل سورية ولا يستطيع أن يحد من الدور السوري لأن هذا الدور قد ولد مع سورية من واقع التاريخ والجغرافية.
gt; القرار 1701 حدد بعض الالتزامات لسورية، منها ما يتعلق بدعم "حزب الله" وفرض حظر على تصدير السلاح إلى لبنان وكذلك موضوع نزع سلاح "حزب الله"؟
ـ لا، هذا القرار لم يتحدث عن نزع سلاح "حزب الله" إلا في إطار ما يتفق عليه اللبنانيون في حوارهم ، والقرار وضع التزامات على كل الدول في موضوع ضبط الحدود والسلاح وليس على دولة معينة. ولذلك أعلنت سورية أنها لا تقبل بقوات "اليونفيل" على حدودها مع لبنان لكنها ستقوم بضبط هذه الحدود، وبالفعل تم إرسال كتيبة لتعزيز حرس الحدود على الحدود السورية ـ اللبنانية. gt; وماذا عن العرض الألماني بتقديم مساعدات لحرس الحدود والجمارك؟ ـ نحن طلبنا من الأوروبيين عبر الأمين العام للأمم المتحدة مساعدة فنية في التجهيزات وفي التدريبات لحرس الحدود السوريين، وعندما تنتهي فترة التدريب وتدريب التجهيزات التي سيتفق عليها تنتهي مهمة هؤلاء المدربين، وهم لن يكونوا على الحدود، وهم سيقومون بالتدريب لحرس الحدود السوريين. gt; واضح أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أثارت خلافات بين سورية وبعض الدول العربية في كيفية النظر إليها وبدوافعها وأسبابها. كيف تنظرون أنتم إلى هذه الخلافات؟
ـ أولا إن خلاف الرأي والتحليل يجب ألا يؤدي إلى خلاف عربي، وكانت هناك وجهات نظر مختلفة، ولكن كل طرف يجب أن يحترم وجهة نظر الطرف الأخر لأن التضامن العربي والحرص على العلاقات العربية هما الأساس، خاصة في هذا الظرف الخطير وهذا المنعطف التاريخي الذي يواجه الأمة العربية. gt; جرى التأكيد في قرار مجلس الأمن 1701 على مسألة ترسيم الحدود الدولية للبنان، خاصة ما يتعلق بالحدود مع سورية؟ ـ أنت تقصد القرار 1680. gt; جرى التأكيد عليه في القرار1701. ـ القرار 1680، هذا قرار لا معنى له، وإن موضوع ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية هو وضع ثنائي بحت يقرره السوريون واللبنانيون في علاقاتهم الثنائية، وأي شيء خارج هذا الإطار يعتبر تدخلا في السيادة الوطنية. gt; وماذا عن ملكية أراضي مزارع شبعا؟ هل قدمتم أية وثائق تثبت ملكية لبنان لها؟ ـ نحن اتفقنا مع فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان على هذا الموضوع، وهذا التفاهم لا يزال قائما، وتوجد فرصة لتحرير هذه المزارع. gt; الأمين العام كوفي أنان طلب منكم تقديم ما لديكم من خرائط ووثائق تثبت ملكية لبنان لهذه المزارع من أجل تقديم توصياته إلى مجلس الأمن؟ ـ لا لم يطلب ذلك، ونحن شرحنا له فحوى هذا التفاهم بين سورية ولبنان، وأكد لنا أنه جيد. gt; وهل سيزور فؤاد السنيورة دمشق قريبا من أجل هذا التفاهم؟ ـ لديه دعوة ونقلها له أمير قطر.
gt; وهل هناك أية وساطة لهذا الأمر؟ ـ لا نحتاج إلى وساطة بين سورية ولبنان. gt; العراقيون دائما يتهمون سورية بعجزها عن ضبط الحدود مع العراق... ـ لا توجد مشكلة على الحدود بين سورية والعراق بل بالعكس حيث أن الجهود التي بذلتها سورية لضبط الحدود هي جهود معترف بها، وهي جهود جبارة وفيها تضحيات مادية وبشرية. والسبب أن أمن العراق واستقراه يهمان سورية وأمنها واستقرارها، ونحن ندين كل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الشعب العراقي، والدم العراقي عزيز وغال على سورية، ولهذا عرضنا على الإخوة في العراق تعاونا أمنيا لا محدودا، سواء ما يتعلق بالحدود أو بتبادل المعلومات الأمنية في ما من شأنه تحقيق أمن واستقرار العراق. gt; الحكومة العراقية تتهم سورية بإيواء عدد من عناصر نظام صدام حسين السابق وأنها تقدم لها الدعم من أجل التخريب على العملية السياسية؟
ـ نحن ندعم العملية السياسية، وندعم حكومة المالكي، ونريد إقامة أفضل العلاقات مع هذه الحكومة. وإذا كانت هناك ادعاءات أمنية فنحن ندعو وفدا أمنيا عراقيا لزيارة سورية ومعه ما لديه من أشياء ليعرضها على المسؤولين الأمنيين ويتم بحثها من كل الجوانب، وسوف لن يخرجوا من سورية إلا وهم مرتاحون. gt; المسؤولون في العراق يتوقعون منك القيام بزيارة إلى العراق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعلى مستوى السفراء، فهل ستقوم بهذه الزيارة قريبا ؟
ـ أن شاء الله في الوقت المناسب.