القمة الفرنسية - الروسية - الألمانية تحذر من «كارثة» في فلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شيراك متفائل بالحوار مع إيران وبوتين يشدد على محاكمة قتلة الحريري
كومبيان: فرنسا - رندة تقي الدين
عقد الرئيس جاك شيراك والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة امس في قصر كومبيان في منطقة لواز الفرنسية، قرب باريس، تناولت القضايا الدولية، وبينها إيران ولبنان والشرق الأوسط.
وأكد شيراك، في مؤتمر صحافي عقب القمة، انه تطرق وضيفاه الى الملف النووي الإيراني وضرورة الحوار لإيجاد حل للأزمة القائمة بين الدول الست وإيران، وأوضح أنهم أثاروا موضوع المفاوضات بين منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف علي لاريجاني.
وأبدى شيراك تفاؤله النسبي في إمكان التوصل الى حل عبر المفاوضات، وأضاف: "أعتقد بأنها مشاعر مشتركة ويجب أن نفعل كل شيء لإيجاد حل عبر الحوار لأنه أفضل وسيلة لتجاوز المشكلات".
وأشار شيراك الى أن القمة الثلاثية تطرقت الى الموضوع اللبناني والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتمنى القادة الثلاثة أن يعود الهدوء الى لبنان وأن تتمكن الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كل أراضيها، وأن يتحقق تقدم نحو حل للصراع في الشرق الأوسط الذي يتطلب تحركاً سريعاً لتجنب كارثة انسانية جديدة بدأت ملامحها ترتسم نتيجة الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
وسألت "الحياة" كلاً من شيراك وميركل عن تقويمهما لمهرجان "حزب الله" وانتقادات زعيم الحزب حسن نصر الله للقوات البحرية الألمانية في لبنان، فقالت ميركل: "ان انتشار الجنود الألمان هو في إطار حل عادل، ونعمل لتنفيذ القرار 1701، وفي هذا الإطار نساعد لبنان على مراقبة شواطئه لمنع تهريب أسلحة، ونريد لبنان قوياً وسيداً وندعم حكومته كي تصل الى السيادة الكاملة".
وعلى هامش المؤتمر أوضحت ميركل لـ "الحياة" أن "ليس هناك أي نية للجنود الألمان على الشواطئ اللبنانية إلا تنفيذ القرار 1701"، وأكدت ان رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة سيزور برلين الأسبوع المقبل.
وفي رده على سؤال "الحياة" تساءل شيراك: "هل يريد اللبنانيون دولة حرة ومستقلة؟ نعم هذا ما يريدونه. فلن يكون هناك استقلال وسيادة إن لم تكن سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وكل المشاكل العالقة ينبغي أن يحلها اللبنانيون أنفسهم". وعن مهرجان "حزب الله" الذي نظِم في ضاحية بيروت الجنوبية أول من أمس، قال الرئيس الفرنسي: "هذه الديموقراطية، وكما قلت التظاهرة تؤكد أن الحزب قابل للتحول الى حزب سياسي يندمج في قوانين الديموقراطية".
الى ذلك، أعلن الرئيس بوتين رداً على سؤال لـ "الحياة" حول التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ان "التحقيق ونتائجه متطابقان كلياً مع القوانين الدولية، وكما تحدثنا مساء مع الرئيس شيراك ينبغي أن تؤخذ قرارات ملائمة، وجلب مرتكبي الجريمة ومحاكمتهم". وأكد بوتين ان "روسيا سترسل وحدة هندسة عسكرية الى لبنان، ليس في إطار يونيفيل، وشرط موافقة كل الأطراف في هذا البلد".
وعلمت "الحياة" ان الرئيسين شيراك وبوتين تطرقا مطولاً الى المحكمة الدولية، خلال عشائهما مساء الجمعة في قصر الإليزيه، ما أدى الى موقف الرئيس الروسي المؤيد علناً وللمرة الأولى، للمحكمة ومحاكمة المتهمين.
تطمينات روسية
الى ذلك (أ ف ب)، حاول بوتين خلال القمة تهدئة مخاوف الأوروبيين في ما يتعلق بالتزود بالطاقة والشراكة الصناعية مع روسيا. وأكد للصحافيين ان دخول روسيا مجموعة الطيران الأوروبية (ايدس) من خلال المصرف العام الروسي "فنشتورغبانك" الذي اشترى 5.20 في المئة من الأسهم ليس دليل "تصرف عدائي من الروس". وزاد: "الأمر يتعلق ببساطة بعمل مصرفي طبيعي، يستفيد من الظرف المواتي في السوق، حيث قيمة الأسهم أرخص"، معلناً انشاء "مجموعة عمل" فرنسية - ألمانية - روسية لدرس هذه المشاركة. وقال بوتين: "لا ننوي تغيير سياسة ايدس أو التأثير عليها". وأوضح ان موسكو وباريس وقعتا الجمعة اتفاقات في مجالات الطيران والنقل، لا سيما في ما يتعلق ببناء مجموعة "فينسي" طريقاً سريعاً يربط سان بطرسبورغ بموسكو، تبلغ كلفته الاجمالية 10 بلايين دولار.
وأرسل بوتين اشارات مطمئنة في مجال الطاقة، إذ وصف فور وصوله الى فرنسا مساء الجمعة "الاشاعات" حول سحب الترخيص من مجموعة "توتال" النفطية الفرنسية لاستثمار حقل "كارياجا" النفطي (شمال) بأنها "مبالغ فيها". وأراد بوتين طمأنة الأوروبيين الى ضمان تزويدهم بالطاقة من روسيا، وقال: "ننوي احترام تعهداتنا مع شركائنا الأوروبيين" معتبراً أن "من الممكن" اعادة تحويل الامدادات الروسية من الغاز باتجاه أوروبا الغربية، وفق المطالب الألمانية.