جريدة الجرائد

تقرير الاستخبارات الأميركية يسبب حرجا بالغا لإدارة بوش

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء: 2006.09.26


مارتين فا هاخن - إذاعة هولندا العالمية

أثار التقرير الاستخباري ـ الذي توصل إلي أن الحرب الأمريكية على العراق قد فاقمت مخاطر الإرهاب الدولي ـ موجة من الاضطراب والقلق في الأوساط السياسية، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأصبحت مادة لسجال سياسي صاخب في البلاد عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في نوفمبر القادم.

انطلق منتقدو الرئيس بوش وخصومه من التقرير للتأكيد مجددا على فشل سياساته في العراق، واعتبروا التقرير شهادة من "أهلها" فيما انتقى منه الجمهوريون ما يوافق خطتهم، وركزوا على ضرورة إنجاح خطة التحول للديمقراطية والسلام في العراق، مهما تكلف ذلك باعتباره مربط الفرس في الحرب على الإرهاب.

التقرير الذي تسرب للصحافة مؤخرا، صدر بإجماع ستة عشر من أجهزة الأمن والاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان متداولا في أروقة إدارة الرئيس بوش، من إبريل الماضي.
وبالأمس كشفت جريدة نيويورك تايمز، وجرائد أخري، علي صفحاتها الرئيسية، عن التناقض التام بين نتائج التقرير، والانطباع الذي يرسمه الرئيس بوش للحرب على الإرهاب.

أثناء مراسم ذكرى أحداث سبتمبر، شدد الرئيس، من جهة، علي المخاطر الجدية للإرهاب، ولكن من جهة أخري طمأن مواطنيه بأنهم يتمتعون الآن، وخلال رئاسته، بدرجة من الأمن جيدة جدا مقارنة بالسنوات التي سبقت وصوله للبيت الأبيض، فيما تعمد في خطابه تجاهل الأوضاع في العراق وطمس الحقائق حولها.

ولكن تقرير المخابرات الذي تسرب جزم بأن خطر الإرهاب في العالم قد ازداد وتفاقم، وأصبحت العراق مصدرا للإرهاب، وتزايدت أعداد الإرهابيين الذين يعدون عدتهم ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق إلي حد يفوق بمراحل محاولات القضاء عليهم.

بالأمس انتهز الديمقراطيون هذه السانحة لتصعيد انتقاداتهم لإدارة الرئيس بوش، وقال السيناتور جون كيري المرشح السابق للرئاسة:إن التقرير يؤكد أن حملات الإرهابيين لتجنيد المزيد من الشباب إلي صفوفهم قد ربحت الكثير من سياسات بوش المشئومة في العراق.

وقال جان هارمان ـ وهو ديمقراطي رفيع المستوى في مجلس النواب الأمريكي وعضو في لجنة المخابرات ـ : "إن هذا التقرير لا يعدو كونه دليلا واحدا، من عشرات الأدلة، على سوء الأوضاع في العراق".

يحاول الجمهوريون امتصاص الصدمة الناجمة عن التقرير وتهدئة ردود الفعل عليه ، وفي هذا الإطار كرر السيناتور جون ماكين ما قاله الرئيس بوش في الماضي القريب:
"الوجود الأمريكي في العراق لم يكن السبب في أحداث سبتمبر أو أي أعمال إرهابية سابقة علي أهداف أمريكية. إن التقرير يبرهن حقا علي أن هزيمة العدو الإرهابي في العراق تلعب دورا حاسما ومصيريا في أمن الولايات المتحدة".

وفقا للبيت الأبيض فإن الأجزاء التي تسربت من الوثيقة منتزعة من سياقها، ولا تعبر عن جوهر توجهاتها. ويعتقد مساندو الرئيس بوش بأن الخصوم السياسيين للرئيس بوش يتلاعبون بمحتويات الوثيقة لتشويه سمعة الحكومة، والحزب الجمهوري، بالذات في الأسابيع الستة الأخيرة، قبل انتخابات الكونجرس.

وبدا حدة الخلاف في الرأي بين الأمريكيين حول مكافحة الإرهاب والحرب في العراق واضحا مساء أمس في مقابلة أجرتها قناة "فوكس نيوز" المحافظة مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

ولم يستطع الرئيس السابق كلينتون السيطرة على غضبه عندما سأله مقدم برنامج إخباري عن عدم مطاردته لإسامة بن لادن بطريقة اشد قوة وصرامة أثناء حكمه، ووجه انتقادات قاسية للرئيس بوش لقراره باعتبار العراق أولوية في الحرب ضد الإرهاب كما هاجم مقدم البرنامج الإخباري بقناة فوكس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف