طهران تدعو الى تغيير في تركيبة الحكومة اللبنانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخميس: 2006.09.28
اسرائيل تعرقل الانسحاب من الجنوب وتهدد بالقوة في مواجهة انصار "حزب الله" ...
بيروت، طهران، دمشق، القدس المحتلة، نيويورك
تجنّب "حزب الله" التعليق المباشر على خطاب زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي دافع فيه عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، رافضاً الدعوة الى تغيير الحكومة، ومبدياً موقفاً متشدداً تجاه سياسة الحزب وحلفائه وسورية في لبنان. واقتصرت التعليقات على بيانات من بعض حلفاء الأخيرة والحزب ووسائل الاعلام التابعة لـ "حزب الله"، انتقدت مواقف الحريري.
وواكبت تصاعد الاستقطاب والاضطراب السياسيين في لبنان، مواقف لافتة للدول المعنية بالوضع الداخلي اللبناني، أبرزها من طهران التي قالت لـ "الحياة" مصادر سياسية قريبة من القرار فيها ان "الحكومة اللبنانية الحالية محكومة باجراء تغييرات في تركيبتها"، متوقعة زيارة قريبة (خلال 10 أيام) للسنيورة الى دمشق. وفي العاصمة السورية أبلغت "الحياة" مصادر مطلعة ان دمشق تريد أن يقتصر جدول اعمال زيارة السنيورة على "كسر الجليد وخطوات بناء الثقة من دون الدخول في تفاصيل تفجّر الزيارة قبل حصولها"، في حين يرى السنيورة بحث مجموعة من الخطوات تشمل بعض ما قرره مؤتمر الحوار الوطني".
كما ان اسرائيل عادت في هذا الخضم الى اعتماد اللغة العسكرية، اذ نقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس امس قوله في جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ان اسرائيل ستفرق تظاهرات مؤيدي "حزب الله" بالغاز المسيّل للدموع وإطلاق النار في الهواء، وبين أرجل المتظاهرين. وتابع حالوتس: "في حال لجأوا الى السلاح سنردّ في شكل مختلف".
على حاجز اسرائيلي في بلدة مروحين الحدودية اللبنانية. (رويترز)
وجاء هذا الموقف في وقت أكدت الأمم المتحدة تأخر انسحاب الجيش الاسرائيلي مما تبقى من مواقع يحتلها في جنوب لبنان، والذي كان يُفترض ان يكتمل قبل السبت المقبل. وطالب وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس بتحديد قواعد الاشتباك من جانب القوة الدولية في حال انتهك "حزب الله" وقف العمليات العسكرية. وأكدت الأمم المتحدة فشل الاجتماع الذي عقد أول من أمس برعاية قيادة قوات "يونيفيل" في حضور ممثلين عن الجيشين اللبناني والاسرائيلي، في التوصل الى تحديد موعد نهائي لانسحاب القوات الاسرائيلية.
أما الأوساط السياسية القريبة من القرار الايراني، فقالت لـ "الحياة" في طهران، ان تحالف "قوى 14 آذار" ينتظر تشكيل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري اعتقاداً منه بأن نتائج المحكمة ستضعف "حزب الله". ورأت ان حكومة السنيورة "تواجه فراغاً في ثلثها يجب ملؤه بالتشاور مع القوى المعارضة لتحالف قوى 14 آذار". واعتبرت ان "أحد العوامل المهمة في تعديل الحكومة هو زيارة السنيورة لدمشق".
وكان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قال أمس: "يُفترض الا يتوتر البعض عندما نقول ان الحكومة الحالية لم تنجح في نقل البلد الى مرحلة جديدة". واتهم "قوى 14 آذار" بأنهم "يريدون وصاية على لبنان عنوانها دولي ورأس حربتها أميركي، ويريدون الاستئثار بقرارات البلد".
من جهة أخرى ردّ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس على تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس توقعت فيها انقساماً بين حركة "أمل" و "حزب الله، واصفاً الرهان على انقسام كهذا بأنه "أضغاث أحلام". وأكد ان "أمل" والحزب أكثر تفاهماً وتحالفاً على أدق التفاصيل، وحرصهما على اخراج لبنان من مرحلة السلطة الى الدولة العادلة والقوية.
وردّ تلفزيون "المنار" الناطق باسم "حزب الله" على خطاب النائب الحريري بالقول ان "الفريق المهيمن على مقاليد السلطة الواصلة اليه عبر القرار الدولي الرقم 1559 لا يريد الاستماع الى مطالب حكومة وحدة وطنية لاشراك قوى لبنانية حقيقية في ادارة البلاد على رغم ان المطلب يقع في صلب اتفاق الطائف... ولهذا السبب يرتفع الصراخ وتوجّه الاتهامات وبعضها كليشيهات جاهزة لا تستحق الاشارة اليها".
بولتون وبراميرتز
وفي نيويورك، اجتمع امس سيرج براميرتز رئيس اللجنة الدولية للتحقيق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي وصف اللقاء بـ "البناء جداً". وقال: "تطرقنا الى جوانب عدة من التقرير (الذي سلمه براميرتز قبل يومين الى الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن عن سير التحقيق حتى الآن)، وكيف يمكن لنا أن ندعم التحقيق الدولي".
ويناقش المجلس غدا الجمعة التقرير، وهو الخامس الذي تقدمه اللجنة الدولية.
ورداً على سؤال عن نية واشنطن تحضير قرار دولي جديد حول نزع سلاح "حزب الله"، قال بولتون: "لم نتطرق عمداً الى موضوع نزع سلاح حزب الله عند صوغ القرار 1701، وهذا يعني اننا سنطرح الموضوع مجدداً في الوقت المناسب، وسنأتي لذلك لا محالة". وأكد السفير الأميركي أنه "من غير الممكن تطبيق القرار 1559 بالكامل من دون نزع سلاح حزب الله وانهاء هذه القوة المسلحة الخارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً".
المعلم
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد في تعليق على التقرير الاخير للجنة التحقيق الدولية ، أن سورية تعاونت "تعاوناً تاماً" مع براميرتز وهي "ملتزمة التعاون طالماً هو ملتزم المهنية". وقال المعلم في حوار مع محطة سورية الفضائية من نيويورك ان "السبب بسيط جداً، لأن لدينا مصلحة في كشف حقيقة هذه الجريمة باعتبار اننا كنا ابرز ضحاياها".
وتابع المعلم ان ما تشهده "العلاقات السورية - اللبنانية والذين ما زالوا يتاجرون بهذه الجريمة، خير دليل على ان سورية كانت من ضحايا هذه الجريمة"، مؤكداً انه "واثق ببراءة سورية". وزاد: "لا يوجد احد في الدنيا يعمل ضد مصلحته الا اذا كان غير عاقل". وفي شأن العلاقات بين لبنان وسورية، قال المعلم انا "للمرة الثالثة توجه دعوة للرئيس السنيورة لزيارة سورية، وآخر مرة كانت من أمير قطر واعلن عنها مباشرة". ورأى ان "هناك اطرافاً في لبنان، مهما قلت ومهما فعلت، تناصبوك العداء لأن جورها ذلك"، مؤكداً ان "المشكلات العالقة (بين البلدين) هي في نظر اللبنانيين، وفي الواقع لا توجد مشكلات (...) وأعتقد بأن كل عاقل يجب ان يعيد النظر في حساباته". واستدرك: "هناك فئة منهم لا أريد ان اسميها تراهن على الأجنبي، تحديداً على الاميركي والفرنسي، وهناك فئة أخرى لا تريد ان تخرج من دائرة الماضي، وفئة ثالثة تريد ان تبحث عن دور لها، لذلك هم يزايدون على بعضهم بعضاً في التهجم على سورية". وقال المعلم: "أعتقد بأنهم مخطئون في النهاية لم يبقَ للبنان أو لسورية الا ان تكون سورية ولبنان معاً. وقالت مصادر مطلعة في دمشق لـ "الحياة" أن سورية "تعتقد بأن هناك تحريضاً إعلامياً ضد القيادة السورية... وكل هذا يتطلب الجلوس والتنسيق".