شراء ايران راداراً أوكرانياً متطوراً قد يؤثر على قرار الحرب وسرعته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي - رياض قهوجي
يخشى بعض المراقبين من أن يؤدي قرار أوكرانيا بيع أنظمة رادار متطورة الى ايران الى تسريع قرار الحرب لدى بعض الأطراف المتشددة في كل من اسرائيل والولايات المتحدة. اذ كشفت مجلة "جينس الدفاعية" في عددها الأخير أن أوكرانيا باعت اخيرا نظام "كولشوغا" للانذار المبكر ورصد ومتابعة وتحليل الأهداف الجوية. ويحدث دخول هذا النظام الخدمة في ايران نقلة نوعية في أداء دفاعاتها الجوية وقدرتها، اذ سيمكنها من رصد الطائرات الأميركية منذ لحظة انطلاقها من على متن حاملات الطائرات في مياه الخليج العربي أو بعض القواعد في الخليج، ومتابعة تشكيلات وأسراب الطائرات وتحديد مسار كل تشكيل وأهدافه المحتملة وسرعة وصوله الى كل هدف، وابلاغ الدفاعات الأرضية المعنية للتعامل معها. ويستطيع هذا الرادار تحديد مواقع الطائرات عبر الغازات المنبعثة من محركاتها، ما يمكنه من كشف طائرات الشبح التي يصعب التقاطها على الرادارات التي تعتمد على الموجات الارتدادية لجسم الهدف لتحديد مكانه. كما أن هذا الرادار يستطيع تحديد نوعية الأسلحة على متن كل طائرة.
وبحسب خبراء غربيين، تحتاج ايران الى فترة زمنية لادخال هذا النظام في الخدمة وربطه بشبكة دفاعاتها وتدريب الطواقم على ادارته. ومن غير الواضح حتى الآن الفترة الزمنية التي ستحتاجها القوات الايرانية لادخال نظام "كولشوغا" في الخدمة الفعلية. اذ أن ذلك يتوقف على حجم وسرعة التدريب التي ستقدمهما الشركة الأوكرانية المصنعة للرادار الى القوات الايرانية. وتحتاج الجيوش النظامية عادة الى فترة سنتين لادخال نظام بهذا الحجم والتعقيد في الخدمة في بلد بحجم ايران. لكن، في حال استأجرت ايران خبراء روساً وأوكرانيين لتمرين الطواقم الايرانية والعمل معها في آن واحد على ربط وتشغيل هذه الرادارات ضمن شبكة الدفاع الجوي الشاملة، فان فترة ادخال هذا النظام في الخدمة الفعلية قد تتقلص بشكل كبير، وتصبح شهورا بدل سنتين.
ويعتقد بعض المحللين الغربيين بأن القيادة العسكرية الأميركية مطلعة بلا شك على عملية بيع الرادار الأوكراني الى طهران، وأنها لا بد أن قامت باجراء دراسة مفصلة عن مدى تأثير هذا الرادار على خططها الهجومية المحتملة على ايران. ويضيف هؤلاء أن هذا الرادار سيؤثر على ميزان القوى، وسيجعل الطائرات المغيرة على ايران، أميركية أو اسرائيلية، أكثر عرضة للاصابة بنيران الدفاعات الأرضية، ما سيزيد من نسبة الخسائر في صفوف المهاجمين. وعليه، يقول المحللون، ان القيادات العسكرية في كل من أميركا واسرائيل ستحاول الضغط على حكومتيهما لتحديد موقفهما النهائي من قرار الحرب، وستنصحهما، في حال قرار الحرب بأن تقدمان تاريخ شن الهجوم الجوي ليسبق ادخال الرادار الجديد الخدمة الفعلية في ايران. أما في حال تأخر قرار الحرب، فستضطر حينها الدولة المهاجمة أن تضع تدمير هذه الرادارات في قمة أولوياتها، وذلك عبر غارات بصواريخ جوالة أو ذكية من ارتفاعات عالية لا تصل اليها الدفاعات الأرضية أو عبر صواريخ "توماهوك" التي تطلقها الغواصات أو البارجات من مسافات بعيدة. الا أن هذا سيستهلك وقتا اضافيا ولا يحمل نتائج مضمونة، ما يعني أن الدولة المهاجمة عليها أن تدخل المعركة متوقعة خسائر كبيرة الى حد ما في قواتها الجوية، وهو أمر قد يؤثر في قرار دخول الحرب.