جسر على الدانوب.. ولكن من سيعبر؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدانوب نهر ملتو بين رومانيا وبلغاريا
تايس بابوت ـ اذاعة هولندا العالمية
البلدان اللذان سيتمتعان ابتداء من فاتح يناير بالعضوية في الاتحاد الأوروبي. تفصل المياه بلديْ البلقان هذين، عن بعض مسافة كيلومترات، دون أن يبدو في الأفق جسر ما. قد يكون هذا هو السبب في عدم التواصل بين رومانيا وبلغاريا. و ببناء جسر على نهر الدانوب، يتمنى الاتحاد الأوروبي أن ُينمّي شعور التضامن.
يحكي ldquo;زفيتان نايدينوف" البالغ من العمر 84 سنة - شاردا بنظره عبر ضفة الدانوب الرومانية- أنه عبر إلى الضفة الأخرى قبل ثلاثين عاما. " لا شيء شدني هناك، فالمكان يشبه تماما هذا المكان". تعتبر رومانيا - التي لا تبعد عن مدينة " فيدين" إلا أربعة مائة أمتار فقط - بالنسبة لمعظم سكان المدينة، أرضا مجهولة!
"بل ان العبّارة التي كانت تحمل المارة إلى الضفة الأخرى، توقفت عن عبور النهر في الآونة الأخيرة. ولا يقتصر عدم الرغبة في التواصل على سكان "فيدين" فقط، إذ ليس هناك إلا جسر واحد لاغير، يربط رومانيا وبلغاريا اللتين تشتركان معا في اقتسام حدود يصل طولها حوالي 500 كيلومترا.
أما الجسر الثاني الذي يجب أن يربط "فيدين" البلغارية و "كلاتاف" الرومانية، فظل مشروعا لسنوات طويلة، دون أن يوضع له العمود الأول في أساس البناء. ترجع أحد أسباب تأجيل بناء الجسر إلى عدم الاتفاق على تحديد المكان الذي يجب أن يبنى فيه. "الحقيقة أن رومانيا ليست متحمسة لبناء الجسر"، كما يقول الصحفي البلغاري الروماني "فلاديمير بريانو": "رغب الرئيس باسيسكو - الذي كان آنذاك وزيرا للمواصلات- في بناء جسر بالقرب من مدينة الميناء الرومانية " كونتستانزا". الآن يشكل جزء صغير فقط من أراضي رومانيا، تلك الطريق المنشودة.
يبدو الأمر الآن وكأنه سيصبح واقعا، سيما بفضل اهتمام الاتحاد الأوروبي بالموضوع، و دعمه المالي الذي يصل 70 مليون يورو. يقول فلاديمير بريانو:
"إن الجسر شكل حلا وسطا سياسيا. كان على بلغاريا و تحت ضغط من اللجنة الأوروبية، أن تغلق أربع مفاعلات نووية في "كوزلودوج"، و إلا فإن بقاءها سيتنافى مع المقاييس الأمنية الأوروبية. "لقد تكبّدت بلغاريا بسبب ذلك، خسائر مالية طائلة. و يعتبر الجسر الآن جزءا عن تعويض تلك الخسارة. يجب أن ينفخ الجسر حياة جديدة في منطقة من أفقر المناطق في بلغاريا".
يقول نيفينا كالخيفا، منسق مشروع "جسر الدانوب الثاني" في فيدين: "إن الجسر سيجذب إليه المستثمرين، وسيخلق فرصا للعمل". و يقول نايدينوف، مشيرا إلى سقوط الشيوعية في العام 1989: " رحلت الشركات و أغلقت المصانع". لقد انخفض عدد سكان فيدين للنصف في خلال الخمس عشر الأخيرة، وأصبح لا يتجاوز 35 ألف نسمة. إن الهجرة مشكلة تعاني منها كثير من المدن البلغارية. إذا لم تكن هناك فرصة للعمل، يشد البلغاريون الرحيل إلى صوفيا أو إلى الخارج.
" مرحبا بالجسر"، تصيح ديانا البالغة من العمر 31 سنة: " العمل المتوفر الآن في فيدين، يكون فقط من نصيب العاملين في الحانات أو في السفن، و لا عمل لذوي الشواهد العليا".
و يشك الصحفي بريانو في ما إذا كانت بلغاريا ستستفيد من بناء الجسر: "أخشى أن تكون للناس آمال كبيرة. ما جدوى الجسر إذا لم يكن هناك من يعبره؟".
يسود التفاؤل حاليا مدينة فيدين. تقول إحدى البائعات في محل للمواد الفخارية: "إذا بني الجسر قريبا، نستطيع بدون عناء، أن نعبر بمنتجاتنا إلى دول الاتحاد الأوروبي، إنه الجسر الذي يؤدي إلى أوروبا".