امتزاج الحزن والفرح لدى الحجاج العراقيين بعد إعدام صدام
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منى -أحمد ردة
تباينت ردود الأفعال لدى الحجاج العراقيين بمشعر منى صباح أمس، بعد إعلان نبأ إعدام الرئيس العراقي صدام حسين والذي تم في ساعة مبكرة من فجر يوم عيد الأضحى المبارك، ما بين مؤيد ومعارض فيما تحفظ آخرون، وإن كان معظم الحجاج العراقيين فضلوا أن يتموا نسكهم بخشوع وطمأنينة بعيدا عن التوترات السياسية والمشادات الكلامية إلا أن ذلك لم يمنع من حصول بعض منها حيث نشبت بعض الملاسنات المحدودة وفي نطاق ضيق جدا سيطر عليها القائمون على أحد مخيمات بعثة الحج العراقية بمنى التي يقيم فيها أكثر من 35 ألف حاج من مختلف مناطق وأقاليم العراق.
"الوطن" التقت عددا من الحجاج العراقيين حيث أعرب العديد منهم عن استنكارهم الشديد للتوقيت الذي تم فيه تنفيذ الحكم موافقا ليوم عيد الأضحى واعتبره بعضهم صفعة للعرب والمسلمين كون ذلك تم في يوم عيد من أعيادهم بغض النظر عن كون صدام قد ارتكب جرائم بحق مواطنيه وبحق الدول المجاورة. وأكد أحد الحجاج العراقيين (فضل عدم ذكر اسمه أو التقاط صور له ويعمل أستاذا مشاركاً بإحدى الجامعات العراقية) أن تلك مؤامرة وقحة من قبل الأمريكيين والحكومة العراقية المتواطئة مع جهات خارجية تسعى للاستهانة بمشاعر فئة معينة من المسلمين مشيرا إلى أن الوضع في العراق الآن يشهد تدهواً مستمراً منذ دخول القوات المحتلة ويسقط يوميا العشرات على أيدي مجهولين يعملون لصالح جهات أجنبية تسعى للسيطرة على زمام الأمور في العراق المثخن بجراحه.
وأبدى الحاج مرتضى عبد الملك استنكاره للتوقيت الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين مؤكدا أن ذلك يعد استفزازا حقيقيا لمشاعر المسلمين دبرته أمريكا وبعض الجهات التي تسعى لزعزعة أمن العراق وتشتيته إلى أقاليم متناحرة. وشدد الحاج جواد الخالد على أن ما يتعرض له العراق حاليا يأتي بمباركة ورعاية من قوى لها أطماع توسعية بالعراق مشيرا إلى أن ما يحدث من تصفية طائفية عقائدية أمر يدفع ثمنه أبناء العراق و تنتهك فيه حرماتهم حيث يختطف يوميا العشرات من السنة ويبادون بدم بارد.
وأضاف أن تزايد الدعم الخارجي وما أسماه بالمد التوسعي المذهبي الذي تموله وترعاه جهات خارجية معروفة بات يشكل خطراً حقيقياً على العراقيين داعيا إلى أن تكون هناك مبادرة عربية لوقف مثل ذلك التدخل السافر في شؤون العراق وعدم إعطاء صلاحيات ونفوذ واسع لفئة دون أخرى.. واستغرب الحاج محمود المحلاوي موقف جامعة الدول العربية وردة فعلها التي بدت بطيئة ومتخاذلة مشيرا إلى أن صدام صدر بحقه حكم الإعدام إثر محاكمته في قضية الدجيل بعد تعرض موكبه في ذلك الوقت لمحاولة اعتداء استهدفت حياة الرئيس الراحل شخصيا. وفي المقابل أبدى حجاج عراقيون آخرون ارتياحا لدى تلقيهم خبر تنفيذ الإعدام عبر وسائل الإعلام التي حرصوا على متابعتها خلال الأيام الماضية بالرغم من انهماكهم في أداء مناسك الحج وسط الترتيبات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السعودية بتميز هذا العام واسترجع الحاج علي أحمد الشمري ذكرياته المؤلمة مع نظام صدام حسين حيث سبق أن أصدر بحقه حكما بالإعدام في عام 1981م ثم خفف الحكم للسجن المؤبد ليقضي فترة 13عاما في السجن وبعدها استطاع أن يهرب لخارج العراق في عام 1994م (مشردا على حد قوله) بين عدة دول عربية وأوروبية،مضيفا: لقد جعل صدام من العراقيين رمزا للعنف وجعلنا شعبا منبوذا ومحاطا بنظرات الفضول والتعجب فحين يعرف أحد أنني عراقي وخصوصا عندما كنت أقيم في ألمانيا كان أول ما يبادرونني به عندما أخبر أحدا بجنسيتي هو سؤالهم هل شاركت في الحروب التي خاضها صدام مع جيرانه؟
الحاج حسن سالم جودة الكوفي هو الآخر ذكر تجربة مؤلمة حين اقتحم ما كان يعرف (بفدائيي صدام) منزل والده عشية أحد أيام فصل الشتاء عام 1983م حين كان يبلغ من العمر 13 عاما آنذاك واقتادوا والده لجهة غير معلومة وبعدها لم يروه ثانية إلا من خطاب وصلهم بعد عدة أشهر يفيد بأن والدهم قد نفذ فيه حكم الإعدام ولم يتسلموا جثته أو يعرفوا عن مكان دفنه شيئاً مطلقا. وألمح حاج آخر يدعى علي الحيدري إلى أن العيد كان مزدوجا يوم أمس فعيد الأضحى وافق عيد (إعدام صدام) الذي يعتبر نصرا للمظلومين الذين انتهكوا وارتكبت فيهم أبشع المجازر خلال العهد البائد.
أحمد العلياوي ويعمل إعلاميا أوضح أن الدول المجاورة للعراق يجب أن تلعب دورا في سبيل استقرار الوضع في العراق وحفظ أمنه بمشاركة الحكومة العراقية المنتخبة بعيدا عن التشنجات والتعصبات الطائفية التي يحاول الاحتلال إذكاءها بين طوائف شعب العراق والتي لا تصب في صالح أحد وعن لحظة تلقيه نبأ تنفيذ الإعدام في صدام حسين قال العلياوي:توقعت ذلك بالرغم من التوقيت الذي تم اختيار تنفيذ الحكم فيه بحق صدام واثنين من معاونيه غير أنني كنت أحسب أن يتم ذلك على الملأ وفي (ساحة الخلاني) بوسط بغداد مشيرا إلى أن صدام (تجنى) على شعبه وأمته بحماقات لا تغتفر ولقي جزاءه .. ويقول المثل العراقي الشهير:(اللي يزرع هوا باشر يجني ريح) و في المقابل أبدى حجاج آخرون تحفظهم على حكم الإعدام الذي صدر ونفذ في وقت قياسي غير أنهم شددوا على أن العراق لا يهمه بالدرجة الأولى إعدام رئيس أو بقاء آخر بقدر ما يهمهم ترسيخ الأمن والأمان في العراق الذي يشهد صراعات دموية وردد كل من الحاج جميل السلطاني الذي قدم ووالدته المسنة حبيبة المحبوبة:(نريد الأمن.. نريد الأمن).
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف