جريدة الجرائد

موسى العائد قريباً فوجئ بمبادرة بري والأكثرية تبلغت عناوينها من السفير الفرنسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أليو - ماري تشدد على عقد مؤتمر "باريس - 3" لدعم لبنان ...


بيروت - محمد شقير


يحل اليوم العام الجديد من دون ان تلوح في الأفق أي بوادر انفراج في الوضع السياسي المتأزم في لبنان، وفي ظل تصاعد الحملات وتبادل الاتهامات بين الأكثرية والمعارضة، رغم الحديث عن استعداد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإطلاق مبادرة يمكن ان يعلنها في مؤتمر صحافي يعقده في نهاية عطلة الأعياد، يتطلع إليها كإحدى المحاولات لإيجاد مخرج من اجل تفادي دخول البلد في المجهول.

ومع ان بري لم يفصح عن العناوين الرئيسة التي ستحملها مبادرته وأن ما تسرب عنها يبقى في حدود رغبته في تشكيل حكومة اقطاب من عشرة وزراء، أو من ينوب عنهم، تأخذ على عاتقها طرح كل الملفات على مجلس الوزراء، وفي مقدمها مشروع تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فإن التوقيت الذي اختاره بري للإفراج عن العناوين الرئيسة لمبادرته يأتي على عتبة استعداد الأكثرية من خلال الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في اليومين المقبلين، برئاسة فؤاد السنيورة، من أجل إقرار الورقة اللبنانية الى مؤتمر "باريس - 3" لتأمين الدعم المالي والاقتصادي للبنان.

ويفترض أن يمهد السنيورة لجلسة مجلس الوزراء بمؤتمر صحافي يعقده غداً في السرايا الحكومي، يتحدث فيه عن ابرز العناوين التي ستتضمنها المسودة اللبنانية الى المؤتمر تمهيداً لإقرارها في جلسة المجلس هذا الأسبوع، والتي سيدرج على جدول أعمالها صرف مكافأة راتب شهر للعسكريين، لجهودهم في ضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في البلد.

في موازاة ذلك، بدأت المعارضة تتحضر للاجتماع الذي ستعقده قياداتها قريباً للتداول في الخطوات التي ستلجأ إليها لتزخيم الاعتصام في قلب بيروت، من خلال بلورة خطة للتحرك تناقشها اللجنة التحضيرية المنبثقة عنها.

لكن دخول الأكثرية والمعارضة في مبارزة سياسية وإعلامية، يتخللها تبادل الحشود لتوفير الدعم لخطوة تحركهما المقبل، يطرح سؤالاً عن مدى قدرة الرئيس بري على تسجيل اختراق عبر إطلاقه مبادرة من شأنها ان تعيد الاعتبار للحوار المنقطع منذ اسابيع بين طرفي الصراع.

فرئيس المجلس يعتقد بأن الدافع لإطلاق مبادرته يكمن في قطع الطريق على بعض القيادات في المعارضة (الوزير السابق سليمان فرنجية) ممن سارعوا قبل ان ينهي موسى جولته الثانية في بيروت، الى نعي مبادرته والتهديد باحتمال اندلاع الحرب في لبنان. علماً ان بري يحاول ان يوحي من خلال زواره بأن مبادرته لا تشكل تطويقاً للمبادرة التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أو التفافاً عليها، خصوصاً أن الأخير يستعد للعودة الى بيروت، وأن موعد مجيئه سيتحدد في اليومين المقبلين.

ولا يستطيع بري، بحسب زواره، الوقوف مكتوف اليدين وهو يشهد البلد يتجه أكثر فأكثر صوب المجهول الذي لن يكون فيه غالب أو مغلوب بمقدار ما سينكسر فوق رؤوس الجميع. لكن مبادرته طرحت مجموعة من التساؤلات لدى الأكثرية، بدءاً بالسنيورة مروراً برئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري ورئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط، بذريعة انهم أعلموا بها بواسطة السفير الفرنسي في بيروت برنار ايمييه بدلاً من ان يبادر رئيس البرلمان الى طرح عناوينها بالتالي فتح الباب امام التشاور في شأنها.

وإذ أكد بري، كما يقول زواره، انه ليس في وارد تجاهل الأكثرية وإنما آثر التشاور في بعض افكار المبادرة مع السفيرين الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه، مستغرباً أن تبادر الأكثرية الى قصف مبادرته، قاصداً من وراء كلامه جنبلاط، شدد في المقابل على انه يأخذ عليها الحكم على المبادرة قبل ان تسأله عن مضمونها.

وفيما لاحظت مصادر نيابية أن السفيرين الأميركي والفرنسي استمعا الى الأفكار التي عرضها عليهما رئيس المجلس، وسارعا الى سؤاله عن مصير المبادرة التي ما يزال موسى يتحرك لتسويقها، والتي تحظى بتأييد عربي ودولي وأكد بدوره دعمه إياها، فإن مصادر وزارية تحدثت الى "الحياة" في ضوء الاتصالات التي أُجريت اخيراً بين بري والسنيورة وعدد من الوزراء وبين موسى، مؤكدة ان الأخير لم يعرف الأسباب الدافعة لإطلاق مبادرة بينما يصر هو على متابعة جهوده، رافضاً حتى إشعار آخر الاستقالة من المهمة التي أوكلت إليه من جامعة الدول العربية.


أليو - ماري

الى ذلك، عقدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري التي تزور لبنان لتمضية عيد رأس السنة مع جنود بلادها العاملين في إطار "يونيفيل" في جنوب لبنان، لقاءين مع الرئيس السنيورة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر. وأكدت ان مؤتمر "باريس - 3" سيعقد. وقالت: "لا يمكن معالجة أزمة حكومية بأن نضيف إليها أزمة اقتصادية واجتماعية، لذا يجب بذل جهد متواز في مصلحة جميع اللبنانيين".

وعما يقوله النائب ميشال عون من ان الرئيس جاك شيراك يتصرف في لبنان انطلاقاً من وجهة نظر النائب سعد الحريري، قالت الوزيرة: "لن أعلق على ما يقوله الجنرال عون، لكنني أؤكد ان فرنسا والرئيس شيراك والحكومة الفرنسية ليس لديهم أي هدف ورغبة إلا مساعدة اللبنانيين ولبنان. نحن نرى ان هناك حكومة شرعية ناتجة عن انتخابات، لذا يبدو طبيعياً ان نساعد هذه الحكومة بكل ما هو متاح، من أجل إعمار البلد مع احترام كامل للسياسة الداخلية للبنان". وأوضحت ان عديد "يونيفيل" بلغ 11700 جندي وهو "عدد كاف"، مشيدة بأداء الجيش اللبناني، ومعلنة توجه فرنسا الى تقديم مساعدات له.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف