جريدة الجرائد

«اللي اختشوا».. مازالوا أحياء!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء02 يناير2007

فؤاد الهاشم

لأن الرحمة تجوز على الحي والميت، فقد ترحمت على "صدام حسين" -يوم أمس- لسبب واحد لاغير وهو "حسنته الوحيدة" التي أفادنا بها حين طرد أكثر من أربعمائة ألف فلسطيني من الكويت لم تكن عفاريت الأرض- وشيطانيها- قاطبة قادرة على إخراجهم منها! ومع ذلك فقد هتفوا له في شهور الغزو وبعد التحرير وقبل اعتقاله في الحفرة وبعد إعدامه على.. المشنقة!! الفلسطينيون بحاجة إلى أطباء نفسيين واخصائيين اجتماعيين لدراسة عقولهم، أراضيهم محتلة ويؤيدون احتلال أراضي الغير! يعانون من البطش الإسرائيلي ويفرحون لبطش صدام حسين بالكويتيين والعراقيين والإيرانيين! الكويتيون قدموا لهم الدعم وأطعموهم من جوع وآمنوهم من خوف فهتفوا لمن قتلهم!! اللبنانيون أحاطوهم بالحب والدعم والرعاية وفتحوا الحدود لهم والقتال معهم وتدمرت بلادهم بسبب ذلك فلم يحصلوا إلا على الجحود.. والنكران وكذلك فعل الأردنيون فدمرت عاصمتهم "عمان" فوق رؤوسهم في .. أيلول 1970!! الإيرانيون- وجمهوريتهم الإسلامية- وقفوا معهم وآخر منحة أعطيت لهم - بعد زيارة "إسماعيل هنية" رئيس الوزراء "الحماسي"- بلغت 250 مليون دولار فأصدروا بيانا- يوم أمس الأول -قالوا فيه إن "إعدام صدام حسين مؤامرة دبرها الأمريكيون والإيرانيون والشيعة والإسرائيليون"!! هكذا أصبح "أحمدي نجاد" - في نظرهم- مثل "إيهود أولمرت" وجورج بوش وصار الشيعة- في قياسهم - كاليهود وجنود المارينز في العراق!! الفلسطينيون- في حركتي فتح وحماس- اختلفوا في كل شيء واتفقوا على صدام حسين وتأييده حيا و.. ميتا!! الرئيس الفلسطيني "أبومازن" أعلن اعتذاره للكويتيين في مطار الكويت قبل أكثر من سنة، ثم عاد ولحس "استفراغه" هذا، بذلك البيان الذي أصدرته حركة "إغلاق" المسماه- كذبا- بـ"فتح"!!

---

...كثيرون "تفلسفوا" حول إعدام "صدام حسين" وقالوا إن موته أضاع "فرصة تاريخية" لجبال من المعلومات حول علاقة المقبور بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب.. عموما وبأن واشنطن لم تترك له فرصة ليتحدث عن.. ذلك؟! نقول لهؤلاء إن "صدام حسين" ما كان ليستطيع أن يفتح فمه بكلمة واحدة من "جبل الأسرار" هذا لأنه- إن فعل ذلك- سيكشف نفسه لكل هؤلاء الرعاع- المغرر بهم- في الأردن وفلسطين واليمن وتونس وموريتانيا والسودان وحتى الهند والسند وبلاد تركب الأفيال، لأن معنى ذلك أنه سيكشف لهم عن "عمالته للغرب" وبأنه ليس "بطلا يحارب الصهاينة والنصارى وأعداء العروبة والإسلام" فآثر أن يصمت -بإرادته- حتى يستمر في خداعهم ميتا بعد أن ضحك على ذقونهم - وعقولهم- حيا!!

---

رئاسة- ما يسمى- بالمجلس التشريعي الفلسطيني- أصدرت بيانا آخر لا يقل سفالة وخسة ونذالة عن بيان "والدتهم- حماس" قالوا فيه.. "إن إعدام صدام حسين اغتيال وجريمة.. بشعة"!! المعارك الأخيرة التي دارت بين عناصر حركتي "حماس" و"فتح" تسببت في مقتل 40 فلسطينيا وجرح مائة!! فلسطيني يقتل فلسطينيا.. "ليس اغتيالا ولا جريمة بشعة" أما إعدام صدام الذي قتل الملايين من العراقيين والإيرانيين والمئات من الكويتيين فهو "اغتيال وجريمة بشعة" صحيح "اللي اختشوا... ماتوا" لكن هؤلاء مازالوا أحياء!!.

---

على كل مواطن كويتي تبرع بدينار واحد فقط لحركة "حماس" و"فتح" أن يتوضأ ويصلي ويستغفر ربه على هذه الخطيئة ويتوقف فورا عن الدعاء لهم بل بالدعاء.. عليهم أن يزيدهم خزيا في الدنيا وعذابا في.. الآخرة!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف