برزان والبندر كتبا وصيتيهما ونقلا ليُعدما مع صدام لكن الحكم لم ينفذ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق عزيز وطه رمضان بكياه طويلاً ... وليبيا أقامت له نصباً الى جانب عمر المختار ...
عمّان - نبيل غيشان
كشفت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومساعديه، أن القوات الأميركية نقلت رئيس الاستخبارات العراقية السابق برزان إبراهيم الحسن، ورئيس المحكمة الثورية في عهده عواد البندر من أماكن اعتقالهما الى مكان آخر فجر يوم إعدام صدام لشنقهما معه "إلا أن شيئاً ما أوقف التنفيذ". وقال أحد المحامين إن نائب رئيس مجلس الوزراء ونائب الرئيس السابقين، طارق عزيز وطه ياسين رمضان، بكيا طويلاً، حزناً عليه.
وأكدت الهيئة أنها طلبت من محكمة أميركية "وقف تسليمهما" الىالعراقيين الى حين البت في دعاوى قدمها عضو الهيئة المحامي الاردني عصام الغزاوي الى المحكمة ذاتها "لمنع إعدام موكليه"، فيما دعت واشنطن حكومة نوري المالكي الى "التصرف بالطريقة المناسبة" خلال تنفيذ الحكم، مؤكدة أن الرئيس جورج بوش لم يشاهد شريط إعدام صدام ولا يرغب في مشاهدته.
في غضون ذلك أقدم متظاهرون في البصرة على شنق دمية تمثل الرئيس العراقي السابق، فيما استمرت الاحتجاجات على إعدامه في سائر أنحاء العالمين العربي والاسلامي، وأقيم في ليبيا تمثال له وحبل المشنقة في رقبته. واعتبر رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز بلخادم إعدامه "إهانة للعرب والمسلمين".
وقال المحامي عصام الغزاوي لـ "الحياة": "سلمنا طلب وقف تنفيذ حكم الإعدام ببرزان والبندر الى محكمة أميركية في واشنطن عبر محام اميركي لاستصدار قرار قضائي عاجل بوقف تسليمهما الى الحكومة العراقية". وأكد انه والمحامية بشرى الخليل قاما بزيارة قصيرة لبغداد الاربعاء الماضي، مصطحبين معهما المحامي الايطالي جيوفاني ديستافينو للقاء برزان والبندر. وأضاف انه التقى في السجن رمضان وطارق عزيز، وحصل على وكالات قانونية عامة للدفاع عنهما.
وزاد ان القوات الاميركية "نقلت برزان والبندر من أماكن اعتقالهما السابقة الى مكان آخر فجر يوم إعدام صدام حسين لإعدامهما معه إلا أن شيئاً ما أوقف تنفيذ الحكم". وقال انه وطاقم الدفاع "يدرسون الخيارات القانونية المتاحة"، وإنهم "في اجتماعات دائمة"، بعد عودته من بغداد أمس.
ونقل عن برزان وصفه ليلة إعدام صدام فقال: "بعد ان سهرنا حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً كالعادة، واطفئت الأنوار، أيقظني الحرس الساعة الواحدة فجر يوم عيد الاضحى ونقلوني مع البندر من مكان اعتقالنا الى مكان يبعد نحو مئة متر في المعسكر. ثم أبلغونا ان حكم الاعدام سينفذ بحقنا في السادسة فجراً. وطلب منا الاميركيون أن يكتب كل منا وصيته ففعلنا، ولكن بعد صلاة الفجر أخذتنا الغفوة فنمنا ولم نستيقظ إلا الساعة الثامنة والنصف صباحا". فأدرك ان "الأميركيين لن يعدموه كما قالوا".
وأوضح الغزاوي ان القوات الأميركية ما زالت تحتجز برزان والبندر، بعيدا عن باقي رفاقهما في انتظار اعدامهما. واشار الى ان برزان كان يعرف بتنفيذ حكم الاعدام بأخيه صدام وان أحدهم أبلغه برباطة جأشه وصلابته. وزاد أنه علق على حكم الاعدام بقوله: "في هذا الزمن يقتل الشريف وتسود الفئة الباغية، خدمة للمصالح الاميركية في المنطقة".
وقال الغزاوي إن الاميركيين في اليوم السابق لإعدام صدام "نقلوا برزان وشقيقيه سبعاوي ووطبان الى الغرفة المحتجز فيها، مثلما جرت العادة في كل نهاية شهر، لكنهم لم يكونوا يعلمون بأن حكم الاعدام بأخيهم في اليوم التالي". وتابع انه لم يتمكن من التحدث براحة مع رمضان "لأن نوبة بكاء شديد أخذته، بعدها لم أتحدث معه طوال الساعة وبقيت صامتا ولكنني حصلت على وكالة عامة منه". واكد "ان طارق عزيز كان يعرف تفاصيل عملية استشهاد صدام". واضاف أنه، هو الآخر "بكى طويلاً" ولم يقطع بكاءه سوى قوله: "الآن أصبح وجودي وموتي سيان. كنت أريد الخروج من السجن لأتحدث عن انجازات الشهيد للعراق وللعراقيين".
وحذر الغزاوي من خطورة الاوضاع الصحية التي يعاني منها موكله، وقال انه "استمر في السعال الشديد وبصوت عال، وانخفض وزنه كثيراً وزادت عليه علامات الهرم بصورة خطيرة".
واضاف أنه "كان يعود أثناء حديثه الى تذكر صدام والبكاء عليه، واصفا إياه بالرجل العظيم الذي لم يكن يفكر إلا في مصلحة قومه، وانا فخور بالعمل معه طوال هذه السنين".
من جهة أخرى، دعت واشنطن أمس الحكومة العراقية الى التصرف "بالطريقة المناسبة" في عملية تنفيذ الإعدام ببرزان والبندر، بعد الجدل الذي اثارته عملية شنق صدام. وقال الناطق باسم البيت الابيض توني فراتو: "نتوقع من المسؤولين العراقيين ان يتولوا العمل بالطريقة المناسبة. لا أعتقد ان هناك ما يمكن اضافته".
وذكر نواب عراقيون ان برزان والبندر سيعدمان فجر الاحد المقبل.
وقال مسؤول مقرب من رئيس الحكومة نوري المالكي ان "العملية كانت مقررة اليوم (أمس) لكنها ارجئت نظراً للضغوط الدولية والعربية التي اثارها" تسريب شريط يصور عملية إعدام صدام.
ورداً على سؤال عما اذا كان الرئيس الاميركي جورج بوش شاهد او ينوي مشاهدة الشريط المصور عن اعدام صدام، قال فراتو "لا"، مشيراً الى ان بوش لم يشاهده ولا يجد حاجة الى ذلك.