الربيعي: صدام لم يتعرض للإهانة خلال إعدامه.. وشعرت بالاعتزاز لما حدث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكتب المالكي يدافع عن طريقة تنفيذ الحكم.. ويعلن اعتقال حارس بشبهة تصوير "فيديو الجوال"
بغداد ـ واشنطن: جيمس غلانز، جون بيرنز وشيريل غاي ستولبيرغ *لندن: "الشرق الأوسط"
دافع مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أول من امس لأول مرة علنا عن الطريقة التي نفذت بها الحكومة اعدام صدام حسين، وقال ان السلطات العراقية اعتقلت حارسا تعتقد انه متورط في تسجيل المشهد بكاميرا هاتف جوال بطريقة مرعبة وغير مرخص بها اثارت ردود افعال في مختلف أنحاء العالم.
وفي محاولتهم التخفيف من تأثير شريط الفيديو سعى المسؤولون العراقيون الى تحدي الانطباع الذي نقله من ان صدام حسين، على الرغم من كل الجرائم الوحشية، كان قد تصرف بطريقة أكثر لياقة في لحظاته الأخيرة من تصرف جلاديه السفاحين على ما يبدو. وقال صادق الركابي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان حاضرا في عملية التنفيذ ان "عملية الاعدام جرى تضليلها لأغراض سياسية. فما حدث ليس اهانة أو حطا للقدر". وأكد مكتب المالكي انه حتى ساعات صدام الأخيرة سعت السفارة الأميركية الى تأجيل تنفيذ الاعدام الى فترة أطول بما يكفي لتفادي وقوعه في عطلة اسلامية وحل بعض القضايا القانونية المتبقية. وقالت مريم الريس، المستشارة القانونية لرئيس الوزراء، ان "الأميركيين أرادوا تأجيل التنفيذ". وأضافت ان قرار المضي بالعملية كان "انتصارا للحكومة العراقية".
وقالت الريس ان رئيس الوزراء كان قد قرر ان بدء العام الجديد وصدام ميت يفوق كل الاعتبارات بما في ذلك نصيحة السفارة الاميركية، واعتبرت الاطار الزمني معقولا. وقالت انه "لم يكن هناك استعجال".
وأثار اعتقال الحكومة العراقية احد الحراس بعض الشكوك، حيث اشار بعض المسؤولين العراقيين الى ان العراق يسعى الى كبش فداء من مستوى ادنى لالقاء اللوم عليه في مشهد الاذلال والموت الذي تكشف عنه الصور. ورفض الركابي ان يذكر اسم الحارس الذي اعتقل واكتفى بالقول انه اعتقل في بغداد بعد ان حدد تحقيق انه صور شريط الفيديو بكاميرا هاتف محمول.
لكن منقذ الفرعون، الذي كان مدعيا عاما في محاكمة صدام حسين وكان حاضرا في عملية التنفيذ، قال علنا ان اثنين من 14 مسؤولا وممثلين عن المحكمة نقلوا بطائرات هليكوبتر اميركية ليشهدوا التنفيذ هما اللذان صورا الحدث بالجوال. وعندما سئل عن تصريحات الفرعون، قال الركابي "ليست لدي هذه المعلومات".
وأول من امس استشهدت "نيويورك تايمز"، على نحو خاطئ، بالفرعون وهو يقول ان واحدا من المسؤولين اللذين شاهدهما يحملان هاتفا جوالا خلال التنفيذ كان موفق الربيعي، مستشار الامن الوطني. وقال الربيعي في اتصال هاتفي معه في لندن انه سوية مع كل المسؤولين العراقيين الذين نقلوا بهليكوبتر أميركية الى المبنى الذي نفذ فيه الاعدام جرى تفتيشهم في المنطقة الخضراء وان هاتفه المحمول بل ومفاتيحه اخذت منه. وقال "لم يكن معي هاتف جوال في غرفة الاعدام". واوضح الربيعي، في مزيد من اضعاف لما قيل بوجود حارس واحد هو الذي سجل الاعدام، انه "شاهد شخصين او ثلاثة" آخرين في الوفد الرسمي يحملون هواتف جوالة. واشار الى انه ربما كانوا من ضمن المسؤولين الذين وصلوا بالسيارة الى "كامب جستيس" وهو المعسكر الاميركي في الكاظمية شمال بغداد حيث تم تنفيذ حكم الاعدام. وقد اثار الفشل في محاسبة عدد اكبر من كبار المسؤولين الشكوك بين بعض العراقيين. وذكر مسؤول عراقي كبير "يريدون تحميل الحارس المسؤولية". وقال الربيعي لشبكة "سي ان ان" انه من المحتمل وجود اثنين آخرين بين الحرس يمكن ارتباطهما بالقضية.
وقال الركابي، وهو مستشار رئيس الوزراء السياسي، ان الحكومة رفضت كل الانتقادات المتعلقة بالاعدام، بما في ذلك ما حدث عندما صاح واحد من الحرس "مقتدى مقتدى مقتدى" خلال وقوف صدام حسين فوق باب الحفرة. في اشارة الى مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الراديكالي الذي يقود جيش المهدي. واوضح الركابي أن ذكر اسم مقتدى الصدر جاء في نهاية الشهادة التي رددها بصوت عال كل من الحراس وصدام، مشيرا الى ان الحراس من الجنوب الشيعي حيث يتمتع مقتدى الصدر بشعبية، وينتهي الدعاء في تلك المنطقة بذكر اسم مقتدى، على حد قوله. وأضاف "اذا ما ذهبت الى أي مسجد في كربلاء او النجف ستسمعهم يرددون اسمه مثلما حدث. هذه هي عادتهم".
وفي ما بدا كتناقض مع موقف الحكومة، قال الربيعي لـ "نيويورك تايمز" انه يخجل مما حدث خلال الاعدام، ووصف الامر بأنه "غير مقبول ويثير الاشمئزاز". وأضاف "لم يكن تصرفا ناضجا، وهو التصرف الخطأ، ولم يكن من المفروض حدوثه. ولكن لا يجب ان يبعد اذهان الناس عن الجرائم التي ادين بها صدام حسين بالموت". ولم يتضح ماذا كان يقصده الربيعي الذي نقلت اليه وكالة الصحافة الفرنسية نفيه في تصريحات لشبكة "سي إن إن" ان تكون وجهت "اهانات" الى صدام اثناء عملية اعدامه التي تخللتها "اخطاء" حسب قوله. وتساءل "اين هي الاهانة؟ صرخات الحاضرين؟ كانوا يؤدون الصلاة". وأضاف ان البعض من الحضور "ذكر في النهاية اسم مقتدى وقد رد (صدام حسين) عليهم. لا ارى اين هي الاهانة".
وتابع الربيعي "عندما غادرت المكان شعرت بالاعتزاز بما حدث. لقد تم القيام بكل شيء وفقا للقواعد. لكن مع الفيديو، هناك اخطاء ارتكبت يجب اخذ ذلك في الاعتبار كما يجب علينا ان نتحرك بها الخصوص". وحول ما تردد عن قيام بعض الحاضرين بالرقص حول المشنوق، قال "انه احد تقاليد العراقيين. فهم يرقصون حول الجثة تعبيرا عن مشاعرهم فاين المشكلة في ذلك؟".
وفي واشنطن رفض البيت الابيض انتقاد طريقة الاعدام حتى بعدما اثار مسؤولون في وزارة الخارجية وقيادات عسكرية في بغداد تساؤلات حول توقيت التنفيذ واسلوب الاذلال الذي استخدمه الحراس. وذكر المتحدثون باسم الرئيس بوش ان الرئيس لم يشاهد فيديو الاعدام، كما رفض بوش الاجابة على اسئلة حول الموضوع. وكان الرئيس قد توجه الى حديقة الورود في البيت الابيض مع وزرائه للحديث عن توازن الميزانية، وأدار ظهره وابتعد عندما سأله واحد من الصحافيين عما اذا كان يعتقد ان الاعدام تم بطريقة مناسبة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان الكثير من التركيز انصب على "آخر دقيقتين" من حياة صدام، وليس على الـ69 سنة الماضية.
ومع استعداد بوش لالقاء خطاب هام، ربما في الاسبوع المقبل، يحدد فيه استراتيجية جديدة في العراق، فإن طريقة اعدام صدام وضعت البيت الابيض في موقف صعب. وكان الرئيس قد اعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ان المالكي "الرجل المناسب في العراق".
* شارك في اعداد هذا التقرير كل من مارك سانتورا وسابرينا تافرنايس وخالد حسان وخالد الانصاري وعلي اديب من بغداد وديفيد ستاوت من واشنطن.
نيويورك تايمز