دكتوراه في... التكفير!!

6 يناير 2007

فؤاد الهاشم

.. من أطرف مواضيع رسائل الدكتوراه التي نوقشت في مصر خلال السنوات العشر الاخيرة تلك التي تقدم بها احد الدارسين في كلية اصول الدين التابعة لجامعة الازهر والتي خصصها لـ.. تكفير عدد من الاموات الذين رحلوا عن دنيانا منذ سنوات وآخرين مازالوا.. ينتظرون!! صاحب الرسالة أفتى بتكفير صاحبه ومؤسسة مجلة روز- اليوسف القاهرية السيدة الراحلة "فاطمة اليوسف" مرورا بولدها الكاتب الشهير "إحسان عبدالقدوس"، والكاتب الكبير "محمد التابعي" و"محمد حسنين هيكل"، والمرحوم "احمد بهاء الدين" والمرحوم "عباس العقاد"، و"صلاح عبدالصبور" و"محمود السعدني" و"صلاح جاهين" و"فتحي غانم"، و"صلاح حافظ" و"كامل زهيري" و.. غيرهم كثير!! ويبرر الباحث في أطروحته "الخرطي" ان.. "مجلة روز -اليوسف قد روجت للفرعونية والفراعنة الكفار وهو ما يخالف الشريعة، كما ان صاحبة المجلة خرجت الى العمل فخالفت سنة الله في خلقه"!! المصيبة الكبرى ان اللجنة التي تناقش رسالته أيدته فيما ذهب اليه بخصوص "الفرعونية" وقالت ان.. "تاريخ مصر يبدأ -فقط -مع الحقبة الاسلامية ولا داعي لذكر ما سبقها"!! هذا الطرح يذكرنا بما فعلته حركة "طالبان" "الافغانية المقبورة حين قرر زعيمها -بطل الهروب على الدراجات النارية- ان يدمر تماثيل "بوذا" في مدينة "بانيان" التاريخية والتي بنيت منذ حوالي 1450 عاما،ً اي قبل ظهور الاسلام وبقيت في مكانها طوال تلك العقود دون ان يمسها قادة جيوش المسلمين الذين مروا على تلك الارض، بل تركوها كما هي لتكون شاهداً على تاريخ مضى، ولم يقولوا.. "لنهدمها وليبدأ تاريخ افغانستان بظهور الاسلام.. فقط"!! وتبقى المصيبة اعظم من ذلك، حين يقوم هذا الباحث "الفلتة" بتدريس آلاف الطلبة افكاره التعيسة هذه بعد ان حصل على.. الدكتوراه في.. "تكفير الاحياء والاموات وشطب التاريخ بـ.. أستيكة"!!