قادة أميركيون يتهمون سلام الزوبعي بحماية «المتمردين» و«المسلحين»
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد - عصام فاهم
كشفت مصادر عسكرية اميركية في بغداد ان سلام الزوبعي، نائب رئيس الوزراء العراقي متورط في عدد من عمليات حماية المسلحين المتمردين من العرب السنة.
وروت المصادر التي تحدثت لـ "الراي" كيف تدخل لحماية مالك سيارة، وجدت سيارته في احد الاحياء السنية، وفي داخلها وثائق تشير الى تنفيذها هجمات مسلحة.
وقال الميجور وليام فورهايس، قائد وحدة التدريب الاميركية في مكان الحادث ان "السيارة التي عثر عليها كانت مثقبة بالطلقات النارية وتحمل لوحة مزيفة، وفي جوف صندوقها كانت هناك طلقات قناص غير مستعملة وانذار الى عائلة شيعية تخبرهم للتخلي عن بيتهم: وخلاف ذلك ستقطع رؤوسكم".
ويضيف فورهايس ان "تلك اللحظة غلفت مهمته بالاحباط المتزايد ازاء محاولة بناء قوات امن عراقية، يعتقد انه ربما استخدموا بالنيابة في الحرب الطائفية المنتشرة".
وتابع ان "الجندي الذي وجد هذه السيارة في احد الاحياء السنية في بغداد كان احد عناصر دورية مشتركة من القوات الاميركية والعراقية، وكان الاميركيون مستعدين للقيام بعملهم عندما استلم القائد العراقي رغم كل شيء اوامر بواسطة التلفون المحمول من مكتب الزوبعي تفيد بالتراجع".
"واذا كان نائب رئيس الوزراء (الزوبعي) تدخل هذه المرة، او مرات اخرى غيره، فان السياسيين الشيعة الاكثر قوة غالبا ما يتدخلون اكثر من ذلك"، حسب القادة الاميركيين، وقال الميجور وليام فورهايس: "لقد وصلت الى استخلاص بان هذه لم تعد حرب اميركا في العراق، لكن الحرب الاهلية العراقية التي تحارب فيها اميركا".
وأيد الكولونيل ستيفن ماسك ما قاله فورهايس، وقال: "شهدت شخصيا عددا من هذه الاحداث في ما اطلق عليه الضغط السياسي حينما يقوم وزير ما او احد المسؤولين في وزارة بالاتصال باحد هؤلاء القادة العسكريين العراقيين، وهؤلاء السياسيون مرتبطون اما مع الميليشيات او المتمردين السنة".
ويرى القائدان الاميركيان انه "وبغض النظر عن الخطة التي ستتبناها ادارة بوش - زيادة كبيرة في القوات الاميركية، او الانسحاب او أي شيء بينهما - فان امن هذا البلد سيترك لاحقا بأيدي القوات العراقية، التي تتصارع حاليا مع الفساد والاختراق، وتظهر ارادة محدودة للوقوف امام الضغط السياسي، لاسيما حينما لانكون معهم لإسنادهم".
واعترفا ان "الضغط السياسي كبير على القوات العراقية، لكن النفوذ الممارس على قوات الشرطة، والتي تعرضت للاختراق في شكل كبير من الميليشيات الشيعية هو اكبر بكثير".
ويرى الكولونيل ماسك، ان "الميليشيات الشيعية المدعومة غالبا من قبل الشرطة المحلية هي المسيطرة"، ويقول "انها تبدو مسيطراً عليها في شكل كامل بمركزية رغم سعة المنطقة المتحكم بها"، مشيراً الى ان "القوات السنية هي الاخرى مسنودة من قبل المتمردين من معاقلهم في غرب العراق".
وحسب العسكريين الاميركيين، "تستخدم الميليشيات الشيعية الاحياء في الشمال في العاصمة لاسيما: الشعلة ومدينة الصدر كقواعد للعمليات، ولديهم ادلة متزايدة بان عناصر الميليشيات من المدن الجنوبية مثل البصرة جاءت الى بغداد للاشتراك في القتال".
يقول الكولونيل ماسك: "اعتقد ان كل واحد في شكل او في اخر متأثر بالميليشيا، وفي وقت تتداخل بعض قوات الامن العراقية مع الميليشيات، فان الاخرين منها يخافون على عوائلهم حينما يجابهون الميليشيا وهذا هو التهديد المنتشر".
الخريطة التي رسمها ضباط الاستخبارات في وحدة الكولونيل ماسك تظهر المناطق التي تشهد الكثير من القتال والتغييرات في التركيبة الدينية التي حدثت في بعض الاحياء، وتشير ايضاً الى الكم من القوات المختلفة التي تدين بالولاء لقيادات مختلفة تسيطر حاليا على مناطق الصراع.
ويتساءل ماسك: "من الذي صنع هذه الفوضى" ؟ ليجيب هو على سؤاله بالقول: "انها تبدو كأوركسترا حيث يلعب كل واحد بنغمة مختلفة ". وقال ان تركيزه الاساسي هو "خلق شكل من وحدة القيادات".
واذا كانت قوات الجيش والشرطة في العراق تستجيب الى مطالب العديد من الوزارات، فان قوات الشرطة مقسمة في شكل اكبر اذ يمكن بوضوح ملاحظة الفروقات بين الشرطة الاعتيادية والشرطة الوطنية لاسيما قوات حماية المنشآت البالغ عددهم نحو 145 ألف شخص مسلح يعملون كعناصر حماية للمؤسسات من دون مراقبة او متابعة استنادا الى ضباط الجيش الاميركي، لكن الحكومة العراقية اصدرت قرارا قبل ايام بضمهم الى وزارة الداخلية ابتداء من مطلع العام الجديد، اضافة الى الآلاف من الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة الذين يطرحون انفسهم كقوات امن.
ويحاول الكولونيل ماسك التعرف "اين تتوافق القوات الاميركية في مثلث المصالح المتنافسة، التي تبدو اكثر تعقيدا من خلال التواطؤ والاشتراك المباشر لكبار المسؤولين الحكوميين"، ويقول: "حينما يمارسون اعتداءات مسلحة ضد السكان، فذلك مانحاول ونتحرك لوقفه"، مضيفا ان "المجموعات حينما تتقاتل مع بعضها فاننا نتراجع ونراقب لان ذلك يمكن ان يفيدنا".
اما حين تتداخل الخنادق والخطوط بين الميليشيات والمتمردين فان السكان المحليين يقعون بين فكي كماشة محكمة، وليس امامهم سوى الانتظار داخل الغرف لحين انتهاء الاشتباكات، كما في المصادمات التي تحدث في الحدود بين منطقتي الشعلة والغزالية.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف