قائد المجموعة السلفية ومساعده تونسيان قتلا في
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
زيارة إلى الفيلا حيث تحصن المسلحون جنوب العاصمة ...
تونس - رشيد خشانة
على مدخل مدينة سليمان، على بعد 30 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس، تكثر اللوحات المُشيرة إلى اتجاهات مُختلفة. فالمدينة هي عُقدة شرايين الطرقات التي تنطلق من سفوح جبال حمام الشط التي كانت في الثمانينات مقرا لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية نحو مدن السواحل الشرقية وخاصة نابل وقليبية والهوارية. لا شيء يدل على أن هذه البيوت الهادئة بين البحر والجبل ستشهد أعنف المعارك بين قوات الجيش التونسي وعناصر مسلحة قادمة من الجبال. فالسابقة الوحيدة في هذا المجال تعود إلى أكثر من ربع قرن عندما كانت مدينة قفصة المنجمية الجنوبية مسرحا لمواجهات استمرت ثلاثة أيام العام 1980 بين قوات الجيش ومعارضين للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة تلقوا تدريبا وتسليحا في ليبيا.
هذه المرة لم يكن المسلحون قوميين ولم يوجد بينهم سجناء سابقون أسوة بعزالدين الشريف وأحمد الميرغني اللذين قادا عملية قفصة وحُكم عليهما بالإعدام. كانت العناصر التي نزلت من الجبال المجاورة لسليمان سلفية متشددة هذه المرة، لكن لم يُعرف اسم التنظيم الذي تنتمي إليه. وروى الموظف سمير. ج الذي تابع الأحداث من بيته ان هذه العناصر كانت ملتحية، مؤكدا أن المعارك بدأت في "حي الأول من حزيران (يونيو) 1955" (تاريخ عودة بورقيبة من المنفى) الثلثاء، وفي اليوم التالي انتقلت إلى فيلا مهجورة من طابقين في حي مجاور تحصن فيها المسلحون الذين نجوا من الاشتباكات الأولى، واستمرت من الرابعة فجرا حتى العاشرة مساء.
وزارت "الحياة" الفيلا التي كانت تحمل آثار معارك طاحنة. وهي تقع على الشارع العام وفيها جُرح قائد المجموعة أسعد ساسي وأسر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأكدت مصادر في الحي أنه يتحدر من مدينة بئر الباي القريبة من سليمان، وتردد أنه رجل أمن سابق تطوع للقتال مع السلفيين في أفغانستان والجزائر. أما مساعده الذي قُتل الثلثاء فوق سطح بيته فهو ربيع باشا (22 عاماً) الذي كان غادر المدينة لاستكمال دراسته الجامعية في محافظة قفصة وانخرط هناك في صفوف الجهاديين. وقالت السيدة عزيزة. س إن ربيع درس مع ابنتها التي تتابع الدراسة حاليا في فرنسا، وهي لم تكن تتوقع أن "ولدا مُهذبا يتحدر من أسرة معروفة سينضم يوما إلى الإرهابيين". وفي معلومات الأهالي الذين تحدثوا الى "الحياة" أن عناصر الجماعة الذين قُدر عددهم بـ32 عنصراً كانوا تدربوا في الجبال القريبة وخاصة في جبل الرصاص وعين طبرنق منذ نحو سنة ونصف السنة. ولم تكشف سلطات الأمن وجودهم سوى من خلال العنصر الذي كان ينزل يوميا إلى بلدة حمام الأنف ليشتري خبزا بكمية كبيرة لفتت انتباه الخبّاز. وهكذا حصل الاشتباك الأول مع قوات الدرك في 23 الشهر الماضي، لكن على رغم تطويق المنطقة استطاع عناصر المجموعة النزول إلى سليمان وكانوا مُجهّزين أسلحة متطورة من ضمنها قاذفات صواريخ "آر بي جي"، ما حمل الجيش على استخدام أسلحة ثقيلة للسيطرة على الوضع.