هل يريدها الربيعي رقصة بلا شهود؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد صادق دياب
يقول مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي في لقاء مع شبكة "سي ان ان" الأمريكية للتلفزيون مبررا الرقص حول جثة صدام بأن الرقص حول الجثة "أحد تقاليد العراقيين، فهم يرقصون حول الجثة تعبيرا عن مشاعرهم"، ويضيف متسائلا: "أين المشكلة في ذلك"؟!.
فإذا كان هذا ما يقوله مستشار الأمن الوطني فإن أبسط تعليق على كلامه أن يقال: على الأمن السلام.. فمثل هذا الكلام الذي يهذي به هذا الرجل في الإعلام الغربي من شأنه أن يزيد الصورة قتامة في أذهانهم نحو مجتمع من تقاليده الرقص على جثث القتلى! وإن كنت لا أدري على وجه الدقة من أين أتى بهذا التقليد ليلصقه بالمجتمع العراقي الذي تمتد حضارته إلى آلاف السنين.
ويواصل الربيعي استفزازاته للعقل الإنساني وهو ينفي أن تكون قد وجهت إهانات إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء عملية إعدامه، ويرى الإشكالية ـ كغيره من بعض قيادات الحكومة العراقية ـ في التصوير، وأن الذين صوروا هذا الشريط قد أضروا بالوحدة الوطنية العراقية، معربا عن اعتقاده بأن هؤلاء زرعوا لحساب محطات فضائية باعوها الشريط ، وهذا تسطيح ساذج للمشكلة، فالمشكلة ليست في التصوير بقدر ما تمثلت في العدوانية التي أبرزها الشريط ، فرجل في حضرة الموت هل يحتاج إلى كل هذه الزفة من الشتائم والعبارات المتشفية، وكأني بالربيعي وهو يحصر المشكلة في التصوير يريدها رقصة بلا شهود، فالتصوير بكل سيئاته قد كشف أن القانون كان الغائب الأكبر في حفل تنفيذ الإعدام.
أنا هنا لا أدافع عن صدام ولا أقلل من حجم جرائمه النكراء، ولكنني أدافع عن صورة العراقيين وصورة العرب وصورة المسلمين ـ سنة وشيعة ـ الذي حاول حفل الجنون الذي رافق إعدام صدام الإساءة إليهم وإلى إنسانيتهم..
إن العراق في ظل مستشار أمني كالربيعي وأمثاله سيعاني كثيرا من استمرارية لعبة العنف والعنف المضاد، فعن أي أمن يعبر الربيعي ـ مستشار الأمن الوطني ـ وهو يتحدث عن مشكلة التصوير ويتغاضى عن محتوى التصوير؟! وعن أي تقاليد عراقية يتحدث الربيعي وهو يقول إن الرقص حول الجثة من تقاليد العراقيين؟.. فلم نسمع أو نشاهد أو نقرأ عن هذا التقليد الذي ابتدعه الربيعي وألصقه بالعراق والعراقيين.. فرحمة بالعراق وصورة العراق ووحدة العراقيين ليت موفق الربيعي يلوذ بالصمت في هذه الظروف الحرجة لكيلا يصب بكلامه المزيد من الزيت على حرائق العراق.