جريدة الجرائد

وثائق تكشف عن فيلق إيراني لنقل الفوضى إلى السعودية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وثائق منسوبة إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية تشدد على استهداف الدول السنية في المنطقة
عضو البرلمان العراقي محمد الدايني: إيران شكلت فيلق مكة لنقل الفوضى إلى الأراضي السعودية
الساعدي: الوثائق ملفقة من جهات استخباراتية تهدف إلى التفرقة





أبها، الرياض: محمد الشهري، عيسى سوادي، محمد الملفي


دارت في الفترة الأخيرة على الساحة العراقية اتهامات كثيرة للقوى الشيعية، وتسربت وثائق تخص المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق إضافة إلى اتهامات لجيش المهدي التابع للتيار الصدري إلى جانب أخرى موجهة لمنظمة بدر الشيعية، وتشير غالبية هذه الاتهامات إلى أطماع إيرانية في المنطقة واستهداف دول المنطقة السنية إضافة إلى جهود وممارسات وحشية ضد سنة العراق.
وفي هذا السياق نفى رئيس المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق حميد الساعدي في اتصال هاتفي مع "الوطن" البيانات والوثائق التي نسبت إلى المجلس وخاصة المكتب الثقافي والسياسي فيه وتم تسريب بعض منها.
ووصف الساعدي تلك الوثائق بـ"الأكاذيب الملفقة والتي يبدو أن جهات استخباراتية تقف وراءها من أجل إنشاء عداء واسع وفتنة طاغية بين أبناء السنة والشيعة ليس في العراق فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم، واعتقد أن التزييف واضح من خلال الأرقام وأجندة العمل العريضة والبرنامج الواسع الذي من المستحيل أن ينفذه المجلس أو أي كيان سياسي آخر".
وتابع الساعدي "نحن نعول كثيراً على المستنيرين من أبناء السنة والشيعة على حد سواء بأن يحبطوا مثل هذه المخططات والسم الزعاف الذي تحاول جهات لا تريد الخير للمسلمين دسه ونشره من أجل تأليب المسلمين على بعضهم البعض".
وأضاف الساعدي "ربما نسمع غدا نحن الشيعة عن مثل هذه البيانات من قبل مرجعيات سنية عالية في السعودية أو في مصر تحض على اجتثاث الشيعة ومحاربتهم ولكننا لن نصدق مثل ذلك".



وثائق منسوبة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

وأضاف "نحن نرفض ونستنكر وندين مثل هذه البيانات المدسوسة، ولا نتهم جهة بعينها في نشر مثل هذه البيانات ولو عرفنا جهة بعينها لفضحناها على الملأ من خلال القنوات الرسمية، ولكننا في الوقت نفسه نحذر الجميع من الانقياد وراءها والإنصات إلى مثل هذه الأكاذيب المقيتة".
وعما إذا كان للمجلس خطة للتصدي لمثل هذه البيانات مستقبلا يقول الساعدي "خطتنا هي أن يتعرف علينا إخواننا من جميع المذاهب عن كثب وقرب لكي يقرؤوا أفكارنا وحينها فقط سيعرفون من نكون فنحن واضحون وليس لدينا شيء نخفيه حيث إننا كيان سياسي مشارك في النظام السياسي العراقي وأجندتنا واضحة ومعلنة من خلال رئيس المجلس السيد عبدالعزيز الحكيم، وقبل ذلك في زمن صدام لم نكن نخاف وكنا نعلن عن برامجنا السياسية، فكيف نخفيها اليوم".
وتابع الساعدي "التكذيب والتكذيب هو خطتنا عبر وسائل الإعلام النزيهة، فنحن لسنا بصدد الدخول في حروب أو نزاعات مع أصدقائنا السنة أو أي مذهب آخر سواء على المستوى السياسي، أو الشعبي".
وكانت قد تسربت بعض البيانات والوثائق ونسبت إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وإلى قيادات فيه من ضمنهم رئيس المكتب الثقافي للمجلس حميد الساعدي، إضافة إلى المكتب السياسي والأمانة العامة، وتكشف تلك الوثائق التي دمغت بشعار المجلس وأخذت صفة "السري جداً" عن أجندة واسعة لعمل المجلس في الفترة الراهنة من ضمنها تصفيات للمعارضين لسياسة المجلس وبث الفتن والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط ضد السنة، والاستفادة من تجربة العراق وتعميمها على الدول السنية في المنطقة ومن ضمنها السعودية، إضافة إلى تأسيس منظمة عالمية تحت مسمى "منظمة المؤتمر الشيعي العالمي" يكون مقرها إيران، إضافة إلى بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب الشيعية وتهيئتها لدعم شيعة السعودية واليمن والأردن، وتصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة في العراق ودس العناصر الأمنية بينهم لمعرفة خططهم، إضافة إلى إنشاء صندوق مالي عالمي لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية، ومتابعة الدول والسلطات والأحزاب وشن حرب شاملة ضدها في كافة المجالات وأهمها الاقتصادي عن طريق تشجيع الصادرات الإيرانية ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية.
من جهة أخرى أكد الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق محمد بشار الفيضي أن ميليشيات جيش المهدي التابع للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر ستنفذ مخططا سمي باسم "يوم تحرير بغداد" بمساندة قوات مغاوير الشرطة التي هي في الأصل من ميليشيا بدر.
وأوضح الفيضي في اتصال مع "الوطن" أن هناك أكثر من 30 اسما للميليشيات التي تعمل بشكل تخريبي في العراق، وفي مقدمة تلك الميليشيات التي تعمل بشكل عام وفعال ميليشيات جيش المهدي وميليشيا بدر، وهناك ميليشيات تابعة لحزب الفضيلة وأخرى لحزب الله العراقي وغير ذلك.
وأضاف: "كقوى فاعلة في الإجرام تبرز ميليشيا جيش المهدي على المستوى الشعبي حيث تستهدف الأبرياء في الشوارع بشكل طائفي ومعلن فكل من اسمه عمر وكل من كان من الفلوجة أو من عشيرة سنية مستهدف.. أما ميليشيا بدر فتستهدف النخبة وعملياتها قد تكون أقل".
واستغرب الفيضي أن يصدر بيان عن رئاسة الوزراء في العراق يقول إن بيان الهيئة الذي حذرت فيه من المخطط يأتي في سياق التأزيم الطائفي.
وأوضح أن الميليشيات الطائفية التابعة لكتل سياسية في الحكومة لم توقف آلة قتلها حتى اللحظة وليس من المنطق أن يوصف من يدعو أهله إلى الحذر من هذه الميليشيات بأنه يعمل على التأزيم الطائفي.
وتابع: "في تقديرنا من يعمل على التأزيم الطائفي هو من يسمح لهذه الميليشيات أن تصول وتجول في أزقة بغداد وقت حظر التجوال. ومن يعمل على التأزيم الطائفي هو من يرضى أن تتبع هذه الميليشيات لكتل سياسية في حكومته من غير أن يحرك ساكناً".
وأضاف: "نحن في زمن تنقلب فيه الحقائق فتصبح الدعوة إلى الدفاع عن النفس والحذر من الهجمات الطائفية تأزيماً طائفياً وهذه من المفارقات".
وحول إعدام صدام وما يتوقع من توجه من الحكومة في الفترة المقبلة حول السنة قال الفيضي: "هذه الحكومة لا تعادي صدام على ما يبدو إنما تعادي الطائفة التي ينتسب إليها، وأنا سمعت كلمة من أحد المحللين السياسيين أرى فيها كلمة دقيقة، حيث قال إن هؤلاء أعدموا صدام السني ولم يعدموا صدام الحاكم الذي وقع - فيما يقولون - منه ظلم عليهم وبالتالي هذا له مبررات حينما اختاروا عيد الأضحى ليقدموا على إعدامه وأصروا على أن يكون الإعدام في مبنى الاستخبارات وفي الشعبة التي كان صدام يتخذ فيها خطوات للدفاع عن العراق ضد إيران".
وأضاف "الهتافات الطائفية الواضحة لا تبشر بخير لأنهم لو أرادوا مصلحة العراق لكان في مقدورهم أن يتصرفوا بطريقة أخرى توحي للعراقيين أنهم قاموا بقصاص يرونه عادلاً بحق رجل كما يزعمون ظلم الشعب العراقي كله، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل تصرفوا بطريقة طائفية محرضة، وهذا يجعلنا لا نتفاءل بل نزداد ثقة أن هذه الحكومة طائفية وستبقى طائفية لآخر لحظة من حياتها".
وحول رؤية الهيئة لما أعلنه الرئيس الأمريكي جورج بوش من تغييرات أوضح الفيضي: "أعتقد أن هذه التغيرات بداية لتغير في الاستراتيجية ولو تأملنا نجد أن الرؤوس الكبيرة في مخطط الغزو العراقي وفي جانب اليمين المتطرف يطاح بهم الواحد بعد الآخر ابتداءً بدونالد رامسفيلد والآن جون أبي زيد وزلماي خليل زاده ولا أعتقد أن هذا يأتي عفوياً ولعله توجه جديد في السياسة الأمريكية".
وتابع: "نحن مقدمون شئنا أم أبينا شاء الأمريكيون أم لم يشاؤوا.. شاء أعضاء الحكومة الطائفيون أم لم يشاؤوا مقبلون على لحظات تغيير لأن الوقائع متجهة نحونا ولا بد أن يأتي تغيير. ولا يمكن أن تستمر الحكومة بهذه الطريقة ولا يمكن للأمريكيين أن يبقوا على هذه الحالة ونحن نتوقع أن عام 2007 سيشهد تغيرات جذرية طوعاً أو كرهاً".
وحول الدور الإيراني في العراق قال الفيضي: "الدور الإيراني منذ بداية الاحتلال لم يكن مساعداً بل كان باتجاه تفجير الأزمات.. وللأسف هناك أطراف إيرانية تستعمل العراق ورقة لها وبالتالي نحن نلاحظ أن الميليشيات الموالية لطهران كلما احتدم الملف النووي تثير البلبلة داخل العراق ولا تثير البلبلة من خلال التصعيد ضد القوات الأمريكية بل ضد أبناء الشعب الأبرياء. وأعتقد أنه لا يوجد عراقي اليوم ينظر إلى هذه الدولة الجارة بنظرة إيجابية إطلاقاً".
وحول دور دول الجوار في معالجة الأزمة في العراق قال الفيضي: "إذا أردنا أن نتكلم بصراحة فدول الجوار ما زالت بعيدة عن مستوى الطموح.. ونحن نلاحظ أن هناك تغيراً إيجابياً طرأ على الساحة العراقية لاسيما من جهة السعودية، لكن نحن بحاجة لمواقف أقوى وأقوى، لأن المعركة مصيرية وأملنا في الحضن العربي أن يكون بمستوى طموحات ورغباتنا لأن العراق يبقى جزءاً من هذا الحضن الكبير".
وبيّن الفيضي "أن هيئة علماء المسلمين وقفت منذ بداية الطريق مع المقاومة وأيدتها بالمواقف السياسية والإعلامية وهذا الذي تملكه ولا تملك غيره".
وتابع: "يوم كانت المقاومة توصف بأنها إرهاب كنا نقول لا، هذه ليست إرهاباً هذه مقاومة مشروعة في الشرائع السماوية وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف وما زلنا حتى هذه اللحظة على هذه المواقف ونحن بفضل الله نلاحظ في الآونة الأخيرة تغيراً لدى الدول العربية وغير العربية في النظرة الجديدة إلى المقاومة العراقية حتى على مستوى دول أوروبا. وبدأنا نسمع كلمات تطلق على ألسنة ساساتهم بأن هناك احتلالاً وأن هناك مقاومة وهذا تضافرت عليه جهود من بينها جهود هيئة علماء المسلمين".
من جهته كشف عضو البرلمان العراقي محمد الدايني أن إيران بدأت قبل فترة قصيرة جداً بتشكيل فيلق عسكري قوامه 10 آلاف مقاتل أطلقت عليه اسم "فيلق مكة" وأنشأت له معسكرات في السماوة وصحراء النخيب بالقرب من الحدود السعودية العراقية بهدف نقل الفوضى عبر الحدود.
وقال محمد الدايني الذي يمثل القوى الوطنية العراقية في البرلمان العراقي لـ"الوطن" "إن الإخوة في الحكومة العراقية (وحزب الدعوة) يريدون أن يغطوا على الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي حصلت في العراق بالتصريحات ضد السعودية في إشارة إلى بيان لحزب الدعوة العراقي والذي يتهم فيه السعودية بشق صف العراقيين في رد على بيان لعدد من الدعاة السعوديين المستقلين (غير الرسميين) الذي يؤيد العرب السنة في العراق".
وأضاف الدايني قائلاً "إن منهم الآن في قمة هرم السلطة في العراق أناساً تربوا في كنف الملالي الإيرانية وقضوا عشرات السنين في طهران وفي قم بما يسمى بالمعارضة العراقية السابقة وقد تربوا في أحضان النظام الإيراني وبعد الغزو الأمريكي واحتلاله للعراق بشكل كامل وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية العسكرية والأمنية والسياسية والخدمية والاقتصادية والنفطية أخضع العراق بشكل سهل لإيران من خلال تغلغل أجهزة المخابرات الإيرانية بشكل كبير".
وأشار الدايني إلى أن هذه الأجهزة أصبحت مسيطرة على جميع مفاصل الدولة العراقية كوزارة الدفاع والداخلية والنقل والصحة والنفط ومؤسسات التنمية الأخرى.
وأكد الدايني أن هناك الآلاف من حرس الثورة الإيراني يعملون الآن في مدينة بغداد فقط ويقومون يومياً بقتل وإبادة الشعب العراقي من خلال وجودهم على شكل ميليشيات والتي تسمى فرق الموت وقامت بقـتل أكثر من 1.1 مليون عراقي 90% منهم من العرب السنة وتم تهجير أكثر من 6 ملايين عراقي خارج العراق و3 ملايين عراقي داخل العراق وهؤلاء المهجرون لا يملكون الحد الأدنى لكسب العيش سواء في الداخل أو الخارج.
كما أضاف أيضاً أن هناك أكثر من 93 ألف عراقي يقبعون في سجون المنطقة الخضراء تحت إشراف قوات الاحتلال الأمريكي، وهناك ثروة كبيرة من ثروات العراق تقدر بأكثر من 23 مليار دولار تم نهبها من الخزينة العراقية بشكل رسمي عبر الحكومات التي تعاقبت في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق.
وأكد الدايني أن إيران الآن تسيطر على حقول مجنون النفطية التي تقع شرق مدينة العمارة بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية ووصفها بأنها من أغنى الحقول النفطية العراقية، وتديرها إيران بشكل كامل مسيطرة بذلك على جميع مقدرات هذه الحقول.
كما وصف الدايني الاحتلال الإيراني بأنه أشد خطرا من الاحتلال الأمريكي كونه يريد أن ينشئ الإمبراطورية الفارسية من خلال سيطرته على العراق وعلى الخليج.
وأشار الدايني إلى أن صحوة العرب لهذه المخططات الإيرانية جاءت مع الأسف متأخرة مطالبا العرب أن يتنبهوا للخطر الإيراني أكثر مما هم عليه اليوم وأن يضغطوا بشكل كبير على المجتمع الدولي مضيفا أنهم قادرون على ذلك وإقامة مؤتمر دولي بشأن العراق تشارك فيه جميع دول العالم برعاية الأمم المتحدة وفي هذا المؤتمر سنثبت حقائق موثقة تبين تدخل إيران في العراق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف