هل تُضرب إيران... ومتى؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء 9 يناير 2007
د. إبراهيم البحراوي
يثير التقرير الذي نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية يوم الأحد 7/1/2007 سؤالاً جاداً حول النوايا الإسرائيلية لتوجيه ضربة صاروخية أو جوية إلى المنشآت النووية في إيران في المدى الزمني القريب باستخدام قنابل نووية تكتيكية.
لقد بيّن التقرير أن إسرائيل قد بلورت خطة سرية لمهاجمة المنشآت النووية المختصة بتخصيب اليورانيوم. وفي إطار التقرير ذكر بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أن السلاح الجوي الإسرائيلي يقوم بالفعل منذ فترة بتدريبات لمهاجمة "آراك" و"ناتانز" وأصفهان، وأن ضرب المنشآت في هذه المواقع الثلاثة، كفيل بتعطيل برنامج إيران لإنتاج سلاح نووي.
ولقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقاً لوزارة الخارجية الإسرائيلية تنفي فيه تقرير "الصنداي تايمز" وهو أمر متوقع بطبيعة الحال، في حين نقلت تعقيباً لمصدر رسمي إيراني على التقرير يقول فيه إن المعتدي سيندم على أعماله على نحو سريع، مؤكداً أن أي هجوم على الجمهورية الإيرانية لن يمر بدون رد. لقد أثار التقرير البريطاني وردود الفعل الرسمية في إسرائيل وإيران شهية الصحافة الإسرائيلية لمتابعة الموضوع واستكشاف آفاقه بفتح حوارات مع خبراء إسرائيليين وأميركيين، خاصة فيما يتعلق بمسألة استخدام قنابل نووية تكتيكية ذات قدرة إشعاعية منخفضة لتدمير المنشآت القابعة تحت الأرض.
وفي حين أكد أحد الناطقين باسم الخارجية الإسرائيلية للصحف أن إسرائيل مكتفية في الوقت الراهن بتطبيق قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على طهران قال أحد قادة السلاح الجوي الإسرائيلي السابقين إن الخيار وارد وإن السلاح الجوي سيعتبر مقصِّراً ومهملاً إذا لم يكن يعد نفسه بالفعل لهذا الاحتمال، مضيفاً أن استخدام السلاح النووي التكتيكي محتمل من الناحية النظرية لكنه مستبعد من الناحية العملية، طالما توفرت لدى إسرائيل أسلحة تقليدية قادرة على تحقيق مهمة تدمير المنشآت المخفية تحت الأرض بنجاح.
هذا في حين رأى خبراء آخرون أن الضربة الناجحة لا يمكن أن تتم إلا باستخدام قنابل تقليدية موجهة بالليزر في المرحلة الأولى لفتح أنفاق تؤدي إلى المنشآت الغائرة تحت الجبال، وبعد ذلك تستخدم رؤوس نووية ضد المفاعل الموجود في "ناتانز"، وهو أسلوب يؤدي إلى انفجار الرؤوس النووية على عمق سحيق تحت سطح الأرض مما يؤدي إلى الحد من خطر انتشار الإشعاعات النووية. وفي ذات الاتجاه أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" لقاء مع المعلق العسكري الأميركي الجنرال توماس ماكريني الذي رأى في تقديره الخاص أن خيار الضربة لإيران وارد في حال فشل الخيار الدبلوماسي ومنهج العقوبات. هذا في حين أجاب عن سؤال حول الضربة الإسرائيلية ومدى نجاحها بقوله للصحفي الإسرائيلي: "أنتم جيدون ولكنني لا أعتقد أنكم قادرون على النجاح في هذه العملية".
ويرى الخبير الأميركي أن الضربة العسكرية يجب أن تشمل 1500 هدف يتم تدميرها خلال حملة جوية تمتد من أربع وعشرين ساعة إلى ثلاث وثلاثين ساعة. في الموجة الأولى من الهجوم يتم تدمير شبكة الدفاع الجوي الإيراني ويتم شل سلاح الجو وطائراته وكذلك تدمير شبكة صواريخ "شهاب 3" لمنع إطلاقها على إسرائيل، وكذلك تدمير السلاح البحري لمنع إيران من إغلاق الخليج حيث إن إيران ستحاول بالتأكيد إغلاق مضيق هرمز لمنع الملاحة ووقف شحنات النفط، غير أن السلاحين البحري والجوي الأميركي قادران فيما يرى الجنرال على إحباط المحاولة الإيرانية، والإبقاء على الخليج مفتوحاً للملاحة.
إن محللين آخرين ممن استطلعت الصحف الإسرائيلية آراءهم يرون أن تقرير "الصنداي تايمز" هو بمثابة رسالة تهديد لإيران تهدف إلى التأثير عليها لوقف نشاطها النووي دون الاضطرار إلى عمليات عسكرية فعلية، في حين يرى بعض آخر أن خريف 2007 هو الموعد المحدد للضربة الأميركية، فإن تراجعت أميركا تدخلت إسرائيل بخطتها الجاهزة.