جريدة الجرائد

صدام حصل على وعود من الأميركيين بأنه سيكون جزءا من العراق الجديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محامي طارق عزيز قال إن أطباء أوروبيين سيزورونه في السجن

لندن - فاطمة العيساوي ومينا العريبي


قالت بشرى الخليل المحامية اللبنانية في فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ورفاقه، إن صدام حسين كان حصل على "تطمينات" من الأميركيين بأنه سيكون جزءا من العملية السياسية في العراق قبل صدور حكم الاعدام، مؤكدة أنها سمعت كلاما بهذا المعنى من العديد من رفاقه.
وقالت بشرى الخليل التي التقت أخيرا في بغداد نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان وأخا صدام غير الشقيق برزان التكريتي ورئيس محكمة الثورة سابقا عواد البندر، ان رفاق صدام حسين طلبوا مرارا من هيئة الدفاع عدم تصعيد المواقف اعتقادا منهم أن مسار الامر سيكون مختلفا.

وقالت الخليل إن طه ياسين رمضان الذي التقته لمدة ساعتين في معتقله لدى زيارتها الاخيرة الى العراق، صائم منذ إعدام صدام حسين، تعبيرا عن حزنه من دون ان يصل ذلك الى حد الإضراب عن الطعام. وروت لـ"الشرق الاوسط" في اتصال هاتفي أن الحراس "جلبوا له طعام الغداء وأنا عنده فرفضه، وعندما سألته عن السبب قال انه صائم منذ اعدام الرئيس صدام وهو صيام عادي وليس إضرابا عن الطعام". وقالت ان رمضان طلب منها بشكل خاص ان تنقل له ردة الفعل في الشارع العربي والعالمي لإعدام صدام حسين، وانه كان مرتاحا لما سمعه منه، واعتبر ان ذلك يشكل نوعا من التعزية له.

وأشارت الى ان ثمة "مخاوف جدية لدينا" بإمكان تشديد العقوبة على رمضان بتحويلها الى الإعدام، شارحة ان "محكمة التمييز أرسلت طلبا الى محكمة الجنايات توصيها بتشديد العقوبة، ويمكن ان يحصل ذلك في جلسة واحدة. نحن نرى ان مسار الامور في هذا الاتجاه وعادة ما تنفذ محكمة الجنايات طلب محكمة التمييز رغم ان لها الحق بالرفض".

وأضافت "لدينا معلومات ان نيتهم هي تشديد العقوبة، وما يهمنا هو الأخذ بالأصول القانونية". وقالت الخليل إن كلا من برزان التكريتي وعواد البندر ينتظران حكم الاعدام من دون أمل كبير بتعليق العقوبة، قائلة "وجدنا عواد مقهورا وكان يردد أمامنا انه كان يفضل ان يغادر الدنيا مع الرئيس صدام. ولم نلاحظ انه او برزان متفائلان بإمكان تخفيف العقوبة عليهما، لكننا حاولنا ان ننقل لهم ردة الفعل والغضب العارم في الشارعين العربي والغربي، وقلنا لهما إن ثمة احتمال ان يؤثر ذلك في تأخير تنفيذ الإعدام". وقالت الخليل إنها مخولة من قبل ابنة الرئيس العراقي رغد صدام حسين ان تتولى المطالبة بأغراضه الشخصية، مشيرة الى انه تم أمس تسليم مصحف الرئيس العراقي السابق الى بدر ابن عواد البندر وفق وصية صدام حسين. وقالت "أجريت اتصالا هاتفيا مع بدر، وقال لي إنه تسلم أخيرا مصحف الرئيس صدام واغراضه وبينها دفاتر مذكراته".

وقالت الخليل انها تسلمت مجموعة من الرسائل تحتوي قصائد كان صدام قد أملاها على طه ياسين رمضان. وروت نقلا عن طه ياسين رمضان، انه فوجئ بعدم وجود عواد البندر في صلاة الفجر التي غالبا ما يؤمها بالسجناء، داخل المعتقل يوم إعدام صدام حسين. وعندما قرعوا باب زنزانته ولم يجب اعتقدوا أن موعد اعدامه قد حان، إلا ان احدا منهم لم يتصور ان الإعدام قد نفذ بحق صدام حسين.

وروت عنه ايضا انه كان بالإمكان ان يجري اول اتصال بالرئيس العراقي السابق وهو مختبئ في الموصل، حيث "نظم صفوف المقاومة" بحسب قولها، اذ بعث الى صدام برسالة عن طريق بعثي كردي، ورد عليه صدام برسالة خطية مطولة كانت الاتصال الوحيد بينهما قبل إلقاء القبض عليهما. إلى ذلك، قال عصام الغزاوي، احد محامي هيئة الدفاع عن اقطاب النظام العراقي السابق، ان حالة وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز الصحية "مزرية"، وان محاميه حصلوا على موافقة القوات الاميركية لزيارة أطباء أوروبيين له نهاية الاسبوع الماضي. وأضاف الغزاوي في اتصال هاتفي مع "الشرق الاوسط" امس: "لم يفرج عن (عزيز) لكثرة المعلومات لديه فقط"، لافتا الى انه لم توجه اليه تهم منذ اعتقاله في ابريل (نيسان) 2003.

ومن جهة أخرى، صرح الغزاوي بأن المحكمة العراقية العليا تسلمت نسخة من طلب هيئة الدفاع لوقف عقوبة الاعدام بحق برزان التكريتي، وعواد البندر اول من أمس، متوقعاً عدم تنفيذ حكم الإعدام بحق المدانين قبل 25 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وكان الغزاوي قد التقى برزان والبندر وعزيز ونائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان في مكان اعتقالهم في بغداد يوم الاربعاء الماضي. وقال: "عندما التقيت بطارق عزيز كان في حالة صحية مزرية جداً وكان عنده سعال قوي"، مضيفاً: "جاء طبيب اميركي لرؤيته (اثناء اللقاء) ولكن لم يفعل شيئاً". وتابع: "نهاية هذا الأسبوع سنأخذ اطباء اوروبيين ونتوجه للقائه في بغداد، وقد حصلنا على موافقة لذلك". وأوضح: "على علمي سيكون هناك اثنان من الأطباء الأوروبيين معنا". وبالنسبة الى التقارير حول امكانية اطلاق عزيز، قال الغزاوي: "عزيز محتجز من دون توجيه تهمة له، ولم يعتقل بل سلم نفسه بعد اتصال الاميركيين به، وقالوا له انه لا يوجد شيء ضده". وأضاف: "لا يريدون إطلاق سراحه لكثرة ما يعلم، ولذلك يحتاجونه ان يبقى في السجن". ولفت الى ان "محمد سعيد الصحاف كان وزير اعلام ووزير خارجية ولم يحتجز ويوجد في ابوظبي، ولكن عزيز في السجن لما لديه من معلومات".

وقال الغزاوي ان المحكمة العراقية العليا تسلمت طلباً من هيئة الدفاع لعدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق برزان وعواد، مضيفاً ان الهيئة أرسلت رسالة مشابهة الى واشنطن. وشرح: "بعد إصدار حكم التمييز، أمام كل متهم خطوات قانونية، مثل طلب إعادة المحاكمة، والقانون ينص على ان عندنا 30 يوماً لأخذ الاجراءات القانونية منذ اصدار حكم التمييز"، الذي صدر يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتابع: "من حق المحكمة ان تقبل بذلك أو لا، ولكن معنا إمكانية ان نتصرف وفق القانون العراقي، وحرم الرئيس العراقي (السابق) من ذلك، ولكن يظهر انهم انتبهوا الى هذه النقطة اخيراً، وأمامنا حتى 25 في الشهر (الحالي)، وإذا لم نتخذ اجراء قانونيا، سينفذون الحكم"، موضحاً: "من المفترض ان هذا الإجراء يوقف الإعدام حتى ذلك الوقت قانونياً".

وبالنسبة الى التوقعات حول إعدام الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق برزان ابراهيم التكريتي، قال إنه لا يتوقع ان تبلغ الحكومة العراقية هيئة الدفاع عن موعد الإعدام، موضحاً: "كان الرئيس (السابق) لديه لقاء مع محامين من هيئة الدفاع قبل يوم من إعدامه، ولكن لم نكن نتوقع إعدامه".

وبالنسبة الى مصير رمضان، قال: "محكمة الاستئناف أعادت القضية الى المحكمة الأصلية للنظر فيها، ولا يوجد حكم أكثر من مدى الحياة، إلا الإعدام". وأضاف ان هذه القضية عند المحكمة العراقية للنظر فيها. وقال الغزاوي إن برزان والبندر كتبا وصيتيهما، إلا انهما لم تسلما الى هيئة الدفاع حتى الآن، كما انه لم يتم تسليم ممتلكات صدام حتى الآن. وأضاف انه يسمح للمتهمين التحدث مع عائلاتهم 35 دقيقة شهرياً، 15 دقيقة هي الفترة المتاحة عادة للاتصال و20 دقيقة اضافية بدلاً من اللقاءات الفعلية مع العائلات. وقال انه توجد طلبات حالية من قبل عائلات المتهمين للقائهم، الا انه لم يتم الموافقة عليها، ما عدا لقاء طارق عزيز بعائلته قبل اشهر.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف