جريدة الجرائد

كل الأيام.. مباركة!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الأربعاء 10 يناير 2007

فؤاد الهاشم

.. في العاصمة الامريكية "واشنطن دي.سي" قال لي زميل امريكي يعمل في احدى كبريات صحفها انه يود ان يسألني سؤالاً وهو: "هل اخطأنا في اختيار يوم اعدام صدام حسين"؟! قلت للزميل بأنه لو لم يكن يوم السبت هو اول ايام عيد الاضحى لاعترض المعترضون ذاتهم وقالوا انه من اجل "مرضاة اسرائيل لان السبت هو يوم عطلتهم الدينية"، ولو اعدم يوم الاحد فسيقولون انه "تكريم لسيد النصارى الكفار"، اما لو كان يوم تعليق رقبته في يوم الاثنين، فسوف يقول بعض المصريين الذين اعترضوا على الامر برمته انه "يوم عيد الحلاقين في القاهرة"، وعلى اعتبار ان صدام حسين كان متخصصاً بالرؤوس، ليس حلاقتها، بل "قطعها"!! عن يوم الثلاثاء سيقولون إنه منتصف الاسبوع وهذا غير جائز، ويوم الاربعاء سيتهمون الحكومة الكويتية والشعب الكويتي بأنهم وراء اختيار هذا التوقيت لانه.. نهاية الاسبوع بالنسبة لهم وبدء العطلة وحتى "يحتفلوا بهذه المناسبة"، باختصار شديد قلت للزميل الأمريكي "كل ايام الاسبوع وايام الشهر وايام السنة غير صالحة وغير مناسبة لاعدام صدام حسين"!! كل الذين رفضوا اعدام ذلك المجرم اول ايام عيد الاضحى، نسوا - او تناسوا - انه "شخصية غير عادية، ارتكبت افعالاً غير عادية، ومارست اجراما غير عادي"، فمن الطبيعي ان تكون نهايته في يوم غير عادي وبصورة غير.. عادية ايضاً، بدليل اننا لا نعرف عدد السجناء في سجون معظم الانظمة العربية الذين حكم عليهم بالاعدام وربما نفذت الاحكام في اعياد الفطر او الاضحى او الاشهر الحرم. لكن نظراً لان "بريق افعالهم" ليس بمستوى بريق اعمال المقبور التكريتي، لذلك لن تصلنا اي معلومة عنهم، وربما لن تأتي هذه المعلومة الى يوم ..يبعثون! لست وحدي - قطعاً - الذي يريد "الاستمتاع" برؤية "برزان التكريتي" معلقاً على حبل المشنقة تحقيقاً للقصاص الالهي، بل الملايين من ابناء الشعب العراقي وكذلك الشعب الكويتي، وعندها ستهدأ النفوس وتقر الاعين وتنفرج الابتسامات لكل البشر الاسوياء، اما غيرهم فسوف يعترضون - كالعادة - ويقولون ان اعدام هذا المجرم الثاني ليس مناسباً، وكأن كل الذين ماتوا على يديه ونظامه قضوا نحبهم في "الوقت المناسب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف