مصر: بطلتا فضيحة الدم الملوث تكشفان عن التفاصيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سهير: مراقب الحسابات هددني بأن هاني سرور يستطيع نسفي
سوسن: لست نادمة علي النقل بعد أن أديت واجبي
دينا توفيق - الوفد
سهير محمد عبدالعزيز وسوسن مرسي، موظفتان بوزارة الصحة رفضتا السكوت عن الفساد، ولم تترددا في الكشف عنه، فكان جزاؤهما النقل، ثم التهديد بعد ذلك في حالة الخوض في صفقة الدم الملوث أو صاحبها "هاني سرور" نائب "الوطني". التقت الوفد بسهير محمد عبدالعزيز ـ الموظفة بقسم المحاسبة بوزارة الصحة والتي تم نقلها الي مستشفي الصحة النفسية بالعباسية، لأنها كشفت عن واقعة فساد في قضية الدم الملوث،
فكان جزاؤها النقل أو "النفي" علي حد قولها. وقد حكت لنا "سهير" عن قصتها قائلة: لقد أبلغت العميد "طارق مرزوق" من مباحث الأموال العامة عن أكياس الدم الفاسد، تلك الواقعة حدثت في بنك الدم وكانوا يريدون إخمادها في الشئون القانونية نظرا لنفوذ هاني سرور نائب الوطني. وبسؤال الدكتور أشرف غنام - ببنك الدم بالوزارة قال: إن هذه الأكياس تسبب جلطة للمريض وبها عفن وبكتيريا كما تسبب السرطان والفشل الكلوي للمرضي.
وأكدت سهير أنها تملك المستندات الدالة علي ذلك، وأنها لا تخشي كل التهديدات التي تعرضت لها، وقد كان آخرها من فتحي المراكبي ـ مراقب عام الحسابات ـ بالوزارة الذي قام بتهديدها قائلا لها: إن هاني سرور قادر علي أن ينسفك!
ومما يلفت النظر أن شركة "هايدلينا" المملوكة لهاني سرور، عليها ديون وضرائب كثيرة ومع ذلك، والكلام علي لسان سهير ـ لم يفكر مراقب عام الحسابات بالوزارة أن يحجز مثلا علي الشركة ولم يقم بخصم من مستحقاتها، وعندما سألته عن ذلك أجابني بقوله: ليس هذا من شأنك!
والمثير أن هذه ليست واقعة الفساد الأولي التي تكشف عنها سهير عبدالعزيز فقد سبق واكتشفت اختلاسا يصل إلي 2 مليون جنيه في مشروع الفاشيولا للإدارة العامة لمكافحة البلهارسيا، وكان ايضا مراقب عام الحسابات الذي مازال قابعا في منصبه بالوزارة ضليعا في تلك الصفقة المشبوهة، وعندما قامت "سهير" بابلاغ الجهات المختصة، واجهت ايضا النقل التعسفي وجلست عاما كاملا في إدارة شئون الأفراد بلا عمل وهاهي الآن تواجه نفس المصير عندما كشفت عن صفقة الدم الملوث. وتناشد سهير، وزير الصحة ان يرد لها حقها، وهي تعلم تماما انه رجل حق ويحارب الفساد ولكن المفسدين يخفون عنه الحقائق.
كان لنا اتصال تليفوني بسوسن مرسي- مديرة الشئون القانونية السابقة بوزارة الصحة- والتي تم نقلها الي ادارة الفتوي. لقد تحدثت معنا "سوسن" بتحفظ شديد خوفا من ان تكون اجهزة التليفون بالوزارة مراقبة، ثم ترددت كثيرا قبل ان تقول انها عوقبت بالنقل. لكنها عادت وقالت لنا انها ليست نادمة علي ما قامت به ولكن يبدو ان الحقيقة تغضب البعض أحيانا، ثم رفضت "سوسن" ان تخوض معنا في تفاصيل، خوفا من التعرض لمضايقات في عملها، وأكدت ان كل ما كان لديها من معلومات قد أدلت به الي مباحث الاموال العامة عندما تم استدعاؤها.
وقد احترمنا رغبة "سوسن" هذه، نظرا لما يقع عليها من ضغوط في الوقت الحالي، ممن يطلق عليهم "جواسيس الادارة" الذين كانت تخشي "سوسن" سماعهم لمكالمتنا التليفونية، لذا جعلتها مكالمة مقتضبة بقدر الإمكان.
تقرير اللجنة
هذا وقد أكدت اللجنة الفنية لوضع المواصفات لشئون الدم ومستلزماته، وجود العديد من العيوب سواء عيوب في التصنيع، كما ان هناك عيوبا في التعقيم ووجود عفن ونمو فطريات وانبعاث رائحة في بعض القرب، ونظرا لوجود هذه العيوب فقد أوصت اللجنة بعدم استخدام هذه القرب أو تداولها.