جريدة الجرائد

بدء الدراسة بمعهد الموسيقى بالرياض

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


عبد الله بن بخيت


تقرر أن تبدأ الدراسة في الخامسة من شهر صفر القادم في معهدي الموسيقى والتربية البدنية اللذين أنشأهما الأمن العام لأول مرة في تاريخه. سيشرف عليهما إلى جانب الأستاذ طارق عبد الحكيم طاقم مختار من خيرة الخبرات في هذين المجالين. وقد وصل حتى الآن سبعة مدرسين من جمهورية مصر العربية.

الدراسة في هذا المعهد داخلية وسيعطي الطالب طيلة الدراسة مكافأة تشجيعية كما أنه سيعين على رتبة عسكرية وفق ما يحمله من شهادات وفي نهاية العام الدراسي تجرى اختبارات يرفع بعدها الناجحون إلى الرتبة العسكرية التالية ولن تكون الشهادات عائقا في القبول فستراعى عند القبول المواهب والقدرات التي يتمتع بها المتقدم.

هذا وقد استأجر مبنى للمعهدين في حي الناصرية بالقرب من ملعب الكورة ويجري الآن استكمال التأثيث. وقد قام سعادة مدير الأمن العام الفريق أول محمد الطيب التونسي بزيارة لمبنى المعهدين يوم الاثنين الماضي وأبدى إعجابه بما شاهد وأعطى التوجيهات للمشرفين عليها.

قد يبدو هذا الكلام ضرباً من الخيال. الرياض هي المدينة التي لا يوجد بها حتى الآن معهد للتدريب على الفنون وعلى رأسها الموسيقى. ما هي التبعات التي يمكن أن تحدث لو نشرت إحدى الصحف خبرا كهذا أو نشرت إعلانا كهذا أو قامت إحدى الدوائر الرسمية كجهاز الأمن العام مثلا بإنشاء معهد للموسيقى ودعا الشباب للالتحاق به وشجعهم بمكافأة ورتبة وأعلن عن موقعه. خبر كهذا يعتبر أقرب إلى المستحيل.

نشر هذا الخبر في جريدة الجزيرة قبل أكثر من ثلاثين سنة في فترة السبعينات الميلادية الزاهية. التحق بالمعهد عدد كبير من الشباب آنذاك ولا أعرف كم تخرج منه وأين ذهب خريجوه ولكن لم يعترض أحد على وجوده ولم تقم قيامة أحد عند نشر هذا الخبر. كان خبرا عاديا كبقية الأخبار التي تنشرها الصحف آنذاك في سياق متابعتها لعمل الدولة ورغبتها في تطوير البلاد في كل النواحي.

عندما كنا صغارا في الابتدائية على ما أتذكر. كان الناس يذهبون إلى مكان ما في المربع أو شمال حديقة الفوطة لمشاهدة طلبة أحد المراكز الموسيقية يتدربون على العزف على بعض الآلات النحاسية والقربة والطبول. كانت حفلات مجانية تقام بعد صلاة العصر. كان الصغار والكبار والشباب يصطفون على جنبات الشارع إذا وصلت الفرقة صفقوا لها. بعض الصغار كانوا يسيرون معها ذهابا وإيابا ابتهاجا بالأجواء الموسيقية التي تنشرها الآلات الموسيقية وخاصة القربة. كان صوتها ينتج كمية كبيرة من المتعة إذا دخلت فجأة بين الآلات النحاسية وبين ضربات الطبول الهادرة. لا نعرف إلى أي مدى كان هؤلاء الشباب يتقنون العزف. أعتقد أنهم كانوا في مرحلة تنغيم العزف مع المارشات العسكرية لذا كان عزفهم جيدا وممتعا. وإلى جانب هؤلاء كان طلبة الكليات العسكرية يسيرون في بعض شوارع الرياض على أنغام الموسيقى. لا أنسى ذلك المشهد الجميل عندما فوجئت وأنا في طريقي إلى المدرسة بمئات الشباب يضربون الأرض بأقدامهم الصلبة على أنغام الموسيقى.

عندما كنا صغاراً في الابتدائية على ما أتذكر كنا ننتظر زواجات الوجهاء والأعيان في الرياض ومناسبات نوادي الكورة لكي نستمتع بحفلات محمد عبده وطلال مداح وسعد إبراهيم وحيدر فكري وطارق عبد الحكيم وأبو سعود الحمادي لتمر السنين تتراجع فيها المتعة إلى أن تختفي. حتى أصبح حفل الزواج وحفل العزاء واحداً.

الله المستعان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف