شيراك : متفائل جداً بمؤتمر دعم لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الاعتصام في استراحة وحكومة السنيورة تقدّر "المبادرة البنّاءة" لـ"حزب الله" ...
بيروت ، باريس - محمد شقير
للمرة الأولى منذ استقالة الوزراء الشيعة الخمسة التي أدخلت لبنان في أزمة سياسية حادة، سُجّل تبادل رسائل إيجابية بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة و "حزب الله" أبرز القوى الرئيسة في المعارضة، على خلفية تنويه رئاسة مجلس الوزراء بترحيب الحزب بأي مساعدات مالية وتقنية للبنان في مؤتمر الدول المانحة "باريس - 3"، شرط ألا تكون مرتبطة بشروط سياسية، فيما أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك لـ"الحياة" انه متفائل جداً بعد الاجتماع التحضيري لمؤتمر "باريس - 3" الذي يعقد في 25 الجاري لدعم الاقتصاد اللبناني.
وبالعودة الى موقف الرئيس الفرنسي الداعم لـ "باريس -3"، أكد شيراك لـ "الحياة" على هامش الاحتفال السنوي الذي يقام في قصر الإليزيه لمناسبة بدء السنة الجديدة ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية تنوي دعم لبنان ومساعدته.
وذكر مصدر مطلع على الأعمال التحضيرية للمؤتمر، ان عشية مؤتمر "باريس -2" طلب الرئيس الفرنسي الدعم من نظيره السوري بشار الأسد، اما الآن فهذا الطلب وجّه الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نسّق معه شيراك قبل تحديد الموعد لعقد "باريس -3".
وأضاف ان الملك عبدالله أبدى كل الدعم لعقد هذا المؤتمر، وأكد مشاركة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير المال ابراهيم عساف.
وجاء ترحيب رئاسة مجلس الوزراء بموقف "حزب الله" الذي أورده من ضمن ملاحظاته السياسية على "باريس -3"، في بيان صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة، أكدت فيه انها "لمست من "حزب الله" جدية طيبة في التعاطي مع الورقة الإصلاحية، وهي تقدّر هذه المبادرة البنّاءة وتجد فيها رغبة حقيقية في الحوار والنقاش، ما سيؤدي بالتأكيد الى ما فيه مصلحة المواطن اللبناني ومصلحة الاقتصاد اللبناني". وتابع البيان ان "لا التزامات سياسية تترتب على عقد المؤتمر من أي نوع كان، وهو أمر ليس مطروحاً في المطلق للمساومة من قبل الحكومة ولا من قبل اللبنانيين".
وفي هذا السياق أبدى السنيورة ارتياحه الى الاجتماع التحضيري لمؤتمر "باريس -3" الذي أنهى أول من أمس أعماله في العاصمة الفرنسية. وقال لـ "الحياة" ان الورقة الإصلاحية التي ستقدم الى المؤتمر صنعت في لبنان، وأن لا شروط سياسية مفروضة عليها من قبل أي طرف مشارك في المؤتمر. وأكد انه لم يسمع خلال الاتصالات التي يجريها مع زعماء الدول المشاركة في "باريس -3" أو مسؤولي المؤسسات الدولية كلاماً يتعارض مع ما يقوله.
ورداً على سؤال، قال السنيورة: "ليس صحيحاً انه يراد من اختيار التوقيت لطرح الورقة الإصلاحية الهروب الى امام بمقدار ما ان لبنان يقف بالمعنى المالي والاقتصادي للكلمة امام خيارين: إما الموت وإما الحياة، والولوج الى الخيار الثاني يتطلب منا الالتزام والجدية تجاه اللبنانيين والمجتمع الدولي بأننا على مستوى المسؤولية في توظيف هذا الدعم والإفادة منه لإنقاذ بلدنا".
واستغرب السنيورة ما أشيع امس عبر بعض وسائل الإعلام من ان مجلس الوزراء في جلسته اليوم، سيقرر من خارج جدول الأعمال وضع المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك في الاستيداع. وقال ان هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة.
وأضاف السنيورة الذي سيبدأ الأحد جولة عربية على مصر والسعودية ودول أخرى خليجية، دعماً لـ "باريس -3"، ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة عادية ولا شيء على جدول أعماله يثير الانتباه. لكنه لفت الى ان "أهمية إطلاق الورقة الإصلاحية للمؤتمر وإن كانت تكمن في الإفادة من الفرصة السانحة عربياً ودولياً لدعم لبنان، فإنها في المقابل ساهمت الى حد كبير في نقل السجال السياسي الى مكان آخر، وبالتأكيد لمصلحة البلد بدلاً من ان نبقى تحت تأثير الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي لا نريده ولا يخدم احداً في لبنان".
الاعتصام
على صعيد الاعتصام التدريجي لقوى المعارضة والاتحاد العمالي العام، تجتمع اليوم قيادة الاتحاد للتشاور في خطوات التحرك الواجب اتباعها في الأيام المقبلة، لقطع الطريق على من يراهن - كما قال قيادي في الاتحاد لـ "الحياة" - على "اننا أوقفنا التحرك بعدما وصلنا الى طريق مسدود". وأضاف: "أمضينا استراحة ليومين بعد الاعتصام أمام أحد مكاتب وزارة المال في منطقة المتحف والمقر العام لوزارة الطاقة". ورداً على سؤال قال ان المشاورات الجارية بين الاتحاد العمالي ولجنة المتابعة المنبثقة من المعارضة تدور حول طرح عدة أمكنة لا بد من التوافق عليها كأساس لخطة التحرك المقبلة.
ورأى ان الاتحاد لا يبدي حماسة للاعتصام امام وزارة الاتصالات قرب السراي الكبيرة في وسط بيروت، وقال انه اقترح مكاناً بديلاً هو مبنى مؤسسة "اوجيرو" التابعة للوزارة نفسها، والواقعة في محلة بئر حسن.
وأوضح ان الاتحاد العمالي سيقرر اليوم الخطة النهائية للتحرك في الأسبوع المقبل، لكنه لم يستبعد تنفيذ اعتصام رمزي غداً امام وزارة العدل في المتحف، للمطالبة بجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل، إضافة الى رمزية هذه الوزارة لجهة احتضانها اعلى مرجعية قضائية تلعب دوراً في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، من خلال مكافحة الهدر والفساد.
وعما تردد ليل امس من ان المعارضة قد تلجأ فجأة الى تنفيذ اعتصام ظهر اليوم امام المقر العام للمجلس الاقتصادي الاجتماعي، يتزامن مع عقد جلسة مجلس الوزراء فيه، أكدت مصادر قيادية ان لا صحة لهذه الأنباء، على رغم ان الجلسة بحد ذاتها توحي وكأن الحكومة قادرة على الاجتماع في ظل غياب الوزراء الشيعة. وأضافت: "قد يكون من المبكر فتح ملف الاعتصام امام المقر الموقت لمجلس الوزراء، والمعارضة ستكون أمام خيارات لا بد من ان تلجأ إليها، لكن توقيتها يتوقف على المناخ السياسي العام ومدى وجود استعداد للوصول الى مخرج لإنهاء التأزم السياسي".
ونقلت مصادر نيابية عن رئيس المجلس نبيه بري قوله: "لسنا في وارد التصعيد العشوائي، وما زلنا نراهن على مخرج سياسي، ولكن اذا لم يحصل تجاوب من الطرف الآخر، تقع المسؤولية على عاتقه وعندها يمكن الذهاب الى مكان لن يكون في إمكان أحد ضبطه، علماً اننا من دعاة الحفاظ على الاستقرار العام وعدم جر البلد الى الفوضى التي يترتب عليها تعطيل مصالح اللبنانيين".