أورتيجا.. الثوري القديم يصل لشاطئ الحكمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
13 يناير 2007
rlm;ايمان عارفrlm;
اورتيجا يتوسط شافيز ومورالوس
أخيرا وبعد سنوات من الهزيمة والسعي الحثيث للعودة للسلطة أدي الثوري القديمrlm;'rlm; دانيال أورتيجاrlm;'rlm; القسم كرئيس للجمهورية في نيكاراجوا بعد شهرين من فوزه في الانتخابات في احتفال لم يقتصر علي مؤيديه فقط ولكنه شمل معظم قادة أمريكا اللاتينية من ذوي التوجهات اليسارية الذين جاءوا في مظاهرة دعم وتأييد وكان في مقدمتهم بالطبع الرئيس الفنزويليrlm;'rlm; هوجو شافيزrlm;'rlm; والرئيس البوليفيrlm;'rlm; ايفو مورالوسrlm;'rlm; بينما حال الوضع الصحي للرئيس الكوبي فيدل كاسترو دون حضوره وان كان قد بعث برسالة دعم وتأييد مطلق لاورتيجا وذلك بجانب مشاركة عدد أخر من قادة المنطقة منهم رؤساء جواتيمالا وكوستاريكا وكولومبياrlm;.rlm;
وبينما يتطلع مواطنو نيكاراجوا لرئيسهم المنتخب لكي يبدأ مهام منصبه ويفي بعهوده التي قطعها علي نفسه خلال حملته الانتخابية خاصة تجاه الفقراء والمعدمين الذين يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكانrlm;.rlm; يبدي البعض الاخر مشاعر متضاربة بين الأمل في أورتيجا الجديد الذي حرص علي تأكيد أنه تغير ولم يعد القائد الثوري ذو التوجهات اليسارية الذي تحدي واشنطن علانية وخاض في سبيل ذلك حربا داميه ضد معارضيه المدعومين أمريكيا وبين الشكوك في أنه ربما يحن الي ماضيه الثوري الذي بدأ منذ نعومة أظافره خاصة وأنه سيجد في تلك الحالة دعما مطلقا من نادي معارضي الولايات المتحدة بزعامة كاسترو وشافيزrlm;.rlm;
ولكن لماذا تثار هذه الشكوك بين الحين والأخر بالرغم من تأكيدات أورتيجا نفسه بأنه تغير ليس علي المستوي الايديولوجي فقط ولكن علي المستوي الشخصي كذلك حيث بات يحرص دائما علي تقديم نفسه في صورة المسيحي الملتزم بعقيدته بل وتزوج مؤخرا من صديقته ورفيقة كفاحه زواجا كنسيا بعد سنوات من الحياة المشتركة دون زواجrlm;.rlm; كما صوتت جبهته في البرلمان تأييدا لقانون يمنع الاجهاضrlm;.rlm;
والاجابة ربما تكمن في مسيرته السياسية وشخصيته الثورية التي اتضحت منذ بداياته المبكرة والتي يرجعها البعض لظروف نشأته الأسريةrlm;.rlm; فأورتيجا الذي ولد عامrlm;1945rlm; لأبوين ينتميان للطبقة المتوسطة كانا من أكثر المعارضين لديكتاتور نيكاراجوا آنذاك سوموزا وقد تعرضت والدته للاعتقال كما لقي شقيقه حتفه خلال الثورة ضد سوموزا بينما كان أورتيجا في الخامسة عشرة من عمره عندما اعتقل للمرة الأوليrlm;.rlm;
وفي بداية الستينات وبعد عدة اشهر فقط من التحاقه بالدراسة الجامعية انضم لجبهة الساندينستا فور تشكيلها وكانت حركة تحرر سرية في بدايتها وتولي قيادة أحد أجنحتها العسكرية عامrlm;1967rlm; وفي نفس العام القي القبض عليه حيث ظل بالسجن حتي عامrlm;1974rlm; وبعد الافراج عنه توجه الي كوبا ومنها بعد ذلك بأربع سنوات الي كوستاريكا مع صديقته وأبنائها الثلاثة من زواج سابقrlm;.rlm; وهناك كانت انطلاقته الأولي نحو الثورةrlm;.rlm; ومع عودته مرة أخري لبلاده كان واضحا أنه الرجل المناسب الذي تحتاجه الحركة لقيادتهاrlm;.rlm; وعندما نجحت الثورة في ازاحة سوموزا عامrlm;1979rlm; كان أورتيجا شخصية محورية بين المتمردين حيث تولي قيادة التحالف الحاكم بل ويمكن القول انه كان الحاكم الفعلي لهذا التحالف الذي سيطرت عليه بمرور الوقت جبهة ساندينستا متسببة في انسحاب القوي الأخري منه احتجاجا علي توجهاتها اليسارية وتفردها بالسلطةrlm;.rlm; وان كان ذلك لم يمنع أورتيجا من خوض اتنخابات جرت عامrlm;1984rlm; والفوز فيها بالرغم من اتهامات معارضيهrlm;.rlm;
ويمكن القول أنه خلال تلك الفترة استطاعت الجبهة القيام باصلاحات حقيقية ضخمة استفاد منها في المقام الأول فقراء نيكاراجوا وكان يمكن أن تحقق المزيد لولا الصراعات التي نشبت بين الجبهة من جهة وبين متمردي الكونترا ـ الجبهة التي جمعت كل معارضي أورتيجاrlm;-rlm; المدعومين بشكل مكثف من الولايات المتحدة لمواجهة المد الشيوعي في فنائها الخلفيrlm;.rlm; حيث اعتبرت نيكاراجوا في تلك الفترة ساحة للقتال في الحرب الباردة الدائرة علي أشدهاrlm;.rlm;
ويبدو أن الحرب التي انهكت الجميع بجانب رغبة أورتيجا في اضفاء مزيد من الشرعية علي حكمه قد دفعته للموافقة علي اتفاقية سلام مع المتمردين عامrlm;1989rlm; كان من شروطها اجراء انتخابات رئاسية كان واثقا من الفوز فيها ولكن النتائج كانت مخالفة لتوقعاته فخسر الانتخابات واعترف بالهزيمةrlm;.rlm; ولكنه ظل مع ذلك قائدا للجبهة استطاع أن يقودها وسط كل المتغيرات الدولية التي صاحبت انتهاء الحرب الباردة وفي ظل الاتهامات التي وجهت له بالفساد وحتي الفضيحة التي فجرتها ابنة زوجته والتي اتهمته بالتحرش الجنسي بها لم تنل منه بالرغم من الضجة التي أحدثتهاrlm;.rlm;
لقد أجمع المراقبون أن عودته الجديدة شهدت عدة تغيرات لعل أبرزها اعتذاره عن المآسي التي شهدتها فترة رئاسته وهو وان أكد أنه لن يتخل عن أحلامه وأنه سيظل يدافع وفي سبيل ايجاد عالم أكثر عدلا الا أنه أكد أن السبيل لذلك سيكون متسقا مع الواقع الجديدrlm;,rlm; لقد اتهمه منتقدوه بأن تحوله وتحول حزبه هو نوع من الانتهازية السياسيةrlm;,rlm; وسواء كان التحول حقيقيا أم لا فالشيء المؤكد أنه الأن رئيس منتخب وأن عودته لماضيه الثوري أمر مستبعدrlm;.rlm;