إخوان مصر.. إخوان الكويت !!
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الجار الله
لا نناقش النائب دعيج الشمري حول ردوده على تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك المتعلقة بخطر جماعة الاخوان المسلمين على أمن مصر, فهذا عائد لموقفه الملتزم بالحركة, والمرتبط بوجودها, بل نلفت الى "اخوان" الكويت الذين يختبئون تحت مسمى الحركة الدستورية برلمانيا, ومسمى جمعية الاصلاح مدنيا, والذين يتجاوزون في أنشطتهم النظرية حدود البلاد, ويتدخلون في شؤون داخلية لأناس آخرين لا نرى ان علاقتهم بهم تفوق علاقة رؤسائهم وزعمائهم وحكوماتهم.
الرئيس مبارك عندما يؤكد على خطر جماعة الاخوان على أمن مصر, وإن صعود تيارهم من شأنه عزل البلاد عن العالم فإنه يتحدث عن وضعية داخلية مصرية لا نظن أن أحدا آخر, خارج هذه الوضعية, له علاقة بها, اللهم الا اذا كان هذا "الاحد" وهو هنا الكويتي الخارجي, يريد تثبيت عالمية حركة الاخوان, ووحدانية قيادتها الموجبة للخضوع, وصاحبة الحق في رسم الموقف السياسي الذي يجب على الأتباع السير في مضماره.
هنا يثبت ان حركة الاخوان المسلمين عندنا ليست حركة وطنية مستقلة, ولا حركة دينية خالصة, بل حركة سياسية تابعة تعمل على الالتزام بمواقف خارجية ليس من الضروري ان تتطابق مصالحها (المواقف) مع المصالح الوطنية الكويتية. وهذا الباب يفتح أبوابا اخرى على أهداف الحركة في الكويت, والتي يمكن اعتبارها أنها أهداف موصولة بمشروع اسلاموي عالمي يسعى الى الحكم والسيطرة على المجتمع وإقصاء كل المعارضين لهذا المشروع بصرف النظر عن انتمائهم الديني.
وليت الرئيس مبارك قال ما قاله من زمان طويل, على الاقل لتجنيب مجتمعاتنا مخاطر الوقوع في الخدعة السياسية للجماعات الاسلاموية, ولكانت جماعة مثل"حماس" قابعة في ظلال, او ظلام التكوين حتى يومنا هذا, ولم تتمكن من الوصول الى سلطة الحكم في نظام الحكم الذاتي الفلسطيني... حركة "الاخوان" وما تفرع عنها من حركات, وما أفرزته من اجتهادات ربطت الارهاب بالجهاد, واستخدام القوة باختصار الوصول الى الهدف السياسي... هذه الحركة لا تصلح للحكم, وهي تسعى إليه بلهاث مجهد, ولا تصلح حتى في الحضور السياسي كونها حركة إلغائية تكفر الاخر المختلف وتستبيح دمه. وكلام الرئيس مبارك هذا جاء بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس, بعد أن أخذ "الاخوان" في مصر فرصهم السياسية, بما فيها فرص التحايل القانوني الشكلي من اجل خوض معركة الانتخابات العامة والترشح بقوائم لخوضها والفوز بما أمكن من المقاعد النيابية.
لقد استقوت حركة الاخوان في مصر بسبب هذه الرخاوة القانونية, وكان من المفروض ان يكون وضعها السياسي في مقدار حجمها وبموجب خارطة سياسية تتوزعها بالتساوي حركات الشأن العام وأحزاب المجتمع المدني, وهي خارطة تماثل تلك التي اعتمدها عاهل المغرب الراحل الملك الحسن الثاني, وأسفرت عن وجود قوى لا تطغى فيها واحدة على اخرى الا بأفضلية العمل العام وتقوى المصالح العامة.
حركات الاسلام السياسي ليست أحزابا بالمعنى الواقعي للكلمة, بل هي تيارات تحسن استخدام النفوذ, والتقرب من الحاكم, ووضع الخطط اللاحقة التي تسمح, فيها بعد, بالانقضاض عليه واستلابه سلطته وحقوقه. ومن المؤسف القول ان حركة الاخوان وهي طليعة حركات الاسلام السياسي وسببها, قد تم الاستعانة برجالها, في مرحلة من المراحل, وانصرف بعض الدول على تكبير هؤلاء الرجال وتسمينهم وعندما كبروا وتضاعفت أحجامهم انقضوا على من أحسن اليهم وحولوا واقعه السياسي الى جحيم.
وقبل حديث الرئيس مبارك لقيت حركة الاخوان مجاملات الساحة المصرية, وهي المجاملات التي أثرت علينا نحن هنا في الكويت وفي المنطقة الاقليمية.
"الاخوان" خطر على أمن مصر, كما قال الرئيس مبارك, وعلى الشعب المصري ان يدرك هذه الناحية وان يعيها بعمق, فهؤلاء ليسوا حكاما, ولم يسبق لهم ان دخلوا بلدا إلا وأفسدوه. ويذكر الجميع ان المملكة العربية السعودية التي عطفت على جماعة الاخوان بعد بطش عبدالناصر بها, وآوتها في ديارها, واحتضنت رجالها قد عانت الكثير من هذه الجماعة, فقد آذتها, رغم الاحسان, وأطلقت في عقول أبنائها وشبابها بذور التطرف والعنف واللاوسطية.
وفي الكويت لا تزال المعاناة من هذه الجماعة مستمرة وتتجلى في محاولات مصادرة المجتمع المدني, واحتكار النفوذ في الجهاز الرسمي للدولة, والسعي الدائم لاستصدار القوانين الظلامية المتزمتة المسؤولة عن تخلفنا وتخلف مجتمعنا, ونشر ثقافة التمييز بين أبناء الدين الواحد على خلفية الالتزام الحزبي بدعوة الجماعة او عدمه.
في السابق أدرك السلطان قابوس, ورئيس دولة الامارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان مخاطر هذه الحركة, فسارعا الى لجم قادتها, وتحجيم حركتها, ومنعها من العدوان على المجتمع المدني باسم الدين, ومن مصادرة حركة هذا المجتمع المندفعة بحماسة نحو التقدم والارتقاء.
مرة ثانية نتساءل: اذا كان الرئيس المصري حسني مبارك معني برعاية مجتمعه وحماية شعبه, وتوفير الامن الوطني لمصر بالتحذير من خطورة حركة الاخوان, فما دخل إخوان الكويت في هذه القضية, اللهم الا اذا كانت تحذيرات مبارك تطالهم وتتجاوز إخوان مصر اليهم?
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف