جريدة الجرائد

إيران لا تعارض مؤتمر باريس - 3 لدعم لبنان والسنيورة يعرض مناقشة الإصلاح مع «حزب الله»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"14 آذار" قلقة من "توزيع أسلحة في البقاع الغربي والجبل" ...


باريس، نيويورك، بيروت، أبو ظبي، الدوحة - رندة تقي الدين، راغدة درغام

دعا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى اعادة الاعتبار الى الدستور اللبناني الذي "يجمعنا وينظم العلاقات بين اللبنانيين"، مؤكداً أن "المشاكل بينهم لا تحل بالشارع"، وان حكومته دستورية.

وتلقى السنيورة الذي كان يتحدث أمام الجالية اللبنانية في أبو ظبي، دعماً جديداً من دولة الامارات خلال لقائه رئيسها الشيخ خليفة بن زايد، لعقد المؤتمر الدولي والعربي لمساعدة لبنان على النهوض باقتصاده ومعالجة مشكلة المديونية (باريس -3).

وإذ وعدت الامارات بالمساهمة في تمويل حاجات لبنان من المساعدات خلال المؤتمر، جدد السنيورة تأكيده ان لا شروط سياسية على المساعدات التي سيتلقاها لبنان خلال المؤتمر، داعياً الى معالجة الأزمة اللبنانية على قاعدتي التوازن والتلازم.

وكان اللافت امس موقف السفير الإيراني في بيروت محمد شيباني إزاء مؤتمر "باريس -3" إذ أعلن بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان المؤتمر متعلق بلبنان وما من طرف يعارض أن يساعد أحد لبنان". وهو موقف رأت فيه اوساط مراقبة اشارة ايجابية ومرنة حيال الدعم الخارجي للبنان، ألحقها السفير شيباني بالإشارة الى أن التعاون بين إيران والسعودية "يترك آثاراً ايجابية على المنطقة في شكل عام".

والتقى بري السفير السعودي عبدالعزيز خوجة أمس أيضاً في سياق الاتصالات التي يجريها الأخير لتشجيع الفرقاء اللبنانيين على الاجتماع لكسر الجليد بينهم تمهيداً للتوافق على مخرج لمعالجة المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، وانهاء اعتصام المعارضة المستمر في وسط بيروت منذ 1 كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

وكان السنيورة أبلغ عدداً من الوسطاء بين الحكومة والمعارضة، انه مستعد لمناقشة ملاحظات "حزب الله" على الورقة الاصلاحية الاقتصادية، بعد أن اعتبر موقف الحزب ايجابياً من "باريس -3". وعلمت "الحياة" أن السنيورة أبلغ هؤلاء الوسطاء بنقل رسالة منه الى قادة الحزب فحواها انه مستعد للقائهم، من اجل البحث في هذه الملاحظات في أي وقت. ووصل السنيورة الى قطر أمس حيث سيلتقي اليوم في اطار جولته العربية، أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على ان ينتقل الى الاردن مساء.

وصدر بيان لافت لهيئة المتابعة في قوى "14 آذار" التي تتشكل منها الأكثرية، تحدث عن "تزايد في نشاط القوى المرتبطة مباشرة بالاستخبارات السورية على صعيد إدخال شحنات جديدة من الأسلحة وتوزيعها في مناطق حساسة في البقاع الغربي والجبل".

واجتمع الرئيس بري أمس الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون بناء لطلب الأخير، من اجل الاستفسار عن تصريحات ضد قوات "يونيفيل" في الجنوب وانتقادات لعملها، لا سيما من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.


فرنسا وايران

وفي باريس، أوضح مصدر فرنسي رفيع لـ "الحياة" ان فرنسا لم تتخذ حتى الآن قراراً بإرسال مبعوث لها الى طهران لمناقشة الوضع في لبنان. ورأى أن الوضع في العراق فتح المجال على أوسع نطاق أمام ايران، مما يزيد من الأسباب التي تدعو الى التحدث معها، وما حمل فرنسا على التفكير منذ شهور بذلك.

وذكر ان اتصالاً تم مع مبعوث للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في باريس، وأن مستشار الرئيس الفرنسي موريس غوردو مونتانييه التقى هذا المبعوث في جنيف، قبل أن يجتمع مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في البحرين في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وقال المصدر انه عندما يتعلق الموضوع بالاتصال بالايرانيين، فإن المبادرة لفرنسا، لكنها لن تقوم بذلك ضد مصالح المنطقة ولا ضد مصالح شركائها فيها، وهي استشارات هؤلاء الحلفاء الذين اعتبروا أن الوقت لم يحن بعد لمثل هذه الخطوة وأن باريس تتجه الى الأخذ برأيهم.

وأشار الى أن لفرنسا ايضاً سياسة في المنطقة وتريد معرفة هدف ايران فيها، كما تريد معرفة كيفية العمل مع دولة مثل ايران، لكنها ترى أن الوقت غير مناسب لإيفاد وزير خارجيتها الى طهران. وذكر ان فرنسا تفكر حالياً بالاتصال بايران عبر أحد سفرائها، رجل المهمات السرية جان كلود كوسران. لكن قرار ارساله الى طهران وموعده لم يحددا بعد.

وكان أحمدي نجاد طلب على حد قول المصدر لقاء الرئيس جاك شيراك في نيويورك أو في أي بلد آخر، لكن الجانب الفرنسي رفض ذلك بسبب تصريحاته حول إزالة اسرائيل عن الخريطة.


روسيا والتعاون مع براميرتز

وفي نيوويرك، دفعت روسيا مجدداً أمس الثلثاء، بمسودة جديدة لمشروع رسالة الى القاضي سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري تطلب منه ان يكون "أكثر تحديداً" في مسألة تعاون الدول مع اللجنة. ولاقت المسودة الجديدة استمرار معارضة عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الذين يريدون "ترك مبادرة طلب المساعدة لبراميرتز نفسه بدل اصدار التعليمات اليه"، بحسب مصدر في مجلس الأمن.

واوضحت مصادر غربية في المجلس اشترطت عدم ذكر اسمها انه "بناء على المعلومات المتوافرة لدينا، لا يوجد عندنا أي سبب للاعتقاد بان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا هي بين الدول العشر"، التي قال براميرتز انها "لم ترد" بعد على 22 طلب معلومات أو ايضاحات من اللجنة.

وذكرت مصادر أخرى ان روسيا كانت بين الدول التي لم ترد على براميرتز بما يرضيه بادئ ذي بدء. وقالت انها لا تعرف ان كانت روسيا لبت الطلبات في الفترة الأخيرة، مشيرة الى ان المانيا كانت بين الدول لكنها قدمت الأجوبة المطلوبة. واستغربت هذه المصادر التحرك الروسي بسبب علمها عن يقين بأن روسيا كانت بين الدول العشر.

وأخذت المسودة الروسية المعدلة بأفكار بريطانية، إذ نصت أن "مجلس الأمن يبقى مستعداً لمساعدة اللجنة بأي طريقة ممكنة. وفي هذا الإطار، يدعوك أعضاء المجلس الى طرح أي نقاط ترغب ان يتخذ مجلس الأمن اجراء بصددها لمساعدة أعمال اللجنة المهمة".

في موازاة ذلك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون على أن "الأمل الوحيد للاستقرار" في لبنان "يكمن في مسار المصالحة" بين مختلف الطوائف والفئات في البلد، مشيرا الى أن قوات "يونيفيل" تشكل "منطقة عازلة فائقة الأهمية في جنوب لبنان" انما هذه القوات "لن تتمكن من البقاء هناك الى الأبد".

اعلن بان الذي كان يتحدث أمام "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن أمس الثلثاء أثناء زيارة رسمية للعاصمة الأميركية للاجتماع بالرئيس جورج بوش، انه سيحضر مؤتمر "باريس - 3". وتعهد "العمل من أجل دعم لبنان في كل شيء من إعادة البناء بالمعنى المادي الى تحقيق سعيهالذي لم يكتمل بعد نحو مستقبل سلمي وديموقراطي ونحو استقلال كامل وتام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف