جريدة الجرائد

سوريا عرضت على إسرائيل ’’مساعدة خاصة’’ لبناء الثقة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المفاوض السوري في الاتصالات السرّية لـ"يديعوت أحرونوت": السلام يضمن نشاطاً سياسياً لـ"حزب الله" ويخفض تأثير إيران

المستقبل

أكد ابراهيم سليمان، المفاوض السوري في الاتصالات السرّية الإسرائيلية ـ السورية التي تمّ كشفها هذا الأسبوع، امس، ان سوريا عرضت قبل 3 اشهر على اسرائيل "مساعدة خاصة" كخطوة لبناء الثقة بين الدولتين، واعتبر ان ايّ اتفاق سلام مستقبلي بين دمشق وتل ابيب سيضمن ان ينشط "حزب الله" في المجال السياسي ويخفض من تأثير ايران على لبنان.

لكن سليمان رفض في مقابلة نشرها موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، اعطاء تفاصيل حول هذه الـ"مساعدة خاصة"، وقال "كانت هذه خطوة لبناء الثقة وأعدّها اعلى مستوى في دمشق وعرضها مسؤول اوروبي كبير على يورام طوربوفيتش، كبير مساعدي (رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود) أولمرت، وكانوا متحمّسين".

اضاف "اقترحنا عليهم (الإسرائيليين) شيئاً لم يحلموا به وأبدوا حماسة، وبعد اسبوع وصل بريد إلكتروني من إسرائيل يقول انهم غير معنيين بهذا. وأعتقد ان واشنطن كانت ضالعة ومنعت ذلك.. هذا كان شيئا ستحتاج اسرائيل الى 10 سنوات لحله وكان يمكننا حله خلال شهرين. انه شيء مصيري تمّ إعداده مع الأوروبيين ومعي. شيء بالغ الجمال، وكان الإسرائيليون سيحبّونه وكان يمكنهم الاحتفال به".


وأكد سليمان لمراسل موقع "يديعوت أحرونوت" في واشنطن يتسحاق بن حورين، ان الرئيس السوري "بشار الأسد كشف كذبكم. فمنذ 1948، يقول زعماؤكم انهم مستعدون للقاء زعماء عرب في كل مكان وكل ساعة من اجل صنع سلام. وها هو بشار يمد يده ويتضح انكم لا تريدون السلام حقاً.. كان جميع رؤساء حكومات إسرائيل منذ (اسحق) رابين في العام 1993، يعلمون بوجودي، فقد عملت من وراء الكواليس ولم أخرج على وسائل الإعلام ابداً. وهذه المرة الأولى التي أجري فيها مقابلة صحافية".وكشف سليمان انه كان يفترض ان يصل إلى اسرائيل للمشاركة في "مؤتمر هرتسيليا" السنوي الذي سيفتتح غدا، لكنه عدل عن ذلك عقب كشف الاتصالات الإسرائيلية ـ السورية السرية في صحيفة "هآرتس" هذا الأسبوع، والتي شارك فيها الى جانبه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق الون ليئيل. وقال سليمان ان الكشف عن الاتصالات "كان مفاجئاً لأنه كان يفترض ان يبقى عملنا سرياً"، وألحق ضرراً بالغاً بالقدرة على التقدّم في الموضوع بهدوء.

وأوضح "لا اعتقد أن مفاوضات علنية بين سوريا وإسرائيل ستقود الى مكان ما، فقد حاولوا ذلك طوال عشر سنين بواسطة (المبعوث الأميركي) دنيس روس الذي يجب ان يحصل على جائزة نوبل لقاء صبره.. وسائل الإعلام لا تسمح بأيّ تقدم وكل واحد يفاوض بموجب ما يكتب في وسائل الإعلام".

وعما إذا كان يتحدّث باسم الحكومة السورية، قال سليمان "بودي ان اوضح الآن أنني لا أتحدث باسم سوريا ولا أمثلها، فأنا سوري ـ أميركي وأريد علاقات جيدة بين سوريا وأميركا، والمفتاح لعلاقات جيدة هو سلام بين سوريا وإسرائيل. وهذا هو السبب الذي جعلني اخصص كل وقتي ومواردي لدفع السلام بين سوريا واسرائيل.. أعتقد أننا انجزنا الكثير، لكننا لسنا مندوبين رسميين". وعلى الرغم من ذلك، فإن سليمان لم يخف علاقاته الوثيقة بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأكد ان دمشق كانت على علم بالاتصالات وباركت التفاهمات التي تمّ التوصل إليها.

أضاف سليمان "المعلم قريب جداً مني منذ كان سفيرا في واشنطن وأجرى مفاوضات مع الإسرائيليين في مزرعة واي ريفر، وهو سياسي رائع وأنا ألتقي به وأتحدث معه، وعندما اكون في دمشق ألتقيه، لكن عملي يبقى عملي.. تمّ نقل نتائج جهدنا للسوريين، وتمّ نقلها ايضا الى (ارييل) شارون الذي بارك ما قمنا به"، مشيرا الى انه "خلال سنتين، التقينا 8 مرات في أوروبا وحاولنا كتابة ما تريده إسرائيل وما تريده سوريا". وقال "كذلك زرت سوريا 7 مرات مع المندوب الأوروبي وأنا أعلم أنه تمّ تسليم وثيقتنا لشارون مثلما تمّ تسليمها للسوريين. وفي نهاية كل لقاء أعطى الون ليئيل مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية (في إسرائيل) الورقة الناتجة من اللقاء.. لقد علموا بكلّ شيء، وأنا نقلت المواد لأصدقائي في سوريا وتحدثت مع المعلم. وهو يعلم أني ألتقي إسرائيليين".

وأكد أنه هو الذي بادر الى فكرة انشاء "محمية" في هضبة الجولان "وعرضت المعادلة أمام المجموعة الأوروبية في اللقاء الأول وتحدثت باسمي وليس باسم اي أحد آخر. وفكرة المحمية يمكن ان تحل مشاكل كثيرة. وأنا أدرك انه في القدس احب الجميع هذه الفكرة، لكنهم فجأة تنكروا للموضوع".

وعلى الرغم من كشف الاتصالات، رأى سليمان انه يمكن البدء في لقاءات بين مندوبين سوريين وإسرائيليين في أوروبا شرط أن لا يتمّ النشر عنها في وسائل الإعلام هذه المرة، "والأوروبيون وأنا مستعدون لتنظيم ذلك، اذ لا يمكن البدء مع بشار وأولمرت. وأقترح البدء بمستوى نواب وزراء وبناء ذلك بهدوء من دون وسائل الإعلام، وبعدها نجلب الاتفاق ونضعه امام الأميركيين ليتبنوه".
ويؤكد سليمان انه اذا تم التوقيع على اتفاق سلام، فستغلق دمشق مكاتب "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وستدفع كل الدول العربية الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، وأن الاتفاق سيضمن ان ينشط "حزب الله" في المجال السياسي وسيخفض تأثير ايران على لبنان.

وخلص سليمان إلى القول "صدقني، لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية حتى يكون هناك حل مع سوريا. وعلى إسرائيل وسوريا العمل معا لحل القضية الفلسطينية، وستكون الفائدة الاقتصادية التي ستعود على كل من الدولتين كبيرة للغاية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف