جريدة الجرائد

الرئيس أبو مازن والرئيس مشعل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


عبدالرحمن الراشد


بعد ان نفى محمود عباس، ابو مازن، إشاعة ذهابه الى العاصمة السورية، رأيناه أخيرا يحط في دمشق ليلتقي "الرئيس الفلسطيني الموازي" خالد مشعل. ومشعل رئيس غير متوج، لأنه هو من يقرر ماذا يفعله رئيس الوزراء اسماعيل هنية وبقية حكومة حماس. وله ترجع القيادات العربية للاستئذان حول كل طارئ فلسطيني، كما حدث في أزمة الأسير الاسرائيلي. لذا اختلف مع الذين انتقدوا ابو مازن لانه سافر لملاقاة مشعل وفي دمشق، فقد ذهب الى هناك لأنه يعرف ان في دمشق يوجد الحل والربط والرجل، ومن الافضل ان يتعامل مع الأصل في دمشق لا مع الصورة في غزة. ولا عيب في الاعتراف بحقائق الواقع وان بدت غريبة بعض الشيء. فنحن لم نكن نصدق في الماضي ان سياسيا في المنفى، مثل مشعل، قادر على ان يأمر وينهي بوجود رئيس ورئيس وزراء، لكن الاحداث الكثيرة الماضية اثبتت ان مشعل رقم لا يستهان به في الشأن الحماسي، والفلسطيني عموما، وفي اللعبة السورية الايرانية أيضا.

ومع أن ابو مازن رحل الى هناك لاقناع مشعل بحكومة مختلطة مع فتح لتجنب الصدام وتحسين الوضع المعيشي للمواطن الفلسطيني، وتحريك العمل في خريطة الطريق، وهي مقاصد نبيلة، الا ان الأفضل لو اقنع الاسرائيليين برفع الحظر عن مشعل والسماح له بالعودة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وممارسة حقه كرئيس او رئيس وزراء، واختصار المسافة والوقت والجهد عبر الوسطاء.

عودة مشعل الى غزة ليست مطلبا عسيرا على الاسرائيليين، الذين رضخوا لتولي حماس الحكومة، وبلغوا من الواقعية التعامل مع كل الرموز الفلسطينية الممنوعة سابقا. وان كان هناك من قد يرفض عودة مشعل الى بلده، فعلى الأرجح ليس الاسرائيليين، بل هم داخل فتح، وحماس أيضا.

وبدل اقناع الرئيس مشعل بان يقبل زيدا أو عمرا وزيرا كان الاجدر بالرئيس ابو مازن ان يقنع مشعل نفسه بالعودة والرئاسة وانهاء مذهب انفصالية القيادة في الداخل والشتات وتشتيت القيادة في الداخل. فالموضوع الفلسطيني في حالة عطب، بسبب القيادة المتعددة الرؤوس التي افلحت حتى الآن فقط في بعثرة الجهود والتخريب المتبادل بين الأطراف المتنازعة على الحكم في داخل فتح وحماس، وبين الحركتين أيضا. ومنذ غياب الرئيس ياسر عرفات والساحة الفلسطينية في حرب على الزعامة، ولم نر بعد زعيما واحدا يجمع عليه معظم الفلسطينيين في الداخل والخارج، او حتى في الداخل، وهذا يفسر طبيعة النزاع الدامي في غزة ورام الله والتجاذب الكلامي مع قيادات الخارج. ومشعل، مثل سلفه الراحل عرفات، إخواني، من تنظيم الاخوان المسلمين، وكويتي لأنه عاش في الكويت، ومطارد من اسرائيل يدير منظمته من كل مكان ينفى اليه.

ويقال إن ابو الوليد، مشعل، يجمع مصادر القوة، عنده المال والعلاقات الخارجية والاحترام، فلماذا لا يعود ويحكم، وينتهي الجميع من التنازع تحت قيادة واحدة، تقر سياسة واحدة واضحة حيال ما ينبغي فعله حربا او سلما؟

alrashed@asharqalawsat.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف