جريدة الجرائد

«تدخل» سوري يجمع عباس ومشعل لاعلان رفض الاقتتال واستمرار الحوار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرئيس الفلسطيني يرجىء زيارة بيروت ...


دمشق - إبراهيم حميدي


تدخل مسؤولون سوريون وعرب وفلسطينيون بقوة امس لعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ورئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) خالد مشعل، والاتفاق على "اعلان مبادئ" يتضمن رفض الاقتتال الداخلي والتمسك بالوحدة الوطنية واستمرار الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية ورفض الدولة الفلسطينية بحدود موقتة. وأعلن ان عباس قرر الغاء زيارته التي كانت مقررة صباح اليوم الى بيروت، ويعتقد بان الالغاء يعود الى دعوة المعارضة الى إضراب عام يوم الثلثاء.

وتدخل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم شخصيا لترتيب اللقاء بين عباس ومشعل مساء امس، اذ استقبل الشرع كلا من عباس ومشعل، كما تكفل المعلم باجراء الاتصالات الهاتفية معهما. وقال مسؤول سوري لـ"الحياة" ان دمشق "بذلت كل جهودها لتسهيل عقد اللقاء وتركت التفاصيل لهما، فسورية توافق على ما يوافق عليه الفلسطينيون". وعلم ان دمشق ارادت التوسط لانها حريصة على الوحدة الوطنية وتخفيف الاحتقان وكي لا يقال ان سورية وراء الفشل او انها "لا تملك مفاتيح" لدى مشعل.

وزار الوسيطان الفلسطينيان النائب زياد ابو عمرو ومحمد رشيد (خالد سلام) المستشار الاقتصادي للرئيس الراحل ياسر عرفات، مشعل في مكتبه بعد ظهر امس للاتفاق على مسودة البيان المقرر اعلانه بعد اللقاء. واستمرت المفاوضات بين "حماس" و"فتح" حتى المساء للاتفاق على بنود "اعلان المبادئ". واتفق مسؤول مرافق لعباس مع نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" موسى ابو مرزوق على القول لـ"الحياة" ان اللقاء يهدف الى "كسر الجليد" بينهما وان البيان يتضمن "رفض الاقتتال الداخلي، والتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفض (قيام) الدولة الفلسطينية الموقتة، واستمرار الحوار" للتوصل الى حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وعقد المكتب السياسي لـ"حماس" اجتماعا قبل التوجه الى فندق "ميريديان" للقاء الرئيس الفلسطيني. وكان مقررا عقد لقاء موسع يضم قيادتي "فتح" و"حماس"، واجتماع مغلق يقتصر على عباس ومشعل.

وتزامن اليوم الفلسطيني الطويل، مع قيام الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني بزيارة لدمشق نقل خلالها رسالة من الرئيس محمود احمدي نجاد الى الرئيس بشار الاسد، كما التقى مساء الشرع والمعلم الذي يتوجه اليوم الى طهران. وقال مسؤول فلسطيني لـ"الحياة" ان اتصالات جرت لترتيب لقاء بين لاريجاني وكل من الامين العام لـ"الجهاد الاسلامي" رمضان عبد الله شلح ومشعل بعد لقاء لاريجاني مع الشرع والمعلم.

وافادت مصادر ايرانية ان لاريجاني بحث مع الاسد في "تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا في العراق ولبنان وفلسطين، إضافة إلى العلاقات الثنائية".

وكان اعلن مساء السبت عن الفشل في التوصل الى اتفاق على اللقاء بين عباس ومشعل على خلفية عدم التوصل الى حلول وسط لنقطتي نص خطاب التكليف ووزارة الداخلية، وصار همّ الوسطاء عقد اللقاء والاكتفاء ببيان يتضمن تخفيف الاحتقان الداخلي. وقام شلح بزيارة عباس مع استمرار الاتصال بمشعل، ثم التقى مسؤولين سوريين لترجيح وجهة نظره القائلة ان "مجرد عقد اللقاء سيكون مفيدا لتخفيف الاحتقان الفلسطيني" في مقابل وجهة نظر اخرى تقول ان "عقد اللقاء من دون الاتفاق على تشكيل الحكومة سيكون كارثيا". ومن هنا تولدت فكرة التوصل الى "اعلان مبادئ" من دون التوصل الى اتفاق تفصيلي.

واستخدمت خلال الترتيب للقاء وردم الفجوة، الاساليب الديبلوماسية الممكنة لعقد اللقاء، من اتصالات هاتفية قام بها المعلم مع عباس ومشعل، الى مبادرة وزير الخارجية للقاء شلح للمرة الاولى باعتباره احد الداعين الى ضرورة عقد اللقاء، فيما قام مسؤولون عرب كبار بالاتصال بعباس ومشعل، وجرت لقاءات جانبية بين مسؤولين من "حماس" وابو عمرو ورشيد، في حين لوحظ وجود مبعوث الحكومة النروجية الى الشرق الاوسط سفين سفيه يتنقل بين مسؤولين من الجانبين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف