جريدة الجرائد

عباس: الانتخابات خيار جدي إذا فشلت المفاوضات لتشكيل الحكومة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد أن الحرب الأهلية خط أحمر وعزا تأجيل زيارته لبنان الى انشغال سلطاته ...


دمشق - غسان شربل

لا يكفي أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ليتصاعد الدخان الأبيض، وتُعلَن حكومة الوحدة الوطنية. ولعل ما استلزمه مجرد عقد اللقاء من جهود ووساطات، يكفي لتأكيد ما كان معروفاً سابقاً وهو صعوبة توحيد المصطلحات بين "لغتين وقاموسين ورؤيتين" في التعامل مع المشهد الفلسطيني والاقليمي والدولي.

قبل توجهي الى مقر اقامة عباس، لفتني أحد الذين واكبوا الجهود الماراثونية لضمان انعقاد اللقاء، الى انني لن أجد لدى الرئيس الفلسطيني شيئاً جاهزاً للإعلان عنه. واعتبر أن أهم ما في اللقاء كان حصوله، ولو بفعل جهود حثيثة بذلتها دمشق، والتأكيد على تحريم الاقتتال، ومعه التأكيد على استمرار الحوار.

سألت "الحياة" عباس عما بعد الحوار في دمشق فرد ان الحوار سيتابع في غزة. وبدا راغباً في تفادي الإجابات المتشائمة حين سئل هل يمكن ان يحسم في غزة ما يتعذر حسمه مع مشعل في دمشق. رداً على سؤال عن مخاطر اندلاع حرب أهلية في الأراضي الفلسطينية بعد المواجهات الاخيرة قال: "موقفي من هذه المسألة معروف ومعلن. أريد أن أؤكد أن الحرب الأهلية خط أحمر لن أسمح بتجاوزه وهذا هو سبب ما أجريه من تحركات واتصالات"، لافتاً الى ما جاء في البيان الذي صدر في أعقاب اللقاء لجهة تحريم الاقتتال.

سألته هل خيار الانتخابات يبقى مطروحاً في حال تعثر المفاوضات في شأن الحكومة فرد: "الانتخابات المبكرة خيار جدي في حال فشل المفاوضات لتشكيل الحكومة. أنا لم اطلب من حماس الاعتراف باسرائيل، لكنني اطلب من الحكومة ان تلتزم بما التزمت به كرئيس لمنظمة التحرير. أقصد التزام الشرعيات الثلاث الفلسطينية (الاتفاقات ومقررات المجلس الوطني) والعربية (المبادرة العربية) والدولية (قرارات الشرعية الدولية)".

وعن الانعكاسات السلبية على القضية الفلسطينية من جراء انفجار نزاعات أخرى في المنطقة، قال: "نعم الوضع في العراق يثير القلق. يمكن القول ان الوضع في المنطقة يثير مثل هذا القلق. وعلينا الاعتراف بأن هذه الأوضاع تترك انعكاساتها على كل شيء".

وعن سبب إلغاء زيارته لبنان والتي كانت مقررة بعد زيارته سورية، قال عباس: "السبب انشغال السلطة اللبنانية بالوضع الداخلي ولم نرد اشغالها بالزيارة التي سأقوم بها في وقت قريب جداً".

ورفض الخوض في ما إذا كان الجانب الأمني هو الذي أملى عليه إرجاء زيارته، مشدداً على أنه سيزور بيروت قريباً.

لم يحدِث لقاء عباس ومشعل اختراقاً، ولم يكن متوقعاً أن يحدث. ولعل اللقاء حصل تفادياً لسلبيات عدم حصوله، ولأن العاصمة التي كانا يقيمان فيها على مسافة قصيرة لم تكن لتقبل بأن يسود الانطباع بأنها غير قادرة على جمعهما حين تقرر المساعدة.

غادر عباس دمشق وبقي مشعل فيها. أغلب الظن ان الرجلين التقيا لأن خطر الحرب الأهلية جدي، وانهما في ضوء تعذر الاتفاق الكامل بينهما، اكتفيا بالدعوة الى ترميم الخط الأحمر الذي يؤدي تجاوزه الى الوقوع في فخ الحرب الأهلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف